غريفيت وكاميرت جعجعة بلا طحين
عبدالفتاح علي البنوس
وصل غريفيت ، غادر غريفيت ، تماما كما درسنا في الصف الأول ، دخل أحمد ، خرج أحمد وهكذا دواليك ، يأتي المبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيت على متن الطائرة الأممية التي تحط رحالها في مطار صنعاء الدولي الذي يقع تحت الحظر السعودي الإماراتي وتحالفهم اليهودي الأمريكي وسط عجز وفشل ذريعين للمبعوث الأممي والأمم المتحدة في رفع الحظر المفروض عليه ، لا لأن السعودية والإمارات ودول التحالف ( رقبة عاصية) لا تستطيع الأمم المتحدة فرض قراراتها عليها ولا إلزامها برفع الحظر ، ولكن لأن أمريكا التي هي ولي أمر الأمم المتحدة من تقف وراء هذا الحظر ، وهي من ترفض فكه ورفعه وإنهاء معاناة مئات الآلاف من اليمنيين الذين يحتاجون للعلاج في الخارج والعالقين في دول المهجر والذين تقطعت بهم السبل من التجار ورجال المال والأعمال .
وصل غريفيت مطار صنعاء تزامنا مع الحملة الواسعة على تويتر المطالبة برفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي والذي كان أحد ملفات مشاورات ستوكهولم السويدية ، ورغم أهميته وارتباطه الوثيق بالملف الإنساني وموافقة الوفد الوطني على إخضاع الرحلات التي تقلع منه للتفتيش في مطار القاهرة أو في مطار الملكة علياء بالأردن رغم أنهما من دول العدوان ، إلا أن وفد الرياض ونزولا عن رغبة أسيادهم من السعوديين والإماراتيين رفضوا ذلك واشترطوا لرفع الحظر عن مطار صنعاء إخضاع الرحلات التي تقلع منه للتفتيش في مطار عدن الذي يخضع لسيطرة قوى الاحتلال الإماراتي ، المطار الذي لا سلطة لهم عليه ، ولا يستطيع أحد أفراد هذا الوفد الهبوط فيه ،ولا يمتلك أي وزير أو مسؤول في حكومة الفنادق أن يأمن على نفسه بالسفر عبره ، المطار الذي لا تستطيع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية المبيت فيه إلا بموافقة الحاكم الإماراتي في عدن الذي تسيطر مليشياته على المطار .
وصل غريفيت وقبله بأسابيع وصل كاميرت رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على حركة الملاحة بموانئ الحديدة وإعادة انتشار المسلحين والذي يقف متفرجا على مماطلة مرتزقة العدوان في تنفيذ خطة الإنسحاب المتفق عليها في السويد بعد أن سلم أبطال الجيش واللجان الشعبية موانئ الحديدة لقوات خفر السواحل اليمنية تنفيذا لذات الاتفاق، ولا نعلم ما الذي ستضيفه زيارة غريفيت لملف الأزمة اليمنية ؟! وما الذي ستحققه ميدانيا من مخرجات مشاورات ستوكهولم التي ما تزال تراوح مكانها بسبب رعونة وتلكؤ ومماطلة مرتزقة العدوان واستمرار خروقاتهم اليومية التي لم تتوقف منذ زيارة غريفيت للحديدة وحتى اليوم ؟!!
بالمختصر المفيد، لا نريد أن يغدو ويروح غريفيت من وإلى العاصمة صنعاء ومطارها ما يزال تحت الحظر ، صحيح أننا نسمع جعجعة زياراته المتكررة ولكننا لا نرى طحينا لها ولا أثراً في الميدان ، نريد إثبات حسن النية والجدية من قبل غريفيت والأمم المتحدة في حل الأزمة اليمنية وإحلال السلام في اليمن برفع الحظر عن مطار صنعاء كخطوة أولية لإثبات صدق النوايا ، ومن ثم الشروع في تنفيذ مخرجات مشاورات السويد على أرض الواقع ، وإلزام مرتزقة العدوان وأسيادهم بإيقاف إطلاق النار والشروع في تنفيذ التفاهمات التي خرجت بها مشاورات السويد ، دون الحاجة للمماطلة والتسويف واللف والدوران والتحايل ومحاولة تفسير مخرجات السويد بحسب رغباتهم وأهوائهم وبما يخدم مصالحهم ويعزز من نفوذهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .