ما يجري في عدن يعكس صراع قوى الاحتلال والمرتزقة ويكشف بشاعة أهدافهم
محافظ عدن لـ”الثورة”:نحذر قوى الغزاة والمرتزقة من الاستمرار في جرائم استهداف وحدة اليمن وسلامة أراضيه
> الشعب اليمني صمد أربع سنوات وسيستمر في الكفاح حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن
> عدن يحكمها الفوضى ما يجعلنا أمام تحدٍ كبير لأننا نحمل هم الوطن ووحدته واستقراره
> الفارق بين احتلال الأمس واليوم هو اختلاف الأدوات وتنوع الأهداف
> الأوضاع في عدن تزداد سوءاً في ظل استمرار جرائم الاحتلال وأدواته من المرتزقة
حاوره/ محمد إبراهيم
قال محافظ محافظة عدن طارق مصطفى سلام: إن الأوضاع في عدن تزداد سوءاً يوما بعد يوم في ظل استمرار الاحتلال وجرائمه وتدني مستوى المعيشة وانتشار الجماعات والمليشيات المسلحة في المدينة والنهب والسطو المتعمد للأراضي والممتلكات.. مؤكدا أن ما يجري في عدن يعكس صراعاً بين قوى العدوان ومرتزقته من أجل توسيع النفوذ وبسط السيطرة على كافة المفاصل في الدولة ونهب ثرواتها ومواردها..
وأكد سلام في حوار صحفي لـ “الثورة” أن قوى العدوان والاحتلال تستهدف وحدة اليمن وسلامة أراضيه، محذراً من مغبة هذا التمادي الذي تمارسه قوى العدوان بشكل مخيف ومشين في ظل سكوت وصمت دولي معيب كشف حجم المؤامرة وبشاعتها.. وتطرق الحوار لمجمل القضايا ذات الصلة بالأوضاع في محافظة عدن، وأولويات قيادتها في هذه الظروف، ودلالات تصريحات وزير الخارجية البريطاني، وعوامل تركز الصراع في عدن.. وغيرها إلى التفاصيل.
بداية واليمن على مشارف العام الخامس من الصمود أمام آلة تحالف العدوان.. ماذا يعني هذا الصمود للشعب اليمني.. ؟! وما هو سرّ هذا الصمود..؟
– بعد مضي ٤ أعوام من الصمود نحن بحاجة إلى أن نستلهم عظمة هذا الصمود والنصر الذي وصل إليه اليمنيون بعد هذا الكم من العدوان والإجرام والحصار والذي بقدر بشاعته إلا أنه عزز من قدرات اليمنيين ووحدهم في مواجهة قوى الشر والطغيان وكشف حقائق لطالما كانت مخفية عن أنظار الناس ووضحت الصورة المزيفة التي كانت مرسومة في أذهان الشعب عن دور بعض القوى والقيادات التي كانت تدعي الوطنية واليوم نحن أمام مرحلة فارقة في حياة اليمنيين ترسم ملامح مستقبل جديد بإذن الله تعالى وبفضل صمود الشعب اليمني العظيم أمام هذا العدوان .
أما سرّ الصمود الذي وصل إليه الشعب اليمني على مدى أربعة أعوام من العدوان فيكمن مدى إدراكه لحقائق متعددة كُشفت ووجوه تعرت ومواقف اتضحت كانت مغيبة عن حياة وواقع الشعب اليمني الذي يتسم بالصبر والحلم ويتحمل الصعاب إلا انه لا يسكت على الظلم والطغيان وهو ما تجلى بصموده وتحمله لهذا الطغيان وبسالته في مواجهة قوى الشر والطغيان وبذل الغالي والرخيص في سبيل الله والوطن وهو ما يؤكد للبعيد قبل القريب وللعدو قبل الصديق ان صمود هذا الشعب سيستمر حتى يتحرر كل شبر من تراب هذا الوطن وستحمل الأيام القادمة بشائر النصر لهذا الشعب الصابر وسيجني ثمار صموده وتضحياته في القريب العاجل.
كيف تتابعون تطورات الأحداث في محافظة عدن.. ؟ وما الذي يجري بالضبط.؟
– الأوضاع في عدن تزداد سوءاً يوما بعد يوم في ظل استمرار الاحتلال وجرائمه وتدني مستوى المعيشة وانتشار الجماعات والمليشيات المسلحة في المدينة والنهب والسطو المتعمد للأراضي والممتلكات وهو ما يجعلنا نشعر بالقلق والألم إزاء ما يجري في عدن المحبة والسلام والذي يدفع ثمنها أبناؤنا وإخواننا البسطاء الذين تذوقوا ويلات الألم والظلم جراء ممارسات المحتل وانتهاكاته الصارخة ضد الأبرياء بصورة يومية تكشف مدى الخبث الدنيء الذي تكنه تلك القوى على شعبنا اليمني ككل وأبناء عدن والجنوب بشكل خاص .
والحقيقة أن ما يجري هو صراع بين قوى العدوان ومرتزقته من اجل توسيع النفوذ وبسط السيطرة على كافة المفاصل في الدولة ونهب ثرواتها ومواردها بما يعزز وجود ويخدم نفوذ قوى العدوان والاحتلال ودعم مشاريع التقسيم والتشطير الذي يستهدف وحدة اليمن وسلامة أراضيه ونحن هنا نحذر من مغبة هذا التمادي الذي تمارسه قوى العدوان بشكل مخيف ومشين في ظل سكوت وصمت دولي معيب كشف حجم المؤامرة وبشاعتها.
في المشهد الجنوبي والشرقي من الوطن.. لماذا عدن هي الأكثر ضجيجا وانفلاتاً.. ؟! ومن المسؤول عن الزج بالرموز النضالية بالمعتقلات..؟
– عدن تحمل طابعاً جغرافياً وسياسياً كبيراً جعلها محل أطماع الجميع، والجميع يتداعى لها ويجيش إليها ويبني طموحاته عليها ما جعلها ملتقى للنزاعات والثقافات المتطرفة وعرضة للسلب والنهب والجريمة والمواطن هو من يدفع ثمن ذلك ويعاني من آثارها السلبية بسبب سوء الإدارة وفشل قوى الارتزاق في حماية أنفسهم فكيف يتسنى لهم أن يحموا شعب بأكمله ويدافعوا عن المكتسبات والثوابت الوطنية التي هي الآن عرضة للامتهان والتدنيس على أيدي المحتل وأذنابه وهو ما جعلها اليوم أرضاً خصبة للمجرمين والإرهابيين لنشر أفكارهم ومشاريعهم المتطرفة التي تنال من كل شيء جميل في ثغر الوطن الباسم.
المسؤول عن زج الرموز الوطنية في المعتقلات هم قوى الاحتلال وأذنابه وهم من يمارسون أبشع أصناف التعذيب والإجرام بحق أبنائنا وإخواننا في عدن والذين يقبعون في السجون والمعتقلات السرية ويمارس ضدهم أصناف مختلفة وبشعة من الإجرام دون أي وازع أخلاقي أو أنساني تحمله تلك القلوب الخبيثة تجاه إخوانهم وأبناء جلدتهم ونحن نحمل المحتل وأدواته مسؤولية ومصير الرموز الوطنية والشعبية المتواجدة في السجون والذين استشهدوا نتيجة الوحشية التي مورست ضدهم في سجون المحتل.
من يحكم عدن اليوم؟ وما المفارقات الأهم بين احتلالها في الماضي واحتلالها اليوم ؟
– عدن يحكمها الفوضى وما آلت إليه الأوضاع يجعلنا نقف أمام تحدِ كبير كوننا نحمل هم وطن ونحرص على وحدة أراضيه وسلامة أبنائه ويتطلب مننا جميعا أن نستشعر حجم هذه المسؤولية الوطنية التي تتوجب علينا انتشال الوضع في عدن من قبضة المحتل ورفع المعاناة عن أهلنا هناك .
ولاشك أن المفارقات بين احتلال الأمس واليوم هو اختلاف الأدوات وتنوع أهدافها إلا أن الهدف الأسمى يتجلى في زعزعة الاستقرار والاستحواذ على المكتسبات والموارد الهامة للبلد والسيطرة على الممرات والموانئ ناهيك عن الشرخ الكبير الذي يتركه المحتل على المستوى الثقافي والاجتماعي للمجتمع وخطورته على النسيج العام بما يشكل خطراً كبيراً على حياة وواقع المجتمع ومستقبل الأجيال القادمة الذي هو مهدد أيضاً بالدمار كونه تأسس في ظل ثقافة غربية تبنى على الكراهية والهدم والدمار وتنال من أواصر المحبة والسلام بعيدة عن الولاء للوطن.
يرى مراقبون أن أحداث عدن تمثل بداية الصراع العلني الإماراتي السعودي”.. ما هي رؤيتكم تجاه هذه الرؤى..؟
– هذا الشيء وارد إلا أننا لا نراهن على خلافات الأعداء كون أهدافهم مشتركة ومصالحهم موحدة وليس من صالحهم أن يختلفوا في وضع كهذا ونحن نؤكد على ضرورة أن يتحد اليمنيون لمواجهة هذه التحديات ومضاعفة الجهود لتعزيز أواصر الاصطفاف في مجابهة الأعداء والذود عن الأرض والعرض وحماية وحدة الوطن ومكتسباته واعتقد أن قوى الاحتلال حريصة على تحقيق مصالحها والوصول إلى غاياتها ولو كلف ذلك أن يقتلوا ويبطشوا ويدمروا كل المقدرات والمكاسب ولكن هناك تصادماً أحياناً في المصالح يدفع الطرفين للمواجهة ولكن عن طريق أدواتهم ومرتزقتهم والضحايا هم يمنيون والخسارة بمجملها تستهدف الوطن والمواطن وفي كلتا الحالتين سواء في حالة الاتفاق أو الاختلاف فالضرر يدفع ثمنه المواطن والوطن .
ما هي قراءتكم لتصريحات وزير الخارجية البريطانية جيمي هنت.. من ميناء عدن..؟.
# تحدثنا سابقا عن هذه النقطة وأكدنا أن تصريحات وزير خارجية العدو البريطاني تؤكد على خطورة المؤامرة التي تحيكها قوى العدوان ضد الوطن والتي بريطانيا احد ركائزها وهذه التصريحات مهينة ومثيرة للاشمئزاز ولاشك ان هذه التصريحات ليست بغريبة أو مستبعدة ضد الشعب اليمني والقوى الوطنية والمحاولات المبيتة لإجهاض عملية السلام وإثارة الحروب والأزمات في الوطن بما يعزز توسيع نفوذها ومرتزقتها على حساب الوطن ومعاناة أبنائه .
هل لظهوره بالدرع الواقي للرصاص علاقة بتطورات الأحداث وبداية صراع الأدوات..؟ وماذا تعني هذه الصورة للشعب اليمني..؟
– بكل تأكيد أن ظهور وزير خارجية بريطانيا في عدن وهو يرتدي السترة الواقية دليل قاطع على فشل الاحتلال وأدواته في حماية المحافظة وإهانة واضحة لهم على الفشل الذريع في تأمين محافظة واحدة من الأراضي المحتلة فكيف يزعمون بشرعية يثق بها الشعب لتأمين وطن بأكمله.. وهذا شيء طبيعي أن يحدث هذا في ظل واقع احتلال تشهده المحافظة وتعدد في الولاءات وانتشار للجماعات الإرهابية وغياب الاستقرار والوعي المجتمعي وانتشار ثقافة القتل والكراهية وتضخم معدل الجريمة بصورة مخيفة كل هذه المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المحافظات الجنوبية الشرقية المحتلة تفتقد لأبسط مؤشرات السلامة والاستقرار ومنطقة نزاعات تشكل خطورة على كل من يزورها .
ظهور وزير خارجية بريطانيا من ميناء عدن وهو يرتدي بدلة واقية للرصاص. يحمل دلالات ورسائل توكد على أن بريطانيا تسعى لإعادة مجدها وتكرار ذات السيناريو و المخطط الخبيث في الغزو والاحتلال القديم الجديد في السيطرة على الممر المائي الدولي في باب المندب اليمني واستباحة السيادة ونهب الثروات واحتلال الأرض والجزر اليمنية وتحويلها إلى قواعد عسكرية أجنبية لممارسة النفوذ والهيمنة الدوليين. واعتقد ان هذه الصورة القبيحة والمخزية التي ظهر بها هانت في عدن تنقل صورة خاطئة عن أبناء عدن المسالمين وتؤكد أن الاحتلال زعزع الاستقرار ونشر الفوضى والدمار وقضى على شتى مناحي الحياة .
المشاريع الملحة
ً ما هي أهم القضايا والمشاريع الخدمية الملحة التي تحتاجها محافظة عدن..؟
– عدن اليوم وفي ظل العدوان والاحتلال تفتقر لأبسط المقومات الخدمية والتنموية وتحتاج إلى التحرر والاستقلال حتى يتسنى إعادة بنائها وانتشالها من المستنقع الذي وصلت اليه ونحن بدورنا نسعى بكل الوسائل الممكنة والمتاحة الى بذل شتى الوسائل والعمل على توحيد الروئ ورص الصفوف لمواجهة هذا الخطر والغزو الخارجي الذي يستهدف اليمن أرضا وإنساناً ويسعى إلى بث روح التفرقة والكراهية والتطرف ومن خلال ذلك يهدف إلى تحقيق أهداف خفية له توسع من نفوذه على حساب المواطن وموارد الوطن.
وفيما يخص المشاريع فعدن بحاجة ماسة إلى الاستقرار والأمن ومشاريع الكهرباء والماء والصرف الصحي والطرقات ناهيك عن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها بين الحين والآخر وارتفاع الأسعار وغياب الرقابة والأهم من ذلك تدنِ في مستوى الخدمات في الجانب الصحي وانتشار للأوبئة وغياب كافة أشكال الدعم والاهتمام بالمواطن.
على ماذا تتركز جهودكم في هذه الظروف..؟
– في الوضع الحالي كل جهودنا تتركز على خوض معركة الوعي لتعريف أهلنا في عدن بطبيعة سيناريو الغزو والاحتلال للعدوان الصهيو أمريكي وأدواته في المنطقة وإبعاد مخططه الخبيث في الهيمنة والنهب والتمزيق الذي يستهدف ضرب النسيج الاجتماعي ليتمكن من تمرير مطامعه وتمديد احتلاله لليمن الى جانب عملنا في الحصر والإيواء للنازحين والحشد والتواصل مع مختلف المكونات السياسية التي تمثل الحراك السياسي في عدن ونحن على تنسيق مستمر ومتواصل ومن خلال غرفة عمليات نتابع كافة التطورات في عدن ونسعى الى الاهتمام بالمواطن وتوفير وسائل الدعم له بقدر الإمكانيات المتاحة والممكنة لنا ونحن بصدد البدء بمرحلة جديدة ستكون لها نتائج كبيرة على الصعيد العسكري والسياسي وسيحصد المحتل وأذنابه جزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة .
لدينا العديد من المشاريع والخطط التي تهتم بتحسين مستوى المواطن وتذليل الصعاب أمامه إلا أننا لم نتمكن بسبب الاحتلال من تنفيذها ومع ذلك نحن حريصون والقيادة السياسية تبذل قصارى اهتمامها وجهدها لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وان شاء الله سيبزع فجر الاستقلال من جديد وتعود عدن الباسمة إلى مجدها ويذهب المحتل وأذنابه إلى مزبلة التاريخ .
ما هي رسائلكم في نهاية هذا الحوار لكل من: الشعب اليمني الصامد والصابر . القيادة السياسية في صنعاء. المجتمع الدولي؟
– رسالتي للشعب اليمني العظيم الصابر والصامد الذي قهر الأعداء وافشل مؤامراتهم ودفنها إلى غير رجعة أن يستمر في صموده ويكثف من جهوده ويعززها في مواجهة المحتل وأذنابه وبإذن الله ستكون نتائج هذا الصمود عظيمة وبحجم المعاناة التي تحملوها طيلة سنوات العدوان.. أما قيادتنا الثورية والسياسية الرشيدة فنحن بكل فخر واعتزاز نثمن جهودهم المخلصة ومواقفهم الحكيمة في سبيل الدفاع عن اليمن أرضا وإنسانا وتحملهم قيادة هذه المرحلة رغم خطورتها ومشاقها ونحن بعون الله سنكون مخلصين معهم وإلى جانبهم في سبيل الدفاع عن الوطن ومكاسبه.. ورسالتي للمجتمع الدولي والأمم المتحدة عليهم أن يحددوا موقفهم الصريح والواضح تجاه ما يتعرض له اليمن وما يعانيه أبناؤه جراء استمرار العدوان والحصار والاحتلال فشعب اليمن يعشق السلام ويتطلع للحرية والاستقلال ولن يفرط في مبادئه وثوابته الوطنية ولو كلفه ذلك ان يواجه إلى يوم القيامة.