مقبل وأنصار الله
أبو عهد الشعيبي
أن نَّفرط في الواجب الديني والوطني وحتى الأخلاقي تجاه الهامات والعمالقة الذين قدَّموا كل جهدهم طوال عقود لأجلنا واختاروا العيش الصعب إلى جانب شعبنا في أحلك المراحل رافضين قصور وفلل وأموال وإغراءات الخارج ،لننتظر لحظة مغادرتهم الدنيا حتى نأتي بعبارات العزاء والحزن والثناء والكذب فإن ذلك عيب ونفاق ونقص في الخصال والمروءة .!
لقد غادرنا فجر الجمعة 1 مارس 2019م آخر الرجال الصناديد من رواد وثوار أكتوبر.
إنه مقبل النضال والنزاهة والشجاعة والإقدام المناضل الذي عاش عفيفا شامخا طوال حياته عرفناه ثابتا لم ينحن لعصابات سبعة ولم يرتهن لمشاريع الخذلان والمتاجرة ولم يتخلى عن مبادئ وقيم الانتماء للجنوب الشعب والوطن ولم يساوم بقضيته وعدالتها ..!
مقبل الذي قارع عفاش بكل عنفوان وقوة لفرض معادلة الجنوب في أصعب وأخطر الظروف وفي زمن اختفت فيه كل شخصيات الهزيمة بعد أن حطمها وأضعفها خبث وإجرام عفاش ولؤم وتكفير الزنداني ومكر وسطو عائلة آل الأحمر الدموية ..!
في اتصال لي قبل حوالي ثلاثة أسابيع بالوالدة العزيزة أم عفاف أرملة فقيد اليمن الكبير الوالد المناضل علي صالح عباد مقبل سألتها عن صحة الفقيد وظروفه الصحية وقتها وقد كان مرقداً بمستشفى الثورة بصنعاء ..!؟
كيف والدنا صحته ،أخباره ،مرضه وهل من اهتم لأمره من رفاق دربه النضالي الوطني والحزبي أو من تلاميذه وإلخ من أبناء الجنوب أو الشمال ..!؟
الحقيقة كان ردها موجعاً محزناً ومؤلماً بكل تفاصيله ..!!
لقد قالت لي وبألم شديد يا أبو عهد لا أحد اهتم ويهتم أو يسأل عن مقبل وحالته المرضية لا جنوبي ولا شمالي غير (أنصار الله ) وقد وعدونا بنقله للخارج من خلال رحلات الأمم المتحدة القادمة إن تمكنوا ..!!
أكتب هذه الكلمات في لحظة فيها حزني وحزن شعبنا عظيم مذكرا الجميع بأهمية وضرورة مراجعة سلوكياتنا وضمائرنا تجاه بعضنا بعد أن وصلنا معها إلى مرحلة من التفسخ واللؤم.
شكراً أنصار الله على ما قدمتم حينما غاب الجميع ..!!
وإنا لله وإنا إليه راجعون