حكاية سارق البقع

عبدالله الأحمدي
لا يخلو كشف لتوزيع الاراضي في الجنوب وبالذات في عدن من اسم علي محسن وصاحبه مهدي مقولة، لكن محسن لم تكن لتعجبه هذه الطريقة في التوزيع فقرر ان يستولي على مساحات واسعة قدرت باكثر من مساحة دولة البحرين.
علي محسن كان واحدا من 15 ناهبا لاراضي وممتلكات دولة وشعب الجنوب، كما ورد في تقرير هلال/ باصرة. عن ناهبي اراضي الجنوب.
هذا المسيء خان الجمهورية مرتين؛ الاولى في الستينات عندما ذهب يرتزق، ويقاتل ضد الجمهورية تحت امرة محمد بن الحسين. والمرة الثانية عندما هرب مشرشفا باعتباره حرم السفير السعودي. يعني عاد الى حظيرة آل يهود مرة اخرى .
كان علي محسن حارسا لمحمد بن الحسين، وعندما بارت سوق الحرب في بداية السبعينات دخل مع مجموعة من المرتزقة يزمل مطالبا دعما بالريال الجمهوري. يومها كان يحلم ان يكون الحارس الشخصي للشيخ عبدالله الاحمر.
بعد اغتيال الحمدي اصبحنا نسمع ان علي محسن هو اخ لعفاش، واصبحوا كلهم حمر جراء الدماء التي سفكوها.
وكانت المكافأة إنشاء الفرقة الاولى التي اختار تموضعها في المنطقة الشمالية الغربية لحماية الحدود السعودية، والتعامل معها مباشرة، ثم الاستيلاء على اراضي تهامة الغرب من المندب حتى حرض برا وبحرا وحماية التهريب والمهربين .
استولوا على اراضي تهامة الزراعية والبناء. خذوا مثالا على ذلك اراضي مزارع الجر التي استولى عليها الحمر) بيت الاحمر وعلي محسن وعفاش ( إضافة الى الشيخ الزنداني واخرين. وحولوا سكان تهامة إلى عمال أجراء باليومية.
في الجنوب عاثوا في الارض فسادا نهبوا الاراضي والبيوت ومقرات الاحزاب والمنظمات الجماهيرية والمتنفسات، ووصلوا إلى نهب الكنائس كما حدث لكنيسة صلاح الدين في البريقة.
وفي الشمال كان على محسن هو الامر الناهي ولا يوجد شارع في صنعاء ليس فيه عمارة، او ارضية، او سوق لعلي محسن. فهذه عمارة علي محسن، وتلك مدينة علي محسن، وهناك سوق علي محسن، وتلك محطة علي محسن، وتلكم تباب وجبال علي محسن…. والبلد كلها ملك علي محسن وعصابة الحمر. كان علي محسن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وخاصة في قضايا الاراضي ليجني ارباحا، ولم يكن ليحل القضية حتى النهاية، بل يتركها معلقة على امل عودة الاطراف اليه من جديد للابتزاز.
في المخا كانت الضربة الاولى للجنرال العجوز وذلك بالمشاركة في تهريب وتجارة الخمور والمخدرات مع رفيقه عغاش من خلال حماية اكبر تاجر ووكيل للخمور والمخدرات في اليمن الا وهو المهرب ( زيد الخرج ). وكان هناك مشروع لتحويل ميناء المخا الى ميناء للمخدرات تحت يافطة انه ميناء عسكري.
كان علي محسن نصابا بمعنى الكلمة اذ كان يستلم من الخزينة العامة 8 مليار ريال شهريا مرتبات وموازنات باسم فرقته التي كانت نسبة 90% من منتسبيها اسماء وهمية.
اذ كان المدون في كشوفات المرتبات اكثر من 70 الف جندي وضابط، بينما على الواقع لا يزيدون عن المئات. وقد فضحتهم الحرب في صنعاء اذ لم يكن في معسكر الفرقة سوى 250 جنديا. كانت الفرقة عبارة عن مشايخ وحراسات مشايخ ومجاميع مفرغة في الداخل والخارج للعمل لصالح الاخوان المسلمين.
كان الرجل كما هو الان تاجر حرب بامتياز. في حروب صعدة الستة التي فجرها ضد مواطني صعدة خدمة لاسياده بني سعود كان يتسلم عشرة ملايين ريال سعودي يوميا. وكان مستحيلا والامر كذلك ان توقف الحرب طالما والمال السعودي يتدفق الى جيوبه، وكما هو الحال اليمن فالرجل يتسلم مئات الملايين من السعودي من اجل قتل ابناء الشعب.
علي محسن هو الارهابي الاول في العالم فقد كانت فرقته وكرا من اوكار الارهاب منذ بداية الثمانينيات حيث كان يقوم مع صديقه الشيخ الزنداني بتجميع وتدريب الارهابيين وارسالهم الى افغانستان مقابل اموال سعودية وخليجية، وتحت اشراف المخابرات الامريكية. يعني كان مقاول انفار. ولم يكتف بذلك بل كان يبيع السلاح للارهابيين. المهم مال.
الامن السعودي قبض على ارهابيين سعوديين وبحوزتهم اسلحة مكتوب عليها وزارة الدفاع اليمنية.
في بداية التسعينيات اهدى الارهابي طارق الفضلي باخته لعلي محسن عربون دعم الارهاب.
كانت عصابة صنعاء تستعد لغزو الجنوب لذلك كلفت الارهابي المجرم علي محسن بتجميع الافغان العرب وقد جمع اكثر من 60 الف ارهابي، منهم 27 الفا من الاجانب وادمجهم في الجيش والامن والمخابرات ومنحهم الرتب المغرية، ثم استخدمهم في غزو الجنوب، ووعدهم باقامة دولة الارهاب في الجنوب، ولكن العصابة نكثت بوعدها، مما حدا ببعض جماعة الارهاب الى التمرد على عصابة 7/7 الدموية.) جيش عدن ابين مثالا (
الارهابيون الذين كانوا يقومون باعمال الاغتيالات والتفجيرات في صنعاء وغيرها كانوا ينطلقون من الفرقة الاولى مبرقع وجامعة الايمان. وقد كانت هناك علاقة وطيدة بين الارهابي الزنداني والارهابي علي محسن. ونفس العلاقة كانت بين الفرقة وجامعة الكفر ) الايمان ( التي اختار لها علي محسن مكانا بجانب الفرقة. ووجد فيما بعد هروب الارهابيين من الموقعين نفق من مبنى قيادة الفرقة الى جامعة الكفر والارهاب الطائفية، وهو دليل علاقة سرية بين الارهابيين.
وهناك مصادر تقول أن جثامين شهداء حركة اكتوبر الناصرية 1978 م مدفونة في اراضي الفرقة وبشكل سري.
بعد ثورة 11 فبراير كانت العاصمة صنعاء غارقة بالارهاب والاغتيالات، وكانت التفجيرات شبه يومية. وقد كشفت التحقيقات مع الارهابي سام الاحمر وجود علاقة ارهاب بين تنظيمات الارهاب والفرقة الاولى مدرع وبيت الاحمر وجامعة الكفر الارهابية، ويأتي اغتيال الصحفي الخيواني والدكتور احمد شرف الدين، والدكتور المتوكل، والدكتور جدبان على خلفية هذه العلاقة التي كشفها التحقيق مع الارهابي سام الاحمر.
اما الثروة النفطية فكانت حصرا على أسرة عفاش وعلي محسن ، وعيال امشيخ الاحمر.
وزاد عليهم على محسن بإنشاء شركة ذكوان للمعدات النفطية التي كان يديرها ولده محسن. كانت هذه الشركة تتاجر بأدوات حفر ابار النفط وما شابه، والمقاولات من الباطن عبر شركة الحثيلي السنحاني الذي يتبع علي محسن. بما يعني ان الثروة النفطية كانت مقسومة على الثلاثي الاحمري. والحال لا يختلف في مجال استخراج الذهب، فمناجم الذهب في حضرموت ونهم وحجة كانت حصرية على عفاش، وعلي محسن وحميد صندقة. ولم يكن الشعب يعلم عن هذه الثروة- الذهب – التي كانت اليمن تحتل المركز الثامن عالميا في انتاجها.
اليوم يتاجر علي محسن والعصابة بأبناء الفقراء لحماية السعودية مقابل الأموال ويتآمر مع بني سعود ضد اليمنيين.

قد يعجبك ايضا