لا يزال بعض اليمنيين ممن ولدوا في عدن يحتفظون بشهادة ميلاد او »مخلقة« كما يحلو لمن ولد في عدن ان يسميها صادرة من مستشفى الملكة بعدن إبان الاحتلال البريطاني وعلى أساس تلك »المخلقة« كان يسمح لأبناء عدن الالتحاق بالمدارس وكذلك بعض الامتيازات التي حرم منها ابناء بقية المحميات خارج عدن ذلك كان في الماضي اما حاضر اليمنيين فيدل على ان اليمنيين لا يعيرون شهادة الميلاد اي أهتمام لهذا ليس غريبا أن يقاطع اليمنيون اعياد ميلادهم .
وتحولت شهادة الميلاد في اليمن من ارتباط بين الفرد ومسقط رأسه إلى متطلب لالتحاق التلاميذ إلى المدرسة .
الثورة نزلت ميدانياٍ إلى مكاتب بعض الأحوال المدنية للوقوف على هذه القضية ورغبة في ارساء ثقافة مجتمعية تعزز أهمية استخراج شهادةالميلاد والصعوبات التي يواجهها المواطنون في رحلة البحث على شهادة الميلاد ومنها كثافة الطلب والطاقة الاستيعابية الضعيفة لمكاتب الأحوال المدنية مع بداية كل عام دراسي .
> كانت البداية زيارة قمنا بها لثلاثة من مكاتب الأحوال المدنية في مديرية الثورة حيث تشهد تللك المكاتب اقبالاٍ شديداٍ من قبل المواطنيين مع بداية العام الدراسي وأغلب المواطنين الذين التقيناهم يشكون من قلة شهائد الميلاد وكثافة الطلب عليها حيث قال هاني ياسين طه : ترددت إلى مكتب الأحوال المدنية لثلاثة أيام لاستخراج شهادة ميلاد لاثنتين من بناتي ولكن بسبب الزحام لم استطع استخراجها
وأضاف هاني : لقد نصحني احد الأصدقاء ان ادفع 2000 ريال لأحد السماسرة وستصل الشهادة إلى البيت وبالفعل جاءت الشهادة إلى البيت لكن هذا لا يعني اطلاقا اقتناعي بالطريقة التي حصلت بها على الشهادة.
وقال هاني : المطلوب ان يقوم أولياء الأمور على استخراج شهادة الميلاد بشكل دائم طالما والجهات المختصة تصرفها طوال العام حتى يخف الزحام بداية العام الدراسي .
وهيب القباطي- من سكان أرياف تعز يبحث عن شهادة ميلاد لأبنائه قال : انا لم اتوقع هذا الزحام في طلب شهادة الميلاد ففي الأرياف لا تطلب المدارس شهادة الميلاد ولا تهتم لهذا الجانب مضيفا : ان بقاء استخراج شهادة الميلاد وفق رغبة المواطن تجعله غير مهتم بالأمر حتى تأتي الحاجة الماسة إلى الشهادة كإجراء شكلي واستطيع ان اقول ان اغلبية اليمنيين ينقصهم الوعي في هذا الجانب وان مسؤلية توعية الناس تتحملها وسائل الإعلام .
زحام
من جهتة قال صادق البدر احد المترددين على مكتب الأحوال المدنية رغم مايكتب على جدران مكاتب الأحوال ان شهادة الميلاد مجانية اتحدى اي شخص ان يقول انه استخرج في ظل هذا الزحام الشديد الذي تشهده مكاتب الأحوال المدنية شهادة ميلاد وبالمجان وأضاف صادق : ما يكتب شيء وما يمارس في الواقع شيء آخر والمطلوب أن تعمل مكاتب الأحوال على تطوير عملها بما يخدم المواطن صاحب المصلحة الحقيقية وأشار صادق : ان المواطنين يمتنعون عن استخراج كثير من الوثائق وليس شهادة الميلاد فقط بسبب ابتزاز البعض ولابد من تطهير اجهزة الدولة من هؤلاء الفاسدين مؤكدا : على ان من حق المواطن ان يحصل على شهادة الميلاد بالمجان وعبر إجراءات سهلة تشجعهم على الإقبال على الجهات المختصة طلبا للخدمة لا مقاطعتها بسبب تصرفات البعض.
الحال من بعضه
اثناء زيارتي لمكتب الأحوال المدنية في المجلس المحلي لمديرية بني الحارث لوحظ أن كل موظف من موظفي المكتب يعمل على انجاز معاملة ثلاثة من المواطنين والمواطنون يدفعون هكذا بدت الصورة التي كان المواطن فيها هو الحلقة الأضعف في مواجهة تفترض وجود القانون لكنه رغم وجوده الا انه نائم في العسل لكثرة هجرانه من قبل أجهزة الدولة.
خلال 60 يوماٍ
بدورنا طرحنا الصعوبات التي يوجهها المواطنون اثناء استخراج شهادة الميلاد على مدير الأحوال المدنية بالأمانة العقيد احمد الإرياني الذي اوضح ان شهادة الميلاد حق لكل مواطن ويجب ان يتم تسجيل المولود واستخراج شهادة ميلاد له خلال 60 يوماٍ من تاريخ ميلاده لكن مع وجود هذا الحق وسهولة الاجراءات فالكثير من أولياء الأمور يهملون هذا الأمر ويعتبرونه شيئاٍ كمالياٍ وهو في حقيقة الأمر من الأساسيات ولا يتذكر الآباء شهادة الميلاد الا عندما يبلغ الطفل السن القانوني للالتحاق بالمدرسة.
وأضاف الإرياني : ان الصعوبات التي يشكو منها المواطنون اثناء استخراج شهادة الميلاد تعود إلى ان المواطنين يتوجهون دفعة واحدة لاستخراج شهادة الميلاد في بداية العام الدراسي وهذا يحدث حالة زحام بسبب كثافة الطلب وفي ظل الزحام الذي يحدث تظهر بعض حالات الابتزاز للمواطنين من قبل بعض الموظفين أو من قبل السماسرة لكن طول العام تظل شهادة الميلاد مجانية وقد وجهنا كل الجهات التابعة لنا بضرورة التقيد بالنظام والقانون .
2500 شهادة
وقال الإرياني : لقد تم صرف 2500 شهادة ميلاد لكل مديرية وبواقع 50شهادة ميلاد في اليوم لكل مكتب من مكاتب الأحوال المدنية وفي ظل هذه الطاقة الاستيعابية الضعيفة عجزت مكاتبنا على توفير خدمتها للمواطنين نتيجة الكثافة السكانية الموجودة ومن أجل تخفيف الزحام على مكاتب الأحوال وجهنا بعض المكاتب ان تقوم بصرف شهادةالميلاد في بعض مدارس المديريات بحيث يكون لكل مكتب من مكاتب الأحوال مركزين إضافيين في المدارس.
وأشار الإرياني : أن مكتب الأحوال بأمانة العاصمة كان قد قام بالتمهيد للتنسيق مع وزارة الصحة من أجل اعتماد كرت التطعيم بمثابة شهادة ميلاد كحل جزئي لكن تلك الجهود لم يكتب لها النجاح مضيفا: أن الحلول الشاملة لتجاوز الصعوبات والاشكالات في صرف شهادة الميلاد وايصالها وبالمجان للمواطنين وجعل المواطن يتفاعل إيجابا معها يحتاج إلى اعداد دراسة شاملة من قبل مصلحة الأحوال المدنية.
المواطنون مهملون
وأكد الإرياني ان المواطنين لا يهملون فقط شهادة الميلاد بل حتى البطاقة العائلية رغم اهميتها ولا يتذكر المواطن البطاقة العائلية الا في موسم الحج أو اذا كانت هناك أرباح تقسم على أفراد الأسرة وهذا الاهمال في الأساس يتحمله المواطن واستطيع ان اقول ان 10٪ من اليمنيين يستخرجون شهادة الميلاد طوال العام و30 ٪ يستخرجونها فقط من أجل التحاق أبنائهم بالمدارس
مشيرا : إلا أن مكتب الأحوال المدنية في الأمانة ومكاتبه في المديريات يعملون وفق ميزانية تشغيلية قدرها 13000 ريال لكل مكتب وفي وضع كهذا ماذا عسى موظف الأحوال المدنية ان يفعل واختتم العقيد احمد الإرياني مدير مكتب الأحوال المدنية في الأمانة حديثه بدعوة المواطنين لاستخراج شهادة الميلاد طوال العام من مكاتب الأحوال حتى لا يكونون سبباٍ في صنع الزحام الذي يستغله البعض لابتزاز المواطنيين ودعا وسائل الإعلام المختلفة إلى تعزيز ثقافة ووعي المواطنين بأهمية شهادة الميلاد.
Prev Post
قد يعجبك ايضا