الاخصائية التربوية / إلهام الكميم
ابنتي أصبحت أكبر وهي تمر بفترة المراهقة وفي الوقت الحالي ترفض الاستماع إلى توجيهاتي ونصائحي بحجة انها أصبحت أكبر وهي تعرف مصلحتها اكثر من غيرها فكيف اتعامل مع ذلك … ؟
هذه البنت ليست بطفلة، وليس من الصواب أن نأمرها ونزجرها، ولكن علينا أن نحاورها ونناقشها، ولا شك أن هذا الشعور طبيعي في هذه المرحلة التي يعلن فيها الأبناء خروجهم عن الطفولة بضعفها وجهلها وتعليماتها الكثيرة وقيودها الشديدة.
وأرجو أن نتخذ لأبنائنا أصدقاء في هذه المرحلة، ونحاورهم ونشاروهم على الأقل في الأمور الخاصة بهم والخاصة بإخوانهم الصغار، واحتياجات المنزل، ونفتح لهم أبواب المستقبل، ونلاطفهم، ونمنحهم الثقة مع شيء من الحذر، ونترك لهم المجال للإبداع والتعبير عن أنفسهم.
ولست أدري لماذا لا نستغل هذه المواقف؟ فنقول لها: ما هو رأيك في أن نتعاون في ترتيب المنزل؟ وما هي الوظيفة التي تناسب الفتاة ؟ ثم نثني على إجابتها إجمالاً، وبعد فترةٍ نُبدي الملاحظات السلبية على رأيها إن وجدت، ونقول لها: كلامك جميل أعجبني فيه كذا وكذا، ولكن أليس من الأفضل كذا وكذا، وماذا يضير لو قلت: هيا نرتب الغرفة بدلاً من رتبي غرفتك؟
وأرجو أن تطمئن هذه الأم، فإن هذه البنت سوف تعود إلى رشدها وصوابها؛ لأن أساسها كان طيباً، وأرجو أن تعينها على البر بفهم نفسيتها والإلمام بطبيعة مرحلتها العمرية، والاقتراب منها، والاهتمام بها، والثناء على جوانب تميزها، وتقديرنا للمؤثرات الخارجية عليها، فإن البلاد الغربية والأفكار الجاهلية تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة عواطف وأزمات، وهذا الفهم يشكل نفسية المراهقين فيندفعون إلى المخالفات والمغالطات.
فليست المراهقة بعواطفها الحادة مرحلة حتمية، وليس صحيحاً أنها تؤدي إلى تعطيل الطاقات وتدمير القيم الثابتة، ولكن الصواب أن توجه تلك الطاقات للمصلحة، وبذلك تصبح المراهقة مرحلة سوية وعادية في حياة الشباب، وكما قالت الباحثة الغربية مارغيب ميد: (في المجتمعات البدائية تختفي مرحلة المراهقة وينتقل الشاب من الطفولة إلى الرشد مباشرةً ولا شك أن الآثار السالبة لفترة المراهقة على صلة وثيقة بتقلبات الحضارة المادية).