الصمت الدولي شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين
العدوان يقتل سبعة آلاف من الأطفال والنساء خلال أربع سنوات
الثورة / محمد شرف الروحاني
منذ بدء العمليات العسكرية لتحالف العدوان على اليمن لا تكاد تخلو محافظة يمنية من مجازر ضد المدنيين وهو دليل على حالة من الاستهتار أو اللامبالاة من قبل العدوان ، بحياة المدنيين، بعد أن ذهبت مختلف المجازر السابقة، دون تحقيق أو إجراءات محاسبة للمسؤولين عنها , ليستمر استهداف تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي للمناطق السكنية والمنازل والمدنيين في ظل استمرار الصمت العالمي حيال المجازر التي يتعرض لها المدنيون.
مجزرة كشر
احدث هذه المجازر التي ارتكبها طيران التحالف مجزرة بشعة بحق المواطنين في مديرية كشر بمحافظة حجة، والتي راح ضحيتها اكثر من 40 مدنياً جلهم نساء وأطفال, في ضل صمت دولي مطبق ازاء هذه الجريمة البشعة .
ففي مساء يوم السبت الموافق 9 مارس 2019 شنت طائرات العدوان الحربية عدد من الغارات الهستيرية على منازل المواطنين في مركز مديرية كشر بمحافظة حجة حيث استهدفت في قرابة الساعة التاسعة والنصف مساء منزل المواطن / محمد علي الهادي والذي كان بداخلة اكثر من 50 شخصا جلهم اطفال ونساء كانوا قد انتقلوا اليه هربا من منازلهم التي تصل اليها قذائف ورشاشات المرتزقة ، نجوا جميعا من الغارة وخرجوا من المنزل وتفرقوا في المنطقة، مجموعة منهم وعددهم 25 شخصا من اسرة آل الهادي جلهم اطفال ونساء ذهبوا ودخلوا منزل بالقرب يتبع المواطن/ محمد ابراهيم الزليل احد اهالي المنطقة والذي كان قد اخرج اسرته الى منطقة بعيدة ، وفي قرابة الساعة العاشرة مساء وبعد ان رصدت طائرات التحالف دخول جميع النساء والاطفال الى المنزل استهدفت المنزل بغارة جوية ادت الى استشهاد 12 طفلاً وامرأة بلغ عدد الأطفال 7 والنساء 5
وبالقرب وعلى بعد 200 متر من المنزل المستهدف كانت أسرة أحدب والذين كانوا مجتمعين في منزل المواطن/ علي محمد احدب تسمع القصف على المنازل وصراخ الجرحى فخرج الأطفال والنساء والذي كان عددهم 16 شخصا جميعهم اطفال ونساء الى مزرعة بالقرب من المنزل للاختباء من طائرات التحالف ولكنها رصدتهم واستهدفتهم في المزرعة بغارة جوية ما ادى الى استشهاد 10 بينهم 6 اطفال و4 نساء وجرح 6 جميعهم اطفال وقد حالت طائرات التحالف دون وصول المسعفين وسيارات الاسعاف حيث كانت تستهدف كل من يحاول الاقتراب من الضحايا
مجزرة نهم
و في الرابع عشر من ابريل الفائت قام طيران العدوان باستهداف منزل صالح الطوقي في مديرية نهم بمحافظة صنعاء وأدى ذلك إلى استشهاد ثلاث نساء وهن ( سميره محمد الطوقي “50سنة” – وضحة صالح محمد الطوقي “15 سنة – صفوة محمد صالح الطوقي “16سنة”) في جريمة جديدة تضاف لسلسلة جرائم تحالف العدوان بقيادة أمريكا وبريطانيا وبأدواتها في المنطقة المتمثلة في السعودية والإمارات ، لتأتي هذه الجريمة لتضيف رصيدا إضافيا لدول التحالف فوق سابق أرصدتها في قتل النساء حيث تجاوز العدد الـ3400 امرأة منذ 26 مارس 2015م وحتى هذه الجريمة وهي جريمة حرب أخرى تضاف إلى آلاف الجرائم السابقة
مجزرة أطفال ضحيان
وفي العاشر من أغسطس من العام الفائت 2018م استهدفت طائرات العدوان في جريمة مروعة حافلةٌ كانت تقلّ أطفالاً في وسط سوق مزدحم، بمدينة ضحيان في محافظة صعدة استشهد على إثرها 47 شخصاً وأصيب 77 آخرون، غالبيتهم من الأطفال، ومن بين الشهداء، كوادر تربوية كانت على متن حافلة الأطفال التي تقلّ طلاباً لدورة صيفية في مدينة ضحيان في جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم الفظيعة التي يرتكبها العدوان الهمجي بحق المدنيين في اليمن .
مجزرة النازحين بالحديدة
وفي جريمة مروعة أقدمت طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية في ظهر يوم الثلاثاء 26/6/2018م على قصف حافلة ركاب على خط زبيد-الجراحي والتي كانت تقل مدنيين نازحين من مناطقهم جراء العملية العسكرية من التحالف السعودي على مناطقهم , وهو ما ادى الى مقتل أكثر من (9) مدنيين ، منهم (2) من ابناء المنطقة المارين في الطريق وجرح ما يزيد عن (11) من النازحين بينهم اطفال ونساء وهو ما يعد انتهاكا جسيماً للقانون الدولي الانساني الذي يجرم الاعتداء على المدنيين او استهدافهم ناهيك عن النازحين الذي يستوجب حمايتهم والعمل على سلامتهم وهو ما أكدته اتفاقية جنيف و بروتوكولاتها , كما ان التحالف العسكري بقيادة السعودية قد انتهك المبادئ الاساسية للقانون الدولي الانساني (قانون الحرب) فلم يراع مبدأ الضرورة والتناسب و مبدأ الانسانية ووجوب تحاشي الاهداف المدنية وتمييزها عن غيرها )مبدأ التمييز (سيما والقصف استهدف حافلة ركاب مدنية تقل نازحين على الخط العام وهي اعيان مدنية محرم استهدافها , ناهيك عن ان جميع المعطيات تؤكد تعمد التحالف استهداف الحافلة بهدف قتل اكبر عدد من المدنيين سيما وان الناقلة مدنية وتقل نازحين بمنطقة ليست عسكرية يقطنها المواطنين حيث قتل من المارة شخصين وهو ما يجعل الجريمة ترقى بحق الى وصف جرائم حرب , وتعد هذه الجريمة امتداد لسلسلة الجرائم التي ترتكبها القوات السعودية وحلفاؤها بحق النازحين وبنا الشعب اليمني
مجزرة شارع البريد بعمران
وفي تاريخ 25 يونيو 2018م وفي جريمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها التحالف السعودي في اليمن شنت طائرات العدوان الحربية غارات وحشية على مدينة عمران الآهلة بآلاف السكان والعائلات المدنية، وبلغت غاراته سبع غارات استهدف بست غارات منها مباني إدارة الأمن والنيابات القضائية ومؤسسة الاتصالات (تيليمن) والبحث الجنائي والغارة السابعة استهدف بها حياً سكنياً مكتظاً بعشرات المنازل التي تقطنها العديد من العائلات المدنية الكائنة جميعها في حي البريد وسط مدينة عمران، خلفت الغارة الأخيرة جريمة إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية بحق اسرتين حيث أبادت الغارة( 19) مدنيين بينهم (4) أطفال و(3) نساء، وجرح (15) بينهم ( 4 ) أطفال وامرأتان ، والحقت الغارات جميعها دماراً هائلاً وأضراراً جسيمة بعشرات المنازل والمباني المستهدفة، كما شردت (17) اسرة من منازلها وأصبحت بلا مأوى، وتعد هذه الجريمة امتداد لسلسلة الجرائم التي ترتكبها القوات السعودية وحلفائها بحق الشعب اليمني .
مجازر الساحل الغربي
في الثالث عشر من شهر اكتوبر 2015 م قامت طائرات العدوان باستهداف قوراب الصيادين في جزيرة عقبان وراح ضحيتها اكثر من 100 شخص بين شهيد وجريح كما استهدفت طائرات العدوان في الثلاثين من اكتوبر 2016م مبنى سجن في مديرية الزيدية ممااسفر عن استشهاد 60 شخصاً وجرح 40 من المواطنين وفي الحادي والعشرين من سبتمبر 2016 م قامت طائرات العدوان بقصف حي سوق الهنود بالحديدة مماادى الى تدمير العديد من المنازل واستشهاد 25 شهيدا وجرح 70 آخرين وفي السابع عشر من مارس 2017 م قامت طائرات العدوان باستهداف قارب للاجئين الصوماليين ادى الى مقتل 31 صوماليا واصابة العشرات من اللاجئين الصوماليين كما استهدفت طائرات العدوان في 8/1/2018 م سوق دوار الخوخة بمحافظة الحديدة مما ادى الى استشهاد واصابة العشرات من المواطنين وفي 21/1/2018 م قصفت طائرات العدوان ميناء راس عيسى واستشهد 15 شخصا وجرح اكثر من عشرة من عمال الميناء ،كما استهدفت طائرات العدوان في السابع عشر من يونيو 2018 منطقة الربصة في مديرية الحوك في محافظة الحديدة استشهد فيها 7 مواطنين وجرح أربعة آخرين وفي جريمة مروعة في السادس والعشرين من يونيو 2018 م استهدفت طائرات العدوان حافلة للنازحين في خط الجراحي محافظة الحديدة مما أدى الى استشهاد 9 مدنيين وجرح 11 آخرين.
ويعيش اليمنيون على مدى أربع سنوات وضعا استثنائيا نتيجة العدوان السعودي الأمريكي إلى درجة أن أرواحهم ودماءهم أصبحت معلقة بين قنابل طائرات العدوان وبين صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذين اشتركوا في جرائم العدوان البشعة والتي تفاقمت حتى طالت المدنيين بشكل مباشر الذين جعلت منهم طائرات العدوان هدفا رئيسيا لها في مختلف المحافظات اليمنية تقتلهم بكل وحشية وتهدر دماءهم وتختطف أرواحهم وتمزق أشلاءهم في ظل صمت دولي وأممي تجاوز الحدود.
يصعب على الكثيرين، فهم المقاييس الإعلامية والأخلاقية التي يرتكز عليها التحالف السعودي الإماراتي في دفاعه عن الغارات التي تشنها طائراته الأحدث والأغلى والأكثر دقة في القتل، على أهداف مدنية في اليمن، والتي لا تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية مثلما يؤكدون دائما.
ولا يمكن لهذه الحرب أن تحسمها غارات الطائرات والصواريخ التي تلقيها فوق رؤوس المدنيين العزل، كما أن صمت العالم على هذه المجازر لن يستمر حتما، وتبريرات المتحدثين باسم التحالف لها لن تقنع أحدا.