غابت شمس الإمبراطورية
أمين الجرموزي
عجزت الإمارات عن الانقلاب علناً على اتفاقية استوكهولم بعد أن دعمها مجلس الأمن بقرار يلزم الجميع بتنفيذها.
وبعد أن أصبح وضعها حرجاً بسقوط كل ذرائعها التي ظلت تتحجج بها لعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق جاءت الضربة القاضية بإعلان الوفد الوطني الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من طرف واحد إذا طلب رئيس الفريق الأممي ذلك.
فأصبحت الإمارات محصورة في زاوية ضيقة ليس إمامها إلا البدء بتنفيذ الاتفاق أو إعلان الانقلاب عليه، وبالتالي الانقلاب على قرار مجلس الأمن الداعم للاتفاقية وهو ما لن تجرؤ عليه لمعرفتها بحجمها الطبيعي، فجاءت حفلة وارسو لتفتح للإمارات نافذة امل عبرت من خلالها إلى أحضان بريطانيا باعتبارها قوة عظمى قادرة على إعلان الانقلاب على قرار مجلس الأمن الداعم لاتفاقية استوكهولم وتحمل تبعاته، واستغلت (الإمارات) فضيحة فقدان بريطانيا 9 من جنودها على أيدي المقاتلين اليمنيين بنجران،
وبروز دورها من التخطيط المتواري عن الأنظار إلى الصدارة العلنية خصوصاً بعد حفلة وارسو التي استلمت فيها الملف اليمني من سلفها الأمريكي المثقل بملفات ومشاكل كثيرة آخرها واهمها الملف الفنزويلي الذي شغل كل اهتماماته، أرادت بريطانيا الظهور في الملف اليمني كوسيط محايد، حيث قام وزير خارجيتها بزيارة سلطنة عمان للقاء رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام الذي أظهر في اللقاء إيجابية سياسية (في نظر البريطاني) استطاع من خلالها انتزاع تصريح من البريطاني أعلن فيه عن دعم بلاده اتفاقية استوكهولم وضرورة الإسراع في تنفيذها.
بعد هذا الإعلان جاء تصريح رئيس اللجنة الثورية العليا الذي قال فيه إنه لا يمكن لدولة مشاركة في قتل الشعب اليمني بالسلاح والتخطيط مثل بريطانيا أن تلعب دور الوسيط المحايد، شكل هذا التصريح المدروس والمعد سلفاً ضربة قاصمة واستباقية وأفشل ما كانت تخطط لتنفيذه بريطانيا خلف قناع (الوسيط المحايد) ظهر هذا الارتباك في تصريح وزير خارجيتها من عدن الذي قال: (يجب أن يسلَّم ميناء الحديدة لطرف محايد) مخالفاً بذلك اتفاقية استوكهولم التي أعلن دعمه لها قبل موعد هذا التصريح بـ24 ساعة، وبهذا تكون بريطانيا (زعيمة الدبلوماسية الأوروبية ومنشأ المخططات والمؤامرات الدولية) قد اعلنت هزيمتها الدبلوماسية وبشكل علني وفاضح أمام من ظلت تسميهم (العصابة الانقلابية) وسقوط 500 عام من الخبرة السياسية والدبلوماسية أمام ثلة من الشباب المغمورين الحاملي هموم شعبهم وقضايا أمتهم.