بالتزامن مع الذكرى الرابعة للصمود
صنعاء تحتضن المؤتمر السنوي الثاني لمرضى الفشل الكلوي بمشاركة وطنية ودولية واسعة
الثورة / حمدي دوبلة – إبراهيم الاشموري
بالتزامن مع الفعاليات الاحتفائية بمرور أربعة أعوام من الصمود في وجه العدوان تحتضن العاصمة صنعاء في الـ28 من مارس الجاري فعاليات المؤتمر الثاني لمرضى الفشل الكلوي .
ويكتسب هذا المؤتمر الذي ينظمه كل من هيئة المستشفى الجمهوري بصنعاء ومؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان تحت شعار “معا للحد من مخاطر مرض الفشل الكلوي” اهمية كبيرة بالنظر الى طبيعة المحاور المطروحة امام المشاركين من المختصين وذوي الشأن وكذا اهدافه الانسانية الكبيرة التي يسعى الى تحقيقها وبما يساهم في الحد من مخاطر انتشار المرض وتعزيز الرعاية الطبية المقدمة للمرضى وخاصة في ظل الحرب المتواصلة منذ اربعة اعوام والتي كانت السبب المباشر في ارتفاع اعداد المصابين الى ارقام قياسية وغير مسبوقة.
“الثورة” وفي إطار اهتمامها بالقضايا المجتمعية الانسانية المتزامنة مع فعاليات الاحتفاء بمرور 4سنوات من الصمود امام العدوان ارتأت تسليط الضوء على هذا المؤتمر النوعي الهام وعلى اوضاع مرضى الفشل الكلوي الذين كانوا من اكثر الفئات الاجتماعية تأثرا بتداعيات العدوان والحصار.
أهمية خاصة وأهداف انسانية كبرى
يكتسب المؤتمر السنوي الثاني لمرضى الفشل الكلوي الذي سيقام في مبنى المستشفى الجمهوري العام في العاصمة صنعاء اهمية خاصة وكبيرة كونه يضع واحدة من ابرز القضايا الانسانية امام الرأي العام.
ويقول المنظمون للمؤتمر أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها مرضى الفشل الكلوي تفاقمت حدتها بسبب استمرار العدوان الذي أدى الى تدهور مخيف في الوضع الصحي برمته في البلاد واسهم في ارتفاع اعداد مرضى الفشل الكلوي ليصل الى اكثر من 50 ألف مريض ومريضة..
ويوضح رئيس هيئة المستشفى الجمهوري الدكتور مطهر مرشد بأن المؤتمر الثاني للفشل الكلوي الذي سينعقد في 28 مارس وتحت رعاية كريمة من وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، يأتي في ظل ظروف صعبة يمر بها الوطن ، وكذا مرضى الفشل الكلوي الذين يتعرضون لشتى أنواع المعاناة والألم ،خاصة في ظل نقص وانعدام الكثير من المحاليل والأدوية المصاحبة لعملية الغسيل. وكذا توقف الكثير من مراكز غسيل الكلى في معظم المناطق والمدن اليمنية، مما سبب ضغطاً كبيراً على مراكز الغسيل في أمانة العاصمة ومن ضمنها مركز الغسيل في المستشفى الجمهوري الذي يعاني من ضغط شديد من قبل المرضى الذين يترددون على المركز بشكل كبير مشيرا الى ان الامكانيات المتوفرة لدى المستشفى الجمهوري تظل محدودة في هذا المجال ويصعب معها استيعاب كافة المرضى وتلبية كافة متطلباتهم.
ويضيف الدكتور مرشد في حديثه لـ”الثورة”: إن إقامة هذا المؤتمر بالشراكة بين هيئة المستشفى الجمهوري ومؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان يهدف أولا إلى توعية المجتمع وتعريفه بمرض الفشل الكلوي وأسبابه والوقاية منه وطرق علاجه وكذا لفت أنظار المنظمات الدولية والشركات والجهات ذات العلاقة وتشجيعهم لمساندة الجهود الرامية الى التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي وإنقاذ العديد منهم من الموت ، خاصة وأن أعداد الموتى ارتفعت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة ومنذ بداية العدوان قبل 4سنوات.
أوضاع كارثية
انتجت الحرب العدوانية المتواصلة منذ 4 أعوام واقعا كارثيا في الوطن اليمني عموما وكان القطاع الصحي في صدارة المؤسسات الخدمية والحيوية التي نالها النصيب الاكبر من تلك التداعيات والآثار السلبية مما ساهم في ارتفاع اعداد المصابين بالفشل الكلوي الى اكثر من خمسين الف مصاب ومصابة حسب الاحصائيات الرسمية.. ويقول رئيس مؤسسة الشفقه لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان واثق سلطان القرشي : إن من اسباب زيادة اعداد مرضى الفشل الكلوي انخفاض النفقات الرسمية في المجال الصحي بشكل عام وقلة المراكز الصحية المتخصصة بعمل الغسيل الكلوي في المحافظات ناهيك عن توقف عشرة من تلك المراكز بسبب العدوان والحصار، إضافة الى انتهاء صلاحية الاجهزة المستخدمة في عدد من مراكز الغسيل بعدد من المحافظات وتراجع معدل تمويل المحاليل والأدوية والمستلزمات الطبية التي تحتاجها مراكز الغسيل الكلوي، واستخدام الادوية غير المناسبة وخاصة المهدئات الى جانب تناول الاغذية والفاكهة التي عولجت بالسموم والمبيدات الحشرية.
ويضيف القرشي: إنه وإضافة إلى كل ذلك فهناك الأعباء المعيشية التي يعاني منها الفقراء من مرضى الفشل الكلوي والتي تضطرهم لترك قراهم ومناطقهم والعيش في المدن ومراكز المحافظات التي يوجد بها مراكز الغسيل، ويؤكد رئيس مؤسسة الشفقة التي تنفذ تجربة رائعة منذ سنوات في إيواء عشرات المصابين بأمراض الفشل الكلوي والسرطان مع ذويهم أن تلك الأوضاع الكارثية التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي وفي سبيل التخفيف من هذه المأساة والمحنة غير المسبوقة ومن اجل الاسهام في انقاذ ارواح الكثيرين من مرضى الفشل الكلوي ويأتي هذا المؤتمر بالتعاون بين المؤسسة وهيئة المستشفى الجمهوري وذلك بالتزامن مع فعاليات 4 أعوام من الصمود وبالتزامن مع اليوم العالمي لمرضى الفشل الكلوي الـ15من مارس.
خمسون عملية زراعة
وضع المؤتمر الثاني لمرضى الفشل الكلوي كما يقول القائمون على المؤتمر عددا من الاهداف العامة والخاصة الهدف العام للمؤتمر يتمثل في التشبيك مع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني للحد من معاناة المرضى صحيا واجتماعيا ونفسيا أما الاهداف الخاصة التي يسعى المؤتمر لتحقيقها وفقا للمعنيين فتتمثل في تنفيذ خمسين عملية زراعة كلى للحالات الفقيرة وتوفير الادوية اللازمة للمرضى ومراكز الغسيل واعادة تأهيل مراكز الغسيل القائمة وتوفير اللازم من الاجهزة والمعدات لتشغيلها وتعريف المجتمع بأخطار مرض الفشل وطرق الوقاية منه وتثقيف المجتمع بهذه المخاطر ووسائل الوقاية المناسبة.
اهتمام إعلامي
يحظى المؤتمر الثاني لمرضى الفشل الكلوي بمواكبة اعلامية جيدة، ويقول وهيب عقلان المقرمي المسؤول الاعلامي بمؤسسة الشفقة: إن فعاليات الحملة الإعلامية للمؤتمر الثاني للفشل الكلوي والتي بدأت في الـ18من مارس الجاري تتضمن العديد من الأنشطة الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة وضمن خطة مدروسة أعدت من قبل اللجنة الإعلامية المشتركة بين المؤسسة والمستشفى مستهدفة بعض القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف والمواقع الإليكترونية بهدف التمهيد لانعقاد المؤتمر وكذا توعية وتثقيف المجتمع بخطورة مرض الفشل الكلوي وأسبابه وكيفية الوقاية منه والحد من مخاطرة.
ويضيف المقرمي: يبقى الاعلام الوسيلة المثلى في اداء مهام التثقيف والتوعية بمثل هذه القضايا الحيوية التي تهم الوطن وأبناءه مشيرا الى ان هناك مشاركة وطنية ودولية واسعة في فعاليات هذا المؤتمر السنوي الذي يقام للمرة الثانية بعد ان حقق المؤتمر الاول نجاحا جيدا كان من اسباب التحسن الطفيف لأوضاع المرضى رغم التحديات والمصاعب الكبرى موضحا أن هناك العشرات من الكوادر الاكاديمية والطبية المتخصصة وعشرات الهيئات والمؤسسات الرسمية والمدنية ومنظمات دولية عديدة تشارك في المؤتمر.
ويأمل القائمون على المؤتمر ان يحقق كل اهدافه ويحقق نجاحا جيدا في تحفيز الجهات والمنظمات التي تهتم بمعالجة مرضى الفشل الكلوي على مضاعفة جهودها في دعم الجهد القائم في هذا المجال وكذا تشجيع الافراد وفاعلي الخير لتقديم الدعم اللازم للمخيم الطبي لزراعة الكلى ولمرضى الفشل الكوي في عموم مناطق البلاد.