الثورة/خاص
خلف العدوان السعودي على اليمن من خلال استهداف طائراته المدن والأحياء السكنية آلاف الضحايا من الأطفال حيث أزهقت الصواريخ أرواح الكثير والتي بدت مضرجة بالدماء على شاشات التلفزيون ووسائل الاتصال الاجتماعي في دليل واضح على وحشيته وهمجيته في إزهاق أرواح الصغار والكبار.
ولم تعد مخاطر وآثار العدوان السعودي تقتصر على الاستهداف المباشر للأطفال وإزهاق أرواحهم وإنما أصبح خطر هذا العدوان يتهدد حياة الملايين من أطفال اليمن سواء من خلال انتشار الأمراض والأوبئة وخاصة مرض الكوليرا الذي انتشر مؤخرا على نطاق واسع في اكثر من محافظة يمنية وتعالت الأصوات والتحذيرات المحلية والدولية من خطر هذا الوباء المتفشي جراء القصف الجوي والحصار المفروض على البلاد وتهديده لحياة ملايين اليمنيين وخاصة الأطفال .
تقارير
قالت وزارة الصحة العامة والسكان إن عام 2018م كان كارثيا بالنسبة للطفولة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار.
حيث سجلت وزارة الصحة خلال العام الماضي، إصابة 203 آلاف و297 طفلا بمرض الملاريا تحتل محافظة الحديدة المرتبة الأولى تليها محافظتي حجة وتعز .. مبينة وفاة طفل كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية أو أمراض أخرى “حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في سبتمبر2018م.
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة أن حوالي ألفاً و203 أطفال أصيبوا بالحمى المالطية، تأتي ذمار ثم العاصمة على قائمة المحافظات الأكثر إصابات، فيما أصيب 981 طفلا بداء الكلب، سجلت ذمار ثم إب على رأس القائمة مع شحة كبيرة في الأدوية الخاصة بهذا المرض .
وأشار التقرير إلى إصابة ألف و133 طفلا بمرض الليشمانيا، تتصدر ذمار ثم الجوف القائمة، وإصابة ألفين و173 طفلا بمرض البلهارسيا تحتل حجة وصعدة قائمة الإصابات بهذا المرض .. لافتا إلى إصابة 330 طفلا بمرض السل الرئوي ثلث الإصابات في عدن.
وأكد التقرير انتشار مرض الجدري من جديد خلال 2018 بأكثر مما كان عليه، تم تسجيل 12 ألفاً و194 طفلا مصابا بهذا المرض، كانت العاصمة ومحافظة صنعاء أكثر المناطق موبوءة بهذا المرض .. مبينا إصابة 12 ألفاً و995 طفلا بمرض النكاف “التهاب الغدة النكفية”، تأتي تعز ثم صعدة والعاصمة على قائمة الأعداد.
كما سجلت وزارة الصحة عام 2018م ثلاثة آلاف و813 حالة إصابة بحمى الضنك، تأتي الحديدة ثم تعز وأبين ضمن أعلى نسبة مرضية بهذا الوباء وإصابة ألف و 847 حالة بالتهابات السحايا، تشكل تعز وأمانة العاصمة أكثر حالات الإصابات.
وكشف التقرير عن إصابة 657 ألف و802 حالات بإسهالات وأمراض متعلقة بالكوليرا خلال العام المنصرم، حيث أصيب 114 ألفاً و288 حالة أدت إلى وفاة 145 طفلا .
ولفت التقرير إلى ظهور 102 حالات كزاز وليدي و509 حالات إلتهاب كبد وبائي b & c , وستة آلاف و940 إلتهاب كبد وبائي نوع a&e، والفان و 147 حالة إصابة بالسعال الديكي ، و15 ألفاً 911 إصابة بالحصبة.
ووفقا للتقرير أصيب 14 ألفاً 691 بالتيفوئيد و45 ألفاً و650 بالأنفلونزا و958 ألفاً و846 أمراضاً متعلقة بالجهاز التنفسي العلوي و437 ألفاً و100 بأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي السفلي.
وبين التقرير إصابة 511 طفلاً دون الخامسة بالدفتيريا توفي منهم 55 طفلا تحتل إب وأمانة العاصمة قائمة هذا المرض .
كما كشف التقرير عن إصابة مليونين و400 طفل مادون الخامسة بمرض أو عدة أمراض معدية خلال عام 2018م يضاف إليهم نفس الرقم إحصائية تراكمية لسوء التغذية لنفس الفئة والذي يبلغ عددهم باليمن حوالي ستة ملايين طفل وطفلة بما يوازي 60 بالمائة من هذه الفئة تحت خطر الأمراض المعدية والسارية وسوء التغذية تسبب بها العدوان والحصار.
معاناة وسوء تغذية
من جانبها قالت وزارة حقوق الإنسان أن أكثر من 10300 من النساء والأطفال مابين قتيل وجريح نتيجة غارات التحالف منذ بدء العدوان وحتى الآن.
وقال بيان صادر عن الوزارة إن 247 ألف طفل لقوا مصرعهم، من إجمالي 2.5 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية نتيجة الحصار .
وتابع البيان أن ما يزيد عن 1200 شخص فارقوا الحياة بسبب الفشل الكلوي نتيجة الحصار، بالإضافة إلى 6 آلاف يعانون من انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية لإجراء عملية الغسيل الكلوي.
وأوضحت الوزارة أن إجمالي الأسر النازحة بفعل العدوان والحصار طوال 3 أعوام حوالي 565 ألف أسرة، حيث أن تعداد بعض الأسر يتراوح بين 10-15 فرداً، أي ما يقارب 3.400.000 نازح من مختلف المحافظات.
الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان على الأطفال لم تقف عند حد الفتك الجماعي بهم وبأمهاتهم وعائلاتهم بل امتد ليحرم الملايين منهم من التعليم وتلقي الأدوية والرعاية الصحية اللازمة والتي انعدمت وأصبحت في أدنى مستوياتها بسبب العدوان والحصار الجائر.
ويقول الأطباء المختصون إن ولادة الكثير من النساء الحوامل لأطفال مشوهين إنما يعود لاستنشاقهن الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي ومختلف المتفجرات والأسلحة المحرمة دوليا التي أثبتت منظمات دولية استخدامها من قبل الطيران السعودي في قصف المدن والمناطق السكنية في اليمن.
كما أن الآثار الناجمة عن العدوان تأخذ أشكالاً متعددة ودرجات مختلفة من الشدة وبحسب أخصائيين فإن تلك الآثار تبدأ من الإحساس بالإحباط والقلق إلى الاكتئاب وأشكال أخرى من الأعصاب وقد يصاب بعض الأشخاص بخلل في الوظائف العقلية كالذاكرة أو ضعف التركيز أو الإدراك.
وغير ذلك من الآثار التي يسعى العدوان بتعمده استهداف الأطفال اليمنيين كما يقول سياسيون وأكاديميون من أجل خلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة البلد السياسية والاجتماعية
ويشير أخصائيو الطب النفسي إلى أن هذه الآثار قد تتحول إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
مخاطر
ومع تواصل العدوان السعودي الذي أصبح يتعمد استهداف المناطق المدنية والمنازل السكنية ملحقا المزيد من أطفال اليمن إلى سجل الضحايا، فإن «مستقبل الطفولة بات محفوفا بالأخطار» بحسب وصف منظمة رعاية الطفولة الأممية “يونيسف» فجرائم العدوان الكارثي للأطفال في اليمن لا تجد أي تفاعل أو اهتمام من قيادة العدوان ولأن تلك المنظمات لا تحمله مسؤولية ما يجري بصورة صريحة ومباشرة فإنه يستغل ذلك للإيغال في جرائمه بحق أطفال اليمن .
ويقول مسؤولون دوليون بأن الأساليب الوحشية التي اتبعها التحالف في حربه على اليمن أدت إلى مقتل المئات من الأطفال الذين كانوا في المدارس أو في الشوارع أو في البيوت كما تسببت تلك الغارات الوحشية في حالات لا تحصى من قتل الأطفال وتشويههم.