عبد الجليل الرفاعي
قل لِلعدوِّ بِخامِس الأعوامِ
لن يَخضَعَ الأسيَادُ لِلخُدَّامِ
لَن تُركِعُوا بالحَربِ شَعبَاً مُسلِمَاً
يَأبَى الخُضُوعَ لِدَولَةِ الأقزَامِ
أحلامُكُم سُحقت بأيدي فِتيَةٍ
مَا طَأطَأوا الهَامَاتِ لِلحُكَّامِ
كلاَّ ولا دَانُوا طِوَالَ حيَاتِهم
بعِبَادِةِ الأوثانِ والأصنَامِ
مَا أذعَنُوا يومَاً لِطاغُوتٍ ولا
مَالُوا إلى الشَّهَوَاتِ وَ الآثَامِ
صَمَدُوا بِسَاحَاتِ القِتَالِ وَ زَلزَلُوا
بِصُمُودِهِم حَقلَاً مِنَ الألغَامِ
بصُمُودِهم خسِرَ ابنُ سلمانَ الوَغَى
وانهَارَ حِلفُ البَغيِ والإجرَامِ
وتمرَّغت أنفُ ابنِ زَايِدَ في الثَّرى
وعلى جميع وَسَائل الإعلامِ
والسَّاحِلُ الغربِيُّ أحرَقَ كُلَّ مَن
لَبِسُوا ثِيَابَ الحَجِّ والإحرَامِ
وَأَتَوا لِحَجِّ البَيتِ في البَلَدِ الَّذي
بِرِسَالَةٍ دَخَلَوا إلى الإِسلَامِ
وتوقَّعُوا أن يَدخُلُوا بِسُهُولَةٍ
مِينَاءَهَا فِي رِحلةِ استجمَامِ
لكنَّهُم بِرِمَالِهَا ذَاقُُوا الرَّدَى
بِيَدِ ابنِ طَهَ القَائِدِ المِقدَامِ
يَا حِلفَ أمريكا وإسرائيلَ لن
تَتمَكَّنُوا مِن هَيصَمٍ ضِرغَامِ
مَهمَا أستمرت حَربُكم لِبِلَادِنَا
لَن تَحصُدُوا غَيرَ المصيرِالدَّامي
سَتُعَاقَبُونَ على ارتكَابِ مَجَازرٍ
وَحشِيَّةٍ بِعُقُوبَةِ الإعدامِ
ستُحاسبوُن على الجرائم كلِّها
وستركعون غداً على الأقدامِ
وستندمُون على حَمَاقَةِ حِلفِكُم
في حق شَعبٍ صَائِمٍ قَوَّامِ
أثنى عَليهِ المصطفى بروايةِ
إسنادُها خَالٍ مِنَ الأسقامِ
بِالوَاحِدِ القَهَّارِ طَوعَاً آمنوا
وَ بِأحمَدٍ وَ بِدينِهِ الإسلَامِي
وَ لَهُم دَعَا بِالأَمنِ خَيرُ الخَلقِ في
خَبَرٍ بِهِ اختُصُّوا وَ أهلَ الشَّام
بكتاب ربِّ العالمين تمسَّكوا
وبآل بيت المُصطفى الأعلامِ
وعلى المسيرةِ أقبلُوا وتحرَّكُوا
فِي رَكبِهَا مِن أوَّلِ الأيَّامِ
بعزيمَة الرِّئبَالِ في سَاحِ الوَغَى
هَبُّوا لِصَدِّ تَحَالُفِ الإجرامِ
واستَبسَلُوا في الحَربِ لَم يَتَقهقَرُوا
أينَ التَّقهقُرُ مِن هِزَبْرٍ ظَامِي؟!
مَن ذَا مِنَ الضِّرغَامِ لا يَخشَى الرَّدى؟!
مَن ذَا الذي مَا فَرَّ مِن ضِرغَامِ؟!
بثبَاتِهم فَشِلت زُحوفاتُ العِدَى
وَغَدَت كأضغَاثٍ مِنَ الأحلَامِ
وتناثَرت جُثَثُ التَّحالف في العَرا
وَ تَعَفَّنَت كالنُّوقِ وَالأغنَامِ
وغدت طَعاماً للكلاب وَ في لَظَى
أضحَت تُقَاسِي شِدَّةَ الإِضرَامِ
أبطالُنا الأحرَارُ هبُّوا للوغى
لَمَّا تفشَّى أخبثُ الأورَامِ
واستأصِلُوهُ بِحكمةٍ يَمنيَّةٍ
لم تكتَرِث لِمَلامَة اللُّوَّامِ
يا كاتب التأريخ وثّق مَا جرى
فِي أرضنا لِتحالف الأوهَامِ
بأمانةٍ ونزاهة ٍ وتجَرُّدٍ
مِن كُل تشويش على الأفهامِ
كي تعرف الأجيالُ أنَّا أمَّة ٌ
مُهتمَّةٌ ٌبأمانةِ الأقلامِ
ولِتعلَمَ الدُّنيا بَسَالةَ جيشِنا
ولجانِنا خمسَاً مِن الأعوام
سنواجه العُدوان أجيالاً ولن
نخشى الجراحَ وشِدّة الآلامِ
لن ننثني يوماً لِحِلفٍ فاجِرٍ
زَرَع الأسَى في وَاحَةِ الأحلامِ
قَتَلَ الطُّفُولَةَ وَاصِفَاً مَن ضُرِّجُوا
بِدِمَائِهِم بِ (كتَائِبِ القَسَّامِ)
وعلى النِّسَا ألقى قنابلَ حقدِهِ
مُتلَذِّذاً بتفحُّمِ الأجسامِ
والصَّالةُ الكبرى على إجرَامِهِم
بِاليَومِ والأسمَاءِ وَالأرقَامِ
صَارَت دَليلاً وَاضِحَاً وَ مُوَثَّقَاً
لِتَوَغُّلِ العدوانِ في الإجرَامِ
دَاَبَ التَّحَالُفُ في ارتكَابِ جَرائمٍ
يَندى لها تأريخُنا الإسلامِي
مُستَهدِفَاً حقَّ الحياةِ ورافضاً
عَدَدَاً من الأعراف والأحكامِ
مُتجاهلاً كُلَّ القوانين التي
وُضِعَت لِمَنعِ قَطِيعَةِ الأرحَامِ
مُستهتراً بمنُظَّمَاتٍ نَدَّدت
عَلَنَاً بكُل وَسَائل الإعلامِ
وأمَام مرأى عَالَمٍ لم يكترث
لدمائنا يومَاً من الأيامِ
لَزِمَ السكوتَ ولم يحرك ساكناً
فَقَدَ الشعورَ بصرخةِ الأيتامِ
لكنَّنا لسنا عليهم مطلقاً
ممَّن يُعَوِّلُ يا قُوَى الإجرام
إنَّا على الله اعتمدنا، حسبُنا
إيماننا بِنِهَايَةِ الظُّلاَّمِ
إنَّا تَوَكَّلنا على الجبَّارِ في
تَأدِيبِنَا لِتَحَالُفِ الأقزَامِ
وَبقُوّةِ الجبَّارِ أجهزنا على
طَمَعِ الغُزاةِ بأرضنا المُتنامي
وَغدا التحالفُ عِبرةً لأولي النُّهى
وَعليهِ ألفُ علامَةِ استفهامِ
قسَماً بأنَّا سَوفَ نَدفنُ مَن أتى
لِقتالنا بِحظائرِ الأنعَامِ
سَنُذيقُ أعدانا مِرَارَةَ بأسِنا
بِالعزمِ والإصرارِ والإِقدَامِ
وسَتعلمُ الدُّنيا بِأنَّا أُمَّة ٌ
هَزَمَت جيوشَ تحالُفِ الأوهَامِ
وبأنَّنا لا نعتدِي لكنَّنَا
لن ننحني لِحُثالةِ الأقوَامِ
وبِأنَّنَا فِي رَكبِ آلِ مُحمَّدٍ
سَنظَلُّ حتَّى آخِرَ الأيَّامِ
نَسعَى إلى نَشرِ السّلَامِ لَأنَّنا
كُنَّا ولا زِلنَا دُعَاةَ سَلامِ