علي العصري

 

عبدالسلام فارع

أياً كانت الكتابات شاملة وعميقة عن بعض الرواد من نجوم الزمن الجميل، فإنها في كثير من الأحايين لم ترتق إلى مستوى عطاءاتهم ومجهوداتهم وإبداعاتهم الخالدة كما هو الحال بالنسبة لنجم هذه الإطلالة من رياضة الثورة الذي أعطى كل الجهد والعرق وكل الخبرات المتراكمة للرياضة اليمنية كافة ولناديه وحدة صنعاء.. إنه النجم الكبير والعملاق علي حمود العصري الذي ذاع صيته مبكراً وملأت شهرته كل الآفاق منذ البدايات الأولى التي برز فيها كمدافع لا يشق له غبار في صفوف الزعيم الصنعاني الوحدة يوم أن كانت التشكيلة الوحداوية لكرة القدم تبعث الرعب والقلق في نفوس معظم الفرق المنافسة في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم وهي الفترة التي برز فيها العصري العملاق كواحد من أبرز النجوم يوم أن ثبت قدميه ضمن كوكبة متألقة من أبرز النجوم كبديل ناجح لنجم الوحدة المنتخبات الوطنية والعسكرية العميد محمد حسين المقش ويوم أن كان الجميع يشير بالبنان لإبداعاته ومهاراته مع باقي زملائه الأشاوس في خط الدفاع والوسط والهجوم مثل الأخوين يحيى ومحمد مقبل – عبدالرحمن إسحاق – علي العصري – علي الأشول – عبدالله الروضي – محمد مطهر – نصر الجرادي – أحمد العذري – والحارس يحيى القدمي.
ونجمنا الكبير علي العصري الذي ما زلت أتذكر له عديد المباريات التي خاضها مع ناديه الوحدة بكل براعة واقتدار، ومنها على سبيل المثال تلك المباراة التي جمعت فريقه الوحدة مع صقر تعز في نهائي أول بطولة لكأس الجمهورية عام 78م على ملعب نادي أهلي تعز الترابي بمنطقة الحوبان.
يومها خاض الصقور ذلكم اللقاء بتشكيلة خالصة من أبرز نجوم الشطر الجنوبي مثل الراحل عبدالله الهرر وعلي بن علي وآخرين، ليثبت الوحدة يومها أنه فريق بطولات وأن عناصر الفريق بتناغمهم الملحوظ قادرون ليس فقط على مجاراة الفرق الكبيرة بل وإحراجها كما حدث في تلك المواجهة التاريخية التي حسموها بهدف يتيم.. ولم تتوقف نجومية العصري عند ملاعبنا المستطيلة حينما كان واحداً من أفضل الأظهرة على مستوى أندية الجمهورية كافة بل تواصلت تلك النجومية من خلال بروزه المتألق في الجانب الإعلامي الذي اقتحمه بنجاح وولج إلى أعماقه بكفاءة وعشق كبيرين حيث تألق منذ الوهلة الأولى في إعداد وتقديم البرامج الرياضية على الشاشة الفضية ولم يقتصر ذلكم التألق المبهر لنجمنا العملاق علي العصري على برنامجه الرياضي فقط والتعليق على المباريات الرياضية عبر التلفاز بل امتد إلى الجانب الأخباري ليؤكد للجميع كقارئ جميل لنشرات الأخبار أنه قادر على التجديد والتحديث كنجم إعلامي كبير وشامل، وفي هذا السياق وعرفانا بقدراته الهائلة والمبهرة حظي العصري باهتمام من قيادة التلفزة اليمنية ممثلة بالإعلامي الراحل والكبير علي إسحاق الذي طالما أشاد بقدرات العصري الإعلامية واصفاُ إياه بأنه واحد من النبلاء في طاقمه الإعلامي.. أما أهم محطات الذروة الإعلامية لنجمنا الأسطوري علي العصري فقد تمثلت في مشاركاته الإعلامية في أكثر من دورة أولمبية برزت قدراته خلالها كمعلق رياضي شامل وفي مختلف الألعاب الأولمبية، ليؤكد قدراته كسفير ناجح للتلفاز اليمني والإعلام اليمني بشكل عام.
وبعد كل هذه العطاءات الخالدة لنجمنا المبدع علي العصري ها هو الرجل يعيش وحيداً في محنته المرضية بعد أن داهمه المرض وعطل شرايين قلبه الكبير، فهل آن الأوان لأن يلتف الجميع حول العصري النجم والإنسان أم سيتركه الجميع يجابه ظروفه المرضية وحيداً .. أعتقد أن الدنيا ما زالت بخير وأن هناك كثيرين سيبادرون للوقوف بجانب العصري وفي المقدمة الهائل شوقي أحمد هائل.
هوامش:
* كنت أتمنى أن تضم جمعية نجوم المنتخبات الوطنية برئاسة النجم جمال حمدي بعض الأسماء من العيار الثقيل مثل: جميل سيف – دعالة – أبو بكر الماس – شرف محفوظ – عبدالعزيز القاضي – محمد بشير – الجهمي – العذري – جلاعم.
* سيظل طارق الحالمي وعمار مهيوب العديني وأنور الشميري من الأعمدة الداعمة لرياضة تعز، وسيظل ثلاثتهم في حدقات العيون.
* أثبت الفائز بن حيد ومجموعته الرياضية العالمية أنهم عمالقة في التوثيق والمواكبة لكل البطولات الرياضية على مستوى المعمورة فهل سيتعلم البعض من مهنيتهم أم سيظلون أطفالاً؟!
* بإنجازه القاري غير المسبوق وضع العنابي القطري أولى الخطوات على طريق التميز العالمي المنتظر.. مبارك لقطر والرياضة العربية بطولة أمم آسيا.

قد يعجبك ايضا