وفاء الكبسي
أمهات الأسرى بين ألم الفقد وأمل التحرير، فعيونهن إلى السماء يدعون الله بأن يفك أسر أسراهنّ وينتظرنّ الفرج ، تعددت الفصول ولايزلنّ على أمل عودة أبنائهنّ الأسرى، رُغم كل الوجع ، ولكنهنّ مؤمنات واثقات صامدات صابرات ، فمهما كتبت من جمل وحروف عن صمود وعظمة أم الأسير ، فلن تكفي تلك الكلمات ولن تفيهنّ حقهنّ.
أم الأسير الكرار تحكي لنا معاناتها وشارات الألم على ملامح وجهها وعلى صوتها فتقول: يكاد قلبي ينفطر من الحزن والأسى كلما سمعت أو رأيت معاناة أسرانا ولكنه زاد ألماً وقهراً عندما رأيت الأسير حمزة مبارك وكيف تم تعذيبه وقطع كل أصابع يديه ورجليه بكل خبث ووحشية، حينها كنت أرى ابني فيه تمنيت لوكنت مكانهم ، لم أتذوق طعم الفرح الحقيقي منذ أسر ابني قرابة السنتين فقد اشتقت إلى رؤيته وسماع صوته، فكل يوم ألم البعد يؤرقني ويوقض منامي لأني أعلم بأن عدونا لئيم جبان لايحمل ولو ذرة واحدة من الإنسانية، أنهم مسوخ شيطانية تتلذذ بتعذيب أبنائنا.
ثم تعاود تساؤلاتها قائلة:
أين حقوق الإنسان من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن،؟ أين هم من تنفيذ مشاورات السويد وتبادل الأسرى؟!
أين هم من النظر لأسرانا الذين هم في أوضاع مزرية ومريرة يعيشونها في سجون العدوان ؟!
أين هم من وضع حد لكافة الانتهاكات والاعتداءات التي تحدث داخل السجون من تعذيب جسدي مباشر وتعذيب نفسي، وعدم توفر الرعاية الصحية والتغذية المناسبة كحد أدنى؟!
لماذا لايسمح لأبنائنا بالتواصل معنا كما نفعل نحن بأسراهم ؟!
أبناؤنا الأسرى يتعرضون للإهانات وأبشع الاعتداءات الوحشية من قبل جنود العدوان، فلا يكاد يخلو بيت من أسير ، وقلوب أهاليهم عليه تتفطر من الحزن والأسى.. قلبي يشتاق لضمة ابني فلم أعد أدرِ هل ابني مازال أسيرا أم تمت تصفيته؟!
لقد مر الكثير على الفراق ولكن لم يمر إلى قلبي اليأس أبداً ولم يفارق ذهني صور وكلام وذكريات ابني .
تحمل أم الكرار صورة ابنها وتقبلها بعيون دامعة ثم تقول : أنا واثقة أن الله سيجازي هذا العدوان ومرتزقته أشد العذاب، وسيخزيهم في الدنيا أمام أعيننا لتشفى صدورنا، وسيحرر الله ابني وكافة الأسرى لتقر أعيننا بعودتهم إن شاء الله سالمين .
أم الأسير الكرار نموذج للتضحية والصمود والتحدي، والثبات مع العزم واليقين والأمل..
هكذا هي قصص أمهات الأسرى قصص توجع القلب وتدمي العين ولكن رُغم هذا فإنهن يمطرن صبراً وجلداً، تفيض من وحي كلامهنّ الأمل والثقة بالله التي لا تلين ولاتنضب، لذلك لابد أن تشرق الشمس ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، فمهما طال ظلم السجان ومهما طال الزمان ومهما استمرت المعاناة والظلم والقهر والإستبداد فلابد أن تفتح أبواب سجون العدوان وتنكسر إرادة الجلاد ويأتي النصر والفرج آجلاً أم عاجلاً .
Prev Post