التحصين ضد الأوبئة والأمراض المستعصية

 

عبدالفتاح علي البنوس

تنفذ وزارة الصحة العامة والسكان هذه الأيام حملة واسعة للتحصين ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية ، الحملة التي تستهدف الأطفال ما بين سن 6 أشهر إلى سن 15جاءت عقب انتشار كبير لمرض الحصبة والحصبة الألمانية والذي أدى إلى وفاة المئات من الأطفال في مختلف محافظات الجمهورية ، أسباب الانتشار عديدة أهمها عدم تحصين بعض الآباء والأمهات لأطفالهم ، ونزوحهم إلى مناطق أخرى بسبب العدوان السعودي والإماراتي على بلادنا وهو ما ساعد على انتشار هذا الوباء بسرعة ، هذه الحملة التي تندرج في سياق الحملات التحصين الروتينية التي تنفذها وزارة الصحة عبر البرنامج الوطني للتحصين الموسع بالتنسيق مع منظمة اليونيسف والتي تهدف إلى إعلان اليمن دولة خالية من الأوبئة والأمراض المستعصية والجائحة التي تنتشر نتيجة فيروسات شديدة العدوى سريعة الانتشار ، في الغالب ما يكون مصدرها القرن الأفريقي .
وهذا النوع من الأمراض والأوبئة يتم التحصين ضدها للحيلولة دون الإصابة بها ، وما نحن بصدد الحديث عنه اليوم بعد هذا الاستهلال عن التحصين الدوائي ، هو التحصين الوطني ضد آفات عديدة تنخر في جسد الوطن وتحاول العبث بأمنه واستقراره ، آفات بشرية باعت نفسها ووطنها وشرفها وكرامتها للشيطان وقوى العدوان ، آفات تخلص الوطن من دنسها وباتت تنشر خبثها وفيروساتها من خارج الوطن ، وآفات ما تزال في داخل الوطن ، تعيش في أوساطنا وتعمل جاهدة على خدمة قوى العدوان والترويج لمشاريعهم ومخططاتهم ومؤامراتهم ، ولا تتوقف عن نشر الشائعات والأكاذيب والأراجيف ، وتعمل على التحريض والتأليب ضد الجيش واللجان الشعبية والقوى الوطنية ، شغلها الدؤوب والمتواصل ، تثبيط ، وتشكيك ، وتزييف ، وتدليس ، وتلبيس ، وتهويل ، وفبركة ، وخداع ، وتضليل ، دون كلل أو ملل ، والبعض خلايا نائمة يعملون من خلف الستار ومن تحت الطاولة ، وهؤلاء آفات وأمراض وأوبئة مستعصية لا يقل خطرها عن الحصبة وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير والكوليرا ، ويجب تحصين أفراد المجتمع منهم ومنحهم جرعات علاجية وطنية توعوية ثقافية مركزة ليظلوا بمنأي عن خطرها وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ بلادنا ، والتي تتطلب حالة متقدمة من الوعي والبصيرة والإدراك بالمخاطر المحدقة بالوطن من قبل أعداء الحياة الذين تقاطروا على بلادنا وتحالفوا ضد شعبنا واستباحوا سيادة بلادنا وفرضوا الحصار علينا ، وهو ما يتطلب التحلي باليقظة والحيطة والحذر والوقوف ضد هذه الآفات وكبح جماحها والحد من نشاطها وانتشارها الفيروسي الخطير ، إذا ما أردنا الخير لنا ولوطننا ولشعبنا .
بالمختصر المفيد، تحصين الأوطان والشعوب من خطر المرتزقة والعملاء والخونة والمنافقين والمأزومين ضرورة وطنية، وهي مهمة منوطة بمختلف وسائل وأدوات نشر الوعي والثقافة ، وفي مقدمتها وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية ، وخطباء المساجد من على منابرهم ، والمعلمون والمعلمات والأساتذة في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكل قادة وصناع الرأي ، ومعهم كل الأحرار والشرفاء في هذا الوطن المعطاء ، ولا مجال للتقاعس والتساهل واللامبالاة على الإطلاق .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا