مهرجان صيف صنعاء السياحي‮ ‬السادس‮.. ‬نجاح‮ ‬يبعث على التفاؤل



,وزير السياحة‮: ‬تجاوزنا الصعوبات وواجهنا التحديات بفعاليات متميزة
,مهرجانات سياحية في‮ ‬معظم المحافظات خلال العام القادم

‮> ‬اختتمت فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي‮ ‬السادس‮ ‬يوم الأحد الماضي‮ ‬بعد‮ ‬15‮ ‬يوماٍ‮ ‬من النشاط والحيوية‮ »‬طيلة أيام المهرجان صباحاٍ‮ ‬ومساء تنوعت الفعاليات بين ثقافية‮ – ‬تراثية‮ – ‬توعوية‮ – ‬رياضية‮ – ‬فنية‮ – ‬سياحية‮…‬الخ‮« ‬وبمشاركة‮ ‬14‮ ‬محافظة شاركت بتقديم نبذة من ملامح الحياة التقليدية والعادات والتقاليد وكذا الموروث الذي‮ ‬تزخر به كل محافظة‮ ‬فضلاٍ‮ ‬عن الفعاليات المسابقاتية وبرامج المرأة والطفل وغيرها‮.‬
لعل أبرز المشاركات هي‮ ‬تلك التي‮ ‬جاءت من عمق الموروث الثقافي‮ ‬المتنوع الذي‮ ‬تزخر به بلادنا فخيمة البيت الصنعاني‮ ‬وخيمة الشعر المأربية والخيمة التهامية وتلتها الخيمة المحويتية التي‮ ‬شاركت لأسبوع واحد في‮ ‬المهرجان حيث بدأت مشاركتها في‮ ‬25‮ ‬سبتمبر وقد تميزت مشاركة تلك المخيمات بالثراء المنتج الذي‮ ‬قدمته والمستمد من عبق الموروث الثقافي‮ ‬للمحافظات اليمنية حيث قدمت في‮ ‬الخيمة الصنعانية ملامح من الحياة التقليدية الصنعانية العادات والتقاليد في‮ ‬الأعراس والولادة وكذا الزفة الصنعانية والإنشاد والرقصات الفلكلورية بالإضافة إلى‮ “‬المدرهة‮” ‬التي‮ ‬تستخدم في‮ ‬صنعاء في‮ ‬موسم الحج‮.‬

وتضمنت المدرهة الأهازيج والزوامل التي‮ ‬تقال أثناء القيام بعملية التدرة‮ ‬وفي‮ ‬الخيمة الماربية وجدت القهوة البدوية والزي‮ ‬التقليدي‮ ‬لسكان مأرب نساء ورجالاٍ‮ ‬بالإضافة إلى خيمة الشعر البدوية الأصيلة بكل ما تحويه من ملحقات وأشياء تدل على عراقتها‮ ‬كما قدمت في‮ ‬الخيمة التهامية المكونة من أعشاش صغيرة أشبه بالأكواخ وهو ما‮ ‬يميز البيت التهامي‮ ‬فضلاٍ‮ ‬عن ملامح من الحياة التهامية التقليدية والمطبخ التهامي‮ ‬وغيره‮ ‬لتأتي‮ ‬خيمة المحويت لتكمل المشهد الحضاري‮ ‬في‮ ‬هذا المهرجان حيث احتوت هذه الخيمة على بعض المنتجات الحرفية الخاصة بالمحويت بالإضافة إلى المصنوعات التقليدية ونمط الأزياء للعروس والمرأة الوالدة‮ ‬كما قدمت في‮ ‬المهرجان جانباٍ‮ ‬من الموروث الثقافي‮ ‬لحضرموت وسقطرى وحجة وصعدة‮.. ‬وغيرها‮.‬
وتواجدت في‮ ‬المهرجان أكثر من‮ ‬50‮ ‬خيمة قدم فيها منتجات من الحرف اليدوية التقليدية لجمعيات ومؤسسة‮ ‬يمنية تهتم بالحرف اليدوية بالإضافة إلى مخيمات للحرفيين في‮ ‬الفضيات والأكسسورات اليمنية القديمة‮ ‬وجانباٍ‮ ‬منها خصص للمنظمات التوعوية التي‮ ‬تهتم بنشر الوعي‮ ‬المجتمعي‮ ‬بين الناس منها منظمة السلم الاجتماعي‮.. ‬ومنظمة التوعية البيئية ومنظمة أنصار السياحة التي‮ ‬تهتم بنشر الوعي‮ ‬السياحي‮ ‬وهي‮ ‬منظمة‮ ‬غير حكومية قائمة على الجهد التطوعي‮ ‬أسسها عدد من الشباب المتحمس للسياحة‮.‬
ويقول الأخ محمد الترجمي‮ ‬المسؤول الإعلامي‮ ‬عن المنظمة إن خيمة المنظمة لاقت إقبالاٍ‮ ‬جماهيرياٍ‮ ‬واسعاٍ‮ ‬غير متوقع ووصل عدد المنتسبين الذي‮ ‬قدموا على استثمارات تطوع للانضمام إلى المنظمة خلال أيام المهرجان أكثر من‮ ‬1100‮ ‬متطوع ومتطوعة‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل المنظمة تعمل بكل جهد واجتهاد لنشر الوعي‮ ‬السياحي‮ ‬وبذل المزيد من الجهود ليصل نشاطها إلى كافة المحافظات‮.‬
الفعاليات الكبرى
في‮ ‬خيمة الفعاليات الكبرى قدمت الكثير من المناشط والفعاليات منها فعاليات فلكلورية شعبية قدمت رقصات وأهازيج من مختلف المحافظات بالإضافة إلى الأناشيد الدينية في‮ ‬المدح النبوي‮ “‬حضرموت‮ – ‬إب‮ – ‬تعز‮ – ‬حجة‮ – ‬المحويت‮ – ‬ذمار‮ – ‬شبوة‮ – ‬لحج‮ – ‬عدن‮ – ‬صنعاء وغيرها‮” ‬كما قدمت العديد من الفقرات الفنية والمسرحية شاركت فيها فرقة الأصدقاء الفنية بقيادة الفنان إبراهيم الروضي‮ ‬وفي‮ ‬الخيمة عرض السيرك المصري‮ ‬فقرات متميزة لألعاب الخفة والمهارات وعروض أدهشت الجماهير‮ ‬وكذا فرقة الأهرام المصرية للفلكلور التي‮ ‬قدمت فقرات‮ ‬غنائية راقصة من الموروث المصري‮.‬
ألعاب وعروض
قدمت الفرقة السعودية للدراجات النارية عروضاٍ‮ ‬مثيرة للدراجات النارية منها الدوران والسير على عجلة واحدة والنط والقفز وغيرها‮ ‬وشاركت فرق‮ ‬يمنية في‮ ‬تقديم عروض المخاطرة المدهشة والعجيبة أبرزها فرقة المخاطرة بقيادة الكابتن علي‮ ‬الخولاني‮ ‬وفرقة مدرسة الخوارق بقيادة الكابتن علي‮ ‬الآنسي‮ ‬وفرقة الخيل‮ ‬وجميعها قدمت عروضاٍ‮ ‬مثيرة منها سحب سيارة باستخدام الأسنان وثني‮ ‬سيخ من الحديد على الحنجرة وكسر البلك على العمود أو الرجل أو الحنجرة وأيضاٍ‮ ‬وضع اليد تحت سيارة لتمشي‮ ‬فوقها وألعاب النار وغيرها‮..‬
فعاليات المرأة والطفل
من ضمن فعاليات المرأة والطفل التي‮ ‬يشرف عليها الكاتب المسرحي‮ ‬منير طلال قدمت الكثير من الأنشطة والبرامج منها مسرحيات خاصة للأطفال ومسابقات وجوائز والرسم الحر ومسرح دمى وأزياء شعبية وإبراز المواهب‮ ‬وفي‮ ‬المرسم برزت موهبة مثيرة للاهتمام تتمثل في‮ ‬الطفل محمد خليل المقطري‮ ‬البالغ‮ ‬من العمر ست سنوات والذي‮ ‬يمتلك موهبة رائعة في‮ ‬مجال الرسم أذهلت الجميع وقد حصل هذا الطفل على جائزة وزير السياحة للتشجيع ومبلغ‮ ‬50‮ ‬ألف ريال‮.‬
السهرة الفنية
في‮ ‬اليوم قبل الأخير للمهرجان شاركت كوكبة من نجوم الفن ممثلة بأيوب طارش عبسي‮ ‬وأمل كعدل وعمر باوزير وعلي‮ ‬عنبة في‮ ‬إحياء أمسية فنية تواصلت حتى وقت متأخر من الليل ومع ذلك ظل الجمهور نساء ورجالا متواجدين حتى انتهاء الأمسية‮ ‬قدمت فيها نماذج من الأغاني‮ ‬اليمنية من حضرموت وصنعاء وتعز وعدن‮.‬
لقاءات
يقول الدكتور قاسم سلام وزير السياحة في‮ ‬تصريح لـ”الثورة‮” ‬إن المهرجان استطاع أن‮ ‬يحقق هدفين أساسيين الأول ساهم في‮ ‬تجديد حماس الناس إلى الحوار الوطني‮ ‬والتفاعل الإنساني‮ ‬في‮ ‬ما بينهم‮ ‬وأيضاٍ‮ ‬عبر عن وعي‮ ‬وطني‮ ‬إنساني‮ ‬ينقل الحاضر والمستقبل وقال‮: ‬نحن بحاجة إلى حوار دائم لمعالجة كافة القضايا التي‮ ‬تعيق حركتنا من أجل الذهاب إلى المستقبل كوننا خرجنا من ماضي‮ ‬معقد متعب وهذا المهرجان أتى ليقول‮ (‬نعم للمحبة والسلام والتفاعل والتكافل‮ ‬نعم للتعاون من أجل بناء المجتمع اليمني‮ ‬الجديد‮) ‬هذا هو الهدف الحقيقي‮ ‬الذي‮ ‬يعبر عنه المهرجان‮.‬
وأشار الوزير إلى وجود الكثير من الصعوبات والعراقيل التي‮ ‬كانت تحاول إعاقة إقامة المهرجان ولكن تم التغلب عليها وتجاوزها‮ ‬كاشفاٍ‮ ‬عن تلقيهم تهديدات من بعض الأطراف لم‮ ‬يسمها كانت تحاول إجهاض إقامة المهرجان‮.‬
وأكد الدكتور قاسم سلام عن نيته في‮ ‬إقامة مهرجانات سياحية من محافظات‮ ‬يمنية مختلفة منها مهرجان الصهاريج في‮ ‬عدن ومهرجان البلدة في‮ ‬حضرموت ومهرجان إب ومهرجان قرناو ومهرجان أسعد الكامل في‮ ‬ذمار ومهرجانات في‮ ‬لحج والحديدة وتعز حتى تكون اليمن في‮ ‬كلها مهرجانات متواصلة تتفاعل في‮ ‬ما بينها لتعميق الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬الحقيقي‮ ‬خارج إطار السياسة‮.‬
مشيداٍ‮ ‬بكل من تعاون في‮ ‬إنجاح هذا المهرجان وإخراجه بالصورة التي‮ ‬ظهر عليها‮ ‬ولعل تفاعل الجمهور وتواجدهم اليومي‮ ‬وبشكل كثيف كان له بالغ‮ ‬الأثر في‮ ‬هذا النجاح الذي‮ ‬وصل إليه المهرجان في‮ ‬دورته السادسة‮.‬
لافتاٍ‮ ‬إلى أنه أمام هذا النجاح كان‮ ‬يرغب والقائمون على المهرجان في‮ ‬تمديد aفعالياته حتى منتصف سبتمبر الجاري‮ ‬ما دامت الرغبة موجودة والإمكانيات المادية تم توفيرها ولكن شيئاٍ‮ ‬واحداٍ‮ ‬حال دون ذلك وهو بدء العام الدراسي‮ ‬الجديد في‮ ‬الأول من سبتمبر ولذلك وقفنا عاجزين عن تمديد المهرجان والمدارس مفتوحة‮.‬
الفنان عمر باوزير والذي‮ ‬يشارك في‮ ‬المهرجان للمرة الثالثة فقد سبق وشارك في‮ ‬دورتين خلال الأعوام الماضية‮ ‬يقول‮: ‬تعتبر مهرجان صيف صنعاء السياحي‮ ‬أبرز المناشط والفعاليات التي‮ ‬يتاح فيها للفنان الالتقاء بجمهوره لا سيما والفنان في‮ ‬اليمن لا‮ ‬يزال قليل الالتقاء بجمهوره إن لم‮ ‬يكن هذا الالتقاء معدوماٍ‮ ‬باستثناء بعض الحفلات والفعاليات المغلقة‮ ‬بينما الفعاليات المفتوحة فلا وجود لها في‮ ‬اليمن ولهذا فصيف صنعاء مهرجان رائع جدا وكل عام‮ ‬يظهر بشكل أفضل من العام السابق وهذا العام متميز بالحضور الجماهيري‮ ‬الكبير الذي‮ ‬فاق من حيث العدد جمهور المهرجانات السابقة‮ ‬ولعل توقيت إقامته كانت مناسبة جدا فقد جاء بعد عامين من المرارة والتعب عاشها المجتمع اليمني‮ ‬وقد‮ ‬يكون هذا سبباٍ‮ ‬في‮ ‬الإقبال الجماهيري‮ ‬الذي‮ ‬شهدته المهرجانات هذا العام فالناس كانوا بحاجة ماسة إلى الترويح عن أنفسهم والخروج من حالة الكآبة التي‮ ‬عانوها خلال العامين الماضيين والخروج أيضاٍ‮ ‬من أجواء السياسة التي‮ ‬طغت على كل شيء‮.‬
من جانبها قالت الفنانة أمل كعدل‮: ‬إن هذا المهرجان حدث جميل وهام في‮ ‬اليمن كوننا نعاني‮ ‬من ندرة مثل هذه المهرجانات والملتقيات الجماهيرية المتنوعة وفعلاٍ‮ ‬هذا المهرجان‮ ‬يعمل على دعم وتنشيط السياحة في‮ ‬اليمن من خلال الفعاليات والأنشطة التي‮ ‬عكسها خلال أيام إقامته والفنان‮ ‬يجب أن‮ ‬يقوم بدوره في‮ ‬دعم مثل هذه القضايا التي‮ ‬تعود بالنفع على المجتمع والبلد بأكمله فالفنان هو كل شيء ولكن‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تْعطى للفنان الأهمية لكي‮ ‬يلعب مثل هذا الدور‮.‬
وتقول الأخت فاطمة الحريبي‮ ‬المدير التنفيذي‮ ‬لمجلس الترويج السياحي‮: ‬إن المهرجان أقيم هذا العام بعد توقف لعامين متتاليين بسبب الأحداث وكانت إقامته تجربة لقياس مدى تقبل الناس لهذا المهرجان ولكن المفاجأة‮ ‬غير المتوقعة هو النجاح الكبير والإقبال الجماهيري‮ ‬الذي‮ ‬اكتظت به كل مخيمات ومناشط المهرجان دون استثناء‮.‬
مؤكداٍ‮ ‬أن العام القادم سيكون المهرجان أكثر شمولا لمحافظات‮ ‬يمنية أيضاٍ‮ ‬توسعاٍ‮ ‬بالفعاليات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى أن المهرجان سينظم لشهر كامل بعد هذا النجاح الكبير لهذا العام‮.‬
تكريم الفائزين في‮ ‬المسابقات الحرفية والفنية
في‮ ‬ختام المهرجان تم تكريم أصحاب المراكز الثلاثة في‮ ‬مسابقة الحرف اليدوية حيث حصل على المركز الأول وجائزة‮ ‬300‮ ‬ألف ريال الأخ‮ ‬يوسف أحمد زيد‮ ‬يوسف والمركز الثاني‮ ‬وجائزة‮ ‬250‮ ‬ألف ريال مناصفة بين الأخ محمد المساوي‮ ‬والاخت فاطمة محمد‮ ‬بينما كان المركز الثالث وجائزة‮ ‬150‮ ‬ألف ريال مناصفة بين الأخ وليد أحمد الصارم والأخت عاتقة العمراني‮.‬
وفي‮ ‬مسابقة أجمل لوحة تشكيلية سياحية حصل على المركز الأول وجائزة‮ ‬200‮ ‬ألف ريال الفنان زياد العنسي‮ ‬بينما كان المركز الثاني‮ ‬وجائزة‮ ‬150‮ ‬ألف ريال مناصفة بين الفنانين ردفان المحمدي‮ ‬وهشام العلفي‮.‬
فيما حصل الفنان علي‮ ‬المربادي‮ ‬على المركز الثالث وجائزة‮ ‬100‮ ‬ألف ريال‮ ‬وفي‮ ‬مسابقة أجمل لقطة تصوير سياحية حصلت المصورة أميرة الشريف على المركز الأول وجائزة‮ ‬150‮ ‬ألف ريال وحصل فضل العمري‮ ‬على المركز الثاني‮ ‬وجائزة‮ ‬100‮ ‬ألف ريال بينما حصل الأخ نبيل المتوكل على المركز الثالث وجائزة‮ ‬50‮ ‬ألف ريال‮.‬
وفي‮ ‬ختام المهرجان قدم الأخ مطهر تقي‮ ‬وكيل وزارة السياحة تقريراٍ‮ ‬مفصلاٍ‮ ‬عن المهرجان أكد فيه أن عدد المشاركين فيه‮ ‬1600‮ ‬مشارك ومشاركة انخرطوا جميعهم في‮ ‬12‮ ‬لجنة‮ ‬كما شارك في‮ ‬المهرجان قرابة‮ ‬300‮ ‬ضابط وجندي‮ ‬لحفظ الأمن في‮ ‬المهرجان‮ ‬بينما بلغ‮ ‬عدد المشاركات الرئيسية في‮ ‬المهرجان صباحا ومساءٍ‮ ‬86‮ ‬مشاركة‮.‬

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا