الراقص على الجماجم

 

عبدالله الاحمدي
من السهل على أي شرير ممارسة الكذب والتدليس على الناس بعض الوقت. ومن الصعب أن يستمر في ذلك كل الوقت. البهلوان البشير يقول ان الذين يقتلون المتظاهرين هم ناس من داخل المسيرات. (شر البلية ما يضحك) البهلوان البشير يجيد بعض حركات التمثيل، لكن في العموم يبدو ممثلا فاشلا طوال ثلاثين عاما.
المؤمن لا يكون كاذبا يا البهلوان البشير.
أنت وجنودك من يقتلون الشعب السوداني. وأنت أكبر عدو لهذا الشعب، وأكبر سارق لثرواته.
هناك صفات كثيرة تجمع عسكر الفساد والإجرام في المنطقة العربية.
كان عفاش يصف نفسه بالراقص على رؤوس الثعابين، لكن الثعابين بالأخير أودت به الى جهنم.
ومثله يبدو الإخوانجي عمر البشير الراقص على جماجم ابناء الشعب السوداني. هذه الجماجم التي ستتحول الى مارد ثوري سيلتهم البشير وعصاباته والأيام بيننا.
البشير يجيد الرقص والتهريج، وعلامة ذلك العصا التي يلوح بها في كل اتجاه، لكن العبرة في النهاية يا زول.
في العام 2017 م تسلم الزول البشير ملياري دولار من السعودية والإمارات مقابل بيع جنود من الجيش السوداني وتجنيد مرتزقة جنجويد للقتال مع السعودية لحماية حدودها، وللقتال مع الامارات في اليمن لقتل الشعب اليمني المسالم والوفي مع السودان.
هذا المليارات كان على الفاسد البشير أن يحل بها مشكلة الاقتصاد السوداني، لكن فساد البشير وجماعته يلتهم كل شيء.
أذكر أن أحد النواب في مجلس النواب اليمني صرخ ذات يوم قائلا: والله لو تحولت الجبال الى ذهب والبحار الى نفط لن تروا خيرا مع الفساد. وهذا ينطبق على كل فساد في العالم، وبالذات في العالم الثالث.
البشير وعسكره وعصاباته الاخوانجية لازالوا يتعاملون مع انتفاضة الشعب السوداني بالقمع والرصاص، ويتخبطون في اتهاماتهم للآخرين، وآخر اتهام وجهته الى الحزب الشيوعي السوداني، واليسار السوداني حددوا 28 شخصية في الداخل والخارج تحرض الناس على الانتفاضة.
امين عام الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب قال: الازمة في السودان شاملة، ولن تحل الا برحيل النظام.
حكام الاستبداد اعجبتهم صناديق التزوير، فكلما قال لهم الشعب ارحلوا قالوا عبر الصناديق.
هكذا كان عفاش يخاطب الشعب الثائر، وها هو بشير الفساد في السودان يردد ما كان يقوله عفاش. ألا ترون أن للاستبداد لغة واحدة؟!
نعم لقد أجادوا تزوير إرادة الشعوب عبر صناديق الانتخابات بواسطة العسكر والمخبرين والعوام من النساء والرجال وعبر ديمقراطية شكلية، وذر للرماد في العيون.
هل رأيتم حاكما في العالم بقي في السلطة أكثر من 30 عاما ويدعي انه يحكم عبر الصندوق؟!
بمرور يوم الاربعاء الموافق23 يناير تكون الانتفاضة قد تجاوزت أكثر من الشهر، انتفاضة الشعب السوداني مستمرة يوميا، ليلا ونهارا دون كلل، رغم القتل والاعتقالات والتنكيل، خلاص ما في انقلابات عسكرية ولا فتاوى من متطرفي الجبهة القومية الاسلامية التي كان ثمن دعوتها لتطبيق الشريعة انفصال الجنوب. انتهى اللعب ايها البهلوان. الشهداء قاموا من مراقدهم؛ من هاشم العطاء، الى الشفيع، الى المحجوب، إلى الشيخ محمد محمود طه الذي ذهب ضحية فتاوى الترابي وعسكر الاخوان.
بالتأكيد الثورة مستمرة ومنتصرة. تدرون لماذا؟ لأن جماعات الاسلام السياسي يغيبون عنها، فهم سبب انتكاسة كل الثورات في المنطقة لإفقادهم المصداقية ولانعدام ثوريتهم، فهم قوى رجعية ظلامية، تمثل قوى التخلف الاجتماعي من اقطاع، وبرجوازية طفيلية. وفاقد الشيء لا يعطيه.
مصير البشير لن يختلف عن مصير من سبقوه من العسكر، كالقذافي وعفاش، او زين العابدين بن علي، فهو إما أن يفر الى مزبلة بني سعود، او يقتل في مرحاض.
المخرج الوحيد للمجرم البشير هو الرحيل عن السلطة، وقد نصحته صحيفة الواشنطن بوست بذلك، فالرجل مثقل بالجرائم ضد الانسانية ومطلوب امام المحاكم الدولية، كما هو مثقل بالفساد، ونهب المال العام وتجويع الشعب السوداني الذي يعتبر سلة غذاء افريقيا والعالم العربي.
وسلام وحرية وعدالة.

قد يعجبك ايضا