كريم الحنكي
أَوْدَى الْجَنُــوْبُ.. وَقَـدْ وَاْرَيْـتُ سَـوْءَتَهُ
فِيْ رِمْسِ أَمْسِ وَأَرْنُو الْيَوْمَ صَوْبَ غَدِ
فَلَاْ تَرَى الْعَيْنُ مِنِّيْ، حَيْثُمَا اتَّجَهَتْ
سِـوَى الدِّيَاْرِ: بِــــلَاْدَاً.. أَوْ بِلَاْ بَلَـدِ
وَلَيْسَ ظَنَّ سَدِيْدٍ بَــاْتَ مُكْتَفِيَاً
بِرَأْيِهِ، عَنْ تَرَوِّيْ كُلِّ مُجْتَهِدِ
لَكِنَّـهُ مَاْ تَجَلَّــىْ مِنْ حَقِيْـــــقَةِ مَاْ
تَرَاهُ عَيْنٌ خَلَتْ مِنْ غَشْوَةِ الرَّمَدِ
وَنَفْسُ مَنْ تَعْجَزُ الْأَهْوَاءُ مَا اسْتَعَرَتْ
عَنْ جَـــرِّهِ خَلْــفَ أَوْهَـــاْمٍ بِلَاْ عَـــدَدِ
تُبْدِيْ لَهُ الْمَاءَ فِيْ صَحْرَاءَ مُهْلِكَةٍ
حَتَّىْ يُبَدِّلَ وَعْـرَ الْوَيْـــــلِ بِالْجَدَدِ.
مَنْ مَاْتَ إِكْــرَاْمُهُ تَوْسِــــيْدُ جُثَّتِهِ
لَحْدَاً، وَمَاْ غَيْرَهَاْ مِنْ حِيْلَةٍ بِيَدِي
وَمَنْ أَرَاْدَ سِوَاْهَاْ فَهْوَ مُخْتَلَطٌ
عَلَيْهِ مِن لَّوْثَةٍ أَوْ سُوْءِ مُعْتَقَدِ
وَلَيْسَ بِيْ مِنْهُمَاْ مَسٌّ؛ عَدَاْ عَجَبٍ
مِمَّن يَّقُــــوْلُ تَجَنَّىْ غَيْرَ مُقْتَصِـدِ
وَلَاْ يَرَىْ مَاْ جَـرَىْ مِنْ جُثَّةٍ تُرِكَتْ
لَدَىْ عَرَاْءِ حَرَاْكِ الْحَيِّ مِنْ بَلَـدِي
كَيْفَ اسْتَبَدَّتْ بِهِ الْأَسْقَاْمُ فَاْتِكَةً
حَتَّىْ تَشَتَّتَ مِنْ عُقْمٍ وَمِنْ بَـدَدِ
وَتَاْهَ خَلْفَ سَرَاْبٍ عَاْثَ فِيْهِ سُدَىً
فَعَاْدَ أَهْـوَنَ مِنْ عَيْرٍ، وَمِنْ وَتَـدِ
وَقَد تَّوَهَّــــمَ فِيْ أَعْــــدَاْئِهِ سَـنَـدَاً
وَمَنْ غَزَاْهُ، نَصِيْرَاً خَاْلِصَ الْمَدَدِ
قُلْ لِيْ مَتَىْ يَاْ فَتَىْ قَدْ فَاْزَ مُنْتَصِرٌ
بِالْغَيْرِ، مِنْ أَزَلٍ حَتَّىْ غَـدِ الْأَبَــدِ
وَمَا اسْتُذِلَّ مَهِيْضَاً فِيْ رُبَىْ وَطَنٍ
لَمْ يَلْقَ فِيْهِ سِوَى الْأَهْوَاْلِ وَالْكَمَــدِ
أَضْعَاْفَ مَاْ كَاْنَ مِنْ أَسْبَاْبِ غَضْبَتِهِ
وَضَاْعَ مِنْ نَدَمٍ مُضْـنٍ، وَمِنْ حَـرَدِ
إِنَّ السَّعِـــيْدَ لَهُ فِيْ غَيْرِهِ عِـظَـــةً
عَنْهَا الشَّقِيُّ عَمٍ فِيْ سَكْرَتَيْهِ رَدِيْ
لَاْ يَسْتَفِيْقُ بِهَاْ مِنْ غَيِّهِ سَرَفَاً
وَلَاْ عَزَاْءَ لِمَنْ غَاْلَاْ بِلَاْ رَشَدِ
مَاْ أفْلَحَــتْ غَــــاْيَةٌ يَوْمَاً لِمُعْـتَـمِــدٍ
عَلَىْ غَرِيْبٍ عَلَى الْأَغْرَاْبِ مُعْتَمِدِ
أَقْــــدَاْرُهُ بِيَــــدَيْ أَعْـــدَاْءِ أُمَّتِهِ
مَمْلُوْكَةٌ عَنْ ضَمِيْرٍ صَاْغِرٍ وَيَدِ
لَكِنَّ مَصْيَدَةَ الْأَوْهَــاْمِ حَاْصِـدَةٌ
أَصْحَاْبَهَاْ بِجِمَاْحٍ لَاْ يُرَدُّ صَدِيْ.
يَاْ مُفْسِدَ الرَّكْبِ مِنْ حِرْصٍ بِغَيْرِ هُدَىً
عَلَىْ بَقَــــــاْءِ رُفَـــاْةٍ وَسْــطَ مُفْـتَــقِـــدِ
وَحِيْنَ كَاْشَفْـتُـهُ بِالـــدَّاْءِ مُسْـتَـنِـدَاً
أَلْقَى الْمَلَاْمَ عَلَىْ عَيْنِيْ وَمُسْتَنَدِيْ
بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ مَاْ يُبْدِي الزّمَـاْنُ لَنَاْ
غَدَاْةَ تَرْجُو الّذِيْ بِالْأَمْسِ لَمْ تُرِدِ
وَتَـسْـتَفِـيْـــــقُ بِــلَاْ دَاْرٍ، وَلَاْ وَلَـــــدٍ
وَحَاْصِلُ الحُمْقِ مِلْءَ الدَّاْرِ يَاْ وَلَدِيْ.