> نائب المدير التنفيذي:هدفن المشروع معرفة الصنف الأمثل لزراعة القمح في المحافظة
> ضابط المشروع:فكرة المشروع جاءت وفقاً لتوجيهات السيد القائد وسياسة المؤسسة لإنعاش القطاع الزراعي
> محطة البحوث:التجربة تضمنت معظم البحوث الزراعية وتهدف لزيادة إنتاجية محصول القمح
> مؤسسة إكثار البذور:العمل رائع وعلمي ونفذ بطرق صحيحة وعملية تفيد المزارعين بشكل مباشر
استطلاع / عمار الكحلاني
يعتبر الاهتمام بالنشاط الزراعي من أولى أولويات تحقيق التنمية المستدامة لأي بلد، وعلى مر التاريخ مثلت الزراعة في اليمن النشاط الأبرز والحرفة الأهم وعصب الحياة للاقتصاد اليمني لما تمتلكه من مقومات وموروث وخبرات متراكمة عبر الأجيال ،بالإضافة إلى الخصوبة العالية للتربة وجودة الإنتاج.
وتولي مؤسسة بنيان التنموية القطاع الزراعي أهمية بالغة ،حيث تسعى إلى تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التنموية والاستراتيجية وحشد الخبرات والطاقات المجتمعية لإنعاش هذا القطاع الحيوي ضمن توجهها الاستراتيجي للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وصولا إلى الاكتفاء الذاتي، حيث أصبح هذا التوجه ضرورة قصوى وواجباً وطنياً ملحاً.
في هذا الإطار واكبت “الثورة” فعالية تدشين حصاد مشروع الحقل التجريبي لأصناف القمح بمشاركة مجتمعية في مديرية الزاهر بمحافظة الجوف تحت شعار ” يد تحمي ويد تبني” والتقت بالقائمين على المشروع في مؤسسة بنيان التنموية وممثلي الجهات ذات العلاقة في القطاع الزراعي واستمعت منهم إلى تفاصيل كاملة عن المشروع وأهميته.. تابعوا معنا:
معرفة الصنف الأمثل
في البداية التقينا الاخ احمد الكبسي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية الذي تحدث لنا عن هذه التجربة بالقول: ” اليوم مؤسسة بنيان تختتم مشروع التجربة التأكيدية لعدد من أصناف القمح في محافظة الجوف والهدف منها معرفة الصنف الأمثل لهذه المنطقة سواء كان لمديرية الزاهر او لمحافظة الجوف بشكل كامل ومن سيقيَّم هذا الصنف هو المزارع بنفسه وأبناء هذه المحافظة بأنفسهم كوننا نؤمن بأن المعارف التقليدية وأبناء المنطقة هم الأساس في التقييم وهم الأساس في معرفة الصنف الذي يناسبهم ويناسب المنطقة بشكل عام.
ويضيف الكبسي :” لقد تجسّد التعاون المشترك بين القطاع الحكومي ممثلاً بوزارة الزراعة بجميع قطاعاتها وكذلك منظمات المجتمع المدني ممثلة بمؤسسة بنيان وجمعية الاعتصام وأيضاَ المواطن والمزارع الذي يمتلك الكثير من المعارف التقليدية التي نحتاجها فعلا هذه الأيام، ونحاول أن نحييها بعد أن بدأت تندثر في اوساط المزارعين”.
فرضيات تم التأكد منها
وللحصول على التفاصيل وبشكل أوسع عن التجربة التقينا المهندس أحمد شرف رئيس فريق الإرشاد والتوعية ضابط مشروع التجربة التأكيدية الذي قال :” كانت البداية بأن قام فريق من المؤسسة بزيارة محافظة الجوف للاطلاع على اسباب قلة الإنتاجية في تلك المحافظة ،وخلال الزيارة ظهرت لنا عدة فرضيات حول المشكلة وتم التأكد من الجهات التي عملت سابقا في زراعة القمح والمنظمات مثل الهيئة العامة للبحوث الزراعية في ذمار ومؤسسة إكثار البذور وكلية الزراعة والمحطة الشمالية ومحطة المرتفعات الوسطى والمؤسسة الاقتصادية ومنظمة الفاو وغيرها من الجهات ذات الصلة ،ومن ثم قمنا بعمل مسح ميداني للمنطقة فاكتشفنا أن هناك اصنافاً مطلقة وهي الأصناف التي زرعت نتيجة لبحوث ميدانية اجريت عليها وتم زراعتها وخرجت عنها نتائج مبشرة فقرر الفريق اخذ 5 اصناف مطلقة من المناطق الوسطى منها ذمار وإب والبيضاء، و5 أصناف من المناطق الشمالية الشرقية مثل حضرموت ومارب والجوف وصعدة وعمران ،هذا فيما يخص الأصناف المطلقة وهناك اصناف غير مطلقة ،وقد نزلت مؤسسة بنيان التنموية لزرع الأصناف سواءً المطلقة او غير المطلقة، وقد بلغ اجمالي الأصناف المزروعة 15 صنفاً وصنفان شواهد وتمت زراعتها في محافظة الجوف وتمت العملية بثلاث تجارب “.
ثلاث تجارب
ويضيف شرف: المشروع مر بثلاث تجارب، اولها التجربة التأكيدية للأصناف الـ 15 الإضافة الى زراعة صنفين كشواهد اصناف محلية ونعني بمصطلح شواهد بالأصناف التي يقوم بزراعتها المزارعون في المناطق التي يتواجدون فيها ، وفي التجربة الثانية تمت زراعة القمح على المصاطب وتم اختبار 5 اصناف فيها والتجربة الثالثة التي تتعلق باستهلاك المياه (المقننات المائية) وتم اختبارها على 5 اصناف وتم ريها من 400 ملي لتر الى 800 مليمتر في الرية الواحدة لكل صنف لمعرفة أكثر صنف تأقلم على هذه التجربة وكم احتياجه للمياه وتم زراعتها في 26 أكتوبر الماضي والأصناف جيدة، وقد ظهرت هناك أعداء حيوية جيدة ونافعة (حشرة) يمكن ان تكون بديلاً لاستخدام المبيدات حيث تقوم هذه الحشرة بالقضاء على الحشرات الضارة (مكافحة حيوية).
وفقاً لتوجيهات قائد الثورة
وحول فكرة المشروع يقول المهندس أحمد شرف: جاءت فكرة المشروع وفقاً لتوجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي (يحفظه الله) بضرورة الاهتمام بالزراعة لاسيما في الجوف كونها منطقة ملائمة للزراعة وهذا هو المنطلق الأساسي لنا في هذا المشروع الذي سيكون له الأثر المتميز وسيعود بالنفع على المزارعين والمواطنين إن شاء الله ، بالإضافة الى التخوف الذي شعرنا به من تدني مستوى الاهتمام بالزراعة في الجوف وهو ما دفع مؤسسة بنيان للمبادرة في إطلاق هذا المشروع والحرص على توفير كافة الإمكانيات للوصول الى نتائج مبشرة وممتازة، ويبلغ اجمالي المساحة التي تم تنفيذ التجربة فيها 6800 متر مربع.
استفادة من عدة جوانب
وعن مدى استفادة المزارعين يؤكد ضابط المشروع بالقول :” التجربة لمست تفاعلاً كبيراً واُحدثت انطباعاً جيداً وممتازاً في نفوس المزارعين وأبناء المنطقة ككل واستطاعوا أن يستفيدوا منها في جوانب عدة وأكسبتهم مهارات وأساليب جديدة ساهمت في الارتقاء بالمستوى الزراعي ، والشيء الآخر كان هناك اثر اثناء تنفيذ التجربة و الزراعة وتجهيز الارض كانت الطريقة غير الطريقة التي يمارسها المزارعون ، حيث كانت الطريقة التي يزرعون بها تسمى النثر فيما نحن لم نزرع بطريقة النثر وزرعنا بطريقتين، فالتجربة التأكيدية تم عمل حماية لها من المواشي وجعلنا الحماية بنفس طريقة زراعة اهل المنطقة وذلك بطريقة النثر حتى يطلِّع المزارع على الفارق بين التجربتين أو الطريقتين ، واستخدمنا طريقة الخطوط في المنطقة الداخلية واثناء تنفيذ العملية بدت هناك تطورات في مستوى زراعة المزارعين في تلك المنطقة وبدأ البعض باستخدام طريقة الخطوط وليس النثر التي كانوا يمارسونها قبل التجربة ” .
ويختتم شرف حديثه قائلاً: “نشكر جميع المؤسسات التي كانت سندا وعونا لنا في الميدان، وعلى رأسها جمعية الاعتصام في المحافظة على الجهود الجبارة التي قامت بها وستستمر بنيان إن شاء الله في عملها التنموي الى جانب المجتمع الذي هو في الاصل العون والسند الحقيقي للمزارع”.
نتائج طيبة وتقييم رائع
وعن تقييم وزارة الزراعة لهذه التجربة التقينا المهندس صلاح المشرقي مدير عام الارشاد الزراعي الذي أوضح بالقول :” اجتماع اليوم سيتم الخروج منه بنتائج طيبة وتقييم رائع جدا ،وعملية اختيار صنف من أصناف القمح ستكون من صلاحية المزارعين الذين سيقيَّمون المحصول سواء في جانب الإنتاج الزراعي والعمليات الزراعية او حتى في جانب التصنيع الغذائي للمحصول بعد عملية الحصاد وهم من سيقيمَّون ومن سيختارون الصنف الذي يحتاجونه في المنطقة وسيتم بعد ذلك اكثاره وتوزيعه على مختلف المزارعين”.
تعميم التجربة
ويضيف مدير عام الارشاد الزراعي : نتمنى أن تعمم هذه التجربة في مناطق أخرى من بلدنا الحبيب ، وأحب أن أنوه الى أمر مهم هو أن العدوان على اليمن الذي شمل أيضا الحرب على هذا المحصول ، الذي يعتبر الغذاء الأساسي لعامة الشعب ، وإن معاناتنا منذ أربع سنوات إنما جاءت نتيجة الحرب على الغداء ، و أأمل من الاخوة المزارعين المشاركين في عملية انتخاب محصول القمح في المنطقة من أبناء مديرية الزاهر أن يكونوا رسائل لبقية المزارعين في بقية المديريات وكذلك المحافظات ، وإن شاء الله هذا المشروع سيستمر من نجاح الى آخر مرحلة بعد مرحلة ويستفيد جميع المزارعين الذين شاركوا والذين لم يشاركوا.
تجربة شاملة
أما الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وتقييمها لهذه التجربة فيتحدث عن ذلك الدكتور منصور الصغير المدير الفني لمحطة بحوث المرتفعات الوسطى قائلاً: “عندما فكرت مؤسسة بنيان التنموية في التدخل بمحافظة الجوف لتطوير زراعة القمح ومن خلال إيمانها العميق بأهمية البحث العلمي الذي يجب أن يسبق أي تدخل تنموي فقد تم الجلوس مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي لتحديد التدخلات وتم الاتفاق على التعاون مع المؤسسة وتنفيذ تجربة تأكيدية بحيث تتضمن معظم مخرجات البحوث الزراعية من الأصناف المطلقة لمحصول القمح في بيئات زراعية مختلفة ،حيث ضمت هذه التجربة أصنافاً مطلقة من محطة بحوث المرتفعات الوسطى ومخرجات البحوث الزراعية في الهضبة الشرقية مأرب وسيئون وكذلك مخرجات المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بالإضافة إلى صنف منتخب من قبل أحد المزارعين في منطقة وادعة في محافظة صعدة ،كل هذا مقارنة بالأصناف المتداولة من قبل المزارعين في المنطقة المستهدفة”.
زيادة إنتاجية محصول القمح
ويضيف الدكتور الصغير :” وقد تم تنفيذ التجربة ونحن الآن في مرحلة التقييم النهائي وسيتم تجميع البيانات وتحليلها ومن ثم الخروج إن شاء الله بنتائج مبشرة ومعرفة أفضل الأصناف الملائمة لمحافظة الجوف كي يتسنى لمؤسسة بنيان التنموية وضع برنامج للتدخل مبني على أسس علمية ،وسيكون الهدف الأساسي من هذا التدخل هو زيادة إنتاجية محصول القمح في وحدة المساحة وبالتالي رفع مستوى معيشة المزارعين في المناطق المستهدفة. كما تم وضع برنامج مشترك مستقبلي لدراسة كافة حزم التقنيات لهذا المحصول والتي تتضمن المقننات المائية ومعدلات البذور وكمية الأسمدة في وحدة المساحة”.
تلقينا دعوة
المهندس عبدالله محمد جابر مدير فرع مؤسسة اكثار البذور بالمنطقة الشرقية الشمالية تحدث عن رأيه في هذه التجربة بالقول :” تلقينا دعوة من الاخوة في مؤسسة بنيان التنموية لحضور يوم حقلي بمديرية الزاهر في الجوف لمشاهدة وتقييم المشروع البحثي لزراعة اصناف القمح ، حيث تم زراعة 15 صنف قمح بثلاث مكررات لأصناف القمح المنتشرة والمطلقة وغير المطلقة لإعادة تقييم الانتاجية لكل صنف وطرق الزراعة على مشاطب لتقنين عملية الري وتوفير الريات بسبب ارتفاع تكلفة الديزل على المزارعين ، وقد كان التقييم من قبل المزارعين أنفسهم في عدة مناطق بالجوف ومشاركتهم في العمل واختيار الصنف المناسب والجيد من حيث الانتاجية الجيدة والخبز الجيد والمذاق الممتاز ولون الطحين الابيض وغيرها من المواصفات الفنية والعلمية ،وتم حصاد هذه التجارب وفرز كل صنف على حدة لدراستها وتحليلها احصائيا وعلميا من قبل البحوث الزراعية المختصة بذلك .
عمل ممتاز وعلمي
ويؤكد المهندس عبدالله أن هذا العمل المنفذ من قبل مؤسسة بنيان ، يعد عملا ممتازا وعلميا وبطرق صحيحة وملموسة من قبل الجهات الرسمية في القطاع الزراعي وكذلك المزارعين بالجوف ، مشيرا الى أن بنيان بذلت جهدا كبيرا لكي يستفيد المزارع بشكل مباشر وتستفيد الجهات الرسمية الاخرى التي حضرت التقييم مثل الارشاد والاعلام الزراعي ومؤسسة إكثار البذور المحسنة ومؤسسة انتاج الحبوب والمجتمع المحلي الزراعي بشكل عام ، متمنياً من المؤسسة مواصلة هذا العمل خلال السنوات القامة وعمل تجارب تأكيدية في مناطق أخرى لكي تعم الفائدة ويستفيد جميع المزارعين .
قاعدة أساسية لأصناف القمح
وعن تقييم المؤسسة العامة للتنمية وإنتاج الحبوب لهذه التجربة التقينا الأخ أسامه الدمشقي مدير عام تنمية المجتمعات المنتجة ليؤكد بالقول ،”نحن اليوم في الحقل الخاص بمشروع مؤسسة بنيان بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الخاص بتقييم أصناف القمح كأساس أو نواة للتنمية، لأن العمل البحثي يعتبر من اساسيات التنمية وهذا المشروع تشكر عليه مؤسسة بنيان وعلى إعداد قاعدة أساسية لأصناف القمح في محافظة الجوف من أجل الاكتفاء الذاتي وصولا الى الامن الغذائي إن شاء الله “.
انطلاقة قوية ونوعية
وكذلك الأخ زيد حسين عسكر منسق مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب بمحافظة الجوف الذي أوضح بالقولٌ “نشكر الاخوة العاملين في مؤسسة بنيان التنموية على وضعهم لهذا الحقل التجريبي من اصناف البذور، وقد جمعنا اغلب المزارعين للاطلاع واختيار الصنف المناسب لهذه المحافظة ،كما نأمل من مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب أن يقدموا الدعم للمزارعين لكي يتمكنوا من زراعة المحافظة تحت شعار “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” ،لنصل إلى الاكتفاء الذاتي إن شاء الله فمحافظة الجوف غنية بالبذور والمحاصيل والآبار الارتوازية و الأراضي الزراعية الواسعة، ومع توفر الدعم بالتأكيد ستحصل نقلة نوعية تقهر الأعداء الذين استهدفونا بالمنظمات لكي لا نزرع ، والآن هي بداية انطلاقة قوية و نوعية لزراعة القمح بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة” .
نالت استحسان المزارعين
ونختتم برأي الجهات المتعاونة من المحافظة في هذه التجربة الهامة، حيث التقينا الأخ هشام بشير مدير مشاريع جمعية الاعتصام بمحافظة الجوف الذي قال :” شاركنا اليوم باسم جمعية الاعتصام في تدشين حصاد المشروع الحقل الايضاحي الذي قامت به مؤسسة بنيان مشكورة ويحتوي على 15 صنفاً من اصناف القمح ليقوم المزارعون بانتخابها واعتمادها في المحافظة، وقد حضر المزارعون وقاموا بالاطلاع على جميع أصناف محصول القمح ونالت استحسانهم وإن شاء الله سيتم توفير كل ما هو ممكن لنجاح هذه التجربة وتعميمها والى الامام سنمضي لما فيه خير وصالح البلاد”.