بالمختصر المفيد.. الأمم المتحدة ومؤتمر الاستجابة الإنسانية
عبدالفتاح علي البنوس
منتهى السقوط أن تتاجر الأمم المتحدة ودول العدوان بأوجاع ومعاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني من خلال الدعوة لعقد مؤتمرات دولية يكلف الإعداد والتحضير لها ملايين الدولارات ، وأكثر من 50 % من هذه المبالغ التي يتم الحصول عليها من قبل المانحين تذهب لحساب الأمم المتحدة كمرتبات للعاملين وبدلات مختلفة وما تبقى من نسبة يتم التلاعب بها من خلال المضاربة بأسعار المساعدات التي تقدم ، وإبرام صفقات خيالية لا تتماشى مع الأسعار الفعلية ، علاوة على رداءة المواد التي تصرف وعدم صلاحية بعضها للاستخدام الآدمي لعدم مطابقتها للمواصفات ، أو لقرب انتهاء صلاحيتها ، وسوء تخزينها ، وعرقلة قوى العدوان لدخولها إلى ميناء الحديدة وإخضاعها للتفتيش التعسفي الذي يستمر لعدة أسابيع.
قبل أيام أعلنت الأمم المتحدة عن تنظيم مؤتمر الاستجابة الإنسانية لدعم الشعب اليمني للعام الحالي حيث أكد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن ما يقارب 21 مليون يمني بحاجة إلى العون خلال العام الحالي وقدرت خطة الاستجابة الإنسانية احتياج اليمن إلى 4.2 مليار دولار، المؤتمر الذي عقد بجنيف خرج بتعهدات شفهية وصلت إلى 2.6 مليار والمضحك في هذه التعهدات أنها جاءت من الدول المشاركة في العدوان على اليمن، والدول التي تتماهى مع قوى العدوان وتقوم بتزويد قوى العدوان بالأسلحة والقنابل المحرمة دوليا.
أمين عام المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين تحدث بصراحة حول هذه النقطة وأبدى استغرابه من الدول التي تقدم الدعم لمساعدة اليمنيين في الوقت الذي تعتبر هذه الدول سببا في معاناتهم من خلال قيامها بشن الحرب والحصار ضدهم ، وتزويد التحالف بالسلاح ، منطق عقلاني إنساني إيجابي يحسب للمجلس النرويجي ، ويضع الأمم المتحدة في موقف لا تحسد عليه ، فهي تدرك أن المليارات التي تعلن عنها لا تصل إلى الشعب اليمني وما يصل سوى الفتات فقط ، في حين تذهب بقية المبالغ هدرا، وبالإمكان أن توجه الأمم المتحدة هذه المساعدات والمنح لدعم المرتبات وهو ما سيحدث انتعاشا للاقتصاد اليمني ويخلق حالة من الاستقرار المعيشي ، وسيحد من الأزمات التي تعصف بالسواد الأعظم من اليمنيين .
ولو كانت الأمم المتحدة حريصة على إنهاء معاناة اليمنيين وتقديم العون والمساعدة لهم ، لكانت ذهبت للضغط على قوى العدوان لإيقاف العدوان ورفع الحصار ومن ثم القيام برعاية حوار يمني – يمني لا علاقة للخارج القريب والبعيد ولا صلة له فيه يفضي إلى تفاهمات تطوي الصفحات الماضية وتفتح صفحة جديدة ، حينها لا نحتاج إلى مساعدات أو مؤتمرات أو مبادرات إنسانية أو إغاثية من أحد ، فمواردنا النفطية والجمركية كفيلة بأن نعيش حياة كريمة ، ولكنها تتاجر بمعاناتنا وأوجاعنا وتستغل الظروف التي نحن فيها لجمع المساعدات من القتلة والمجرمين الذين كانوا السبب في هذه المعاناة والأوجاع ، فهي المستفيد الأكبر من هذه المساعدات .
بالمختصر المفيد، مؤتمر الاستجابة الإنسانية المخصص لدعم اليمن ، أكذوبة جديدة من أكاذيب الأمم المتحدة التي تضحك من خلالها على العالم تحت يافطة تقديم المساعدات للشعب اليمني ، والذي لا يصله إلا القليل جدا من هذه المساعدات فيما تهدر النسبة الأعلى منها في تكاليف لجان ومؤتمرات وبدلات مختلفة ، وهو ما يؤكد على أن إنسانية الأمم المتحدة مشابهة إلى حد كبير إنسانية السعودية والإمارات وأمريكا التي تقتلنا وتحاصرنا وتدمر مصانعنا وتنهب ثرواتنا وتقطع مرتباتنا ومن ثم تدعي مساعدتنا ، والأمم المتحدة تثني عليها وتشيد بدعمها ، رغم أن القاتل عندما يقدم على ارتكاب جريمته يتجرد من كل قيم الإنسانية ، فكيف عندما يكون القاتل مجردا من القيم الإنسانية والأخلاقية ؟!!!
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.