> نجل الناشط الحقوقي البحريني نبيل أحمد رجب لـ “الثورة”
> تم وضع والدي قرابة 10 أشهر في سجن انفرادي حتى ساءت صحته وتدهورت كثيرا
> يسمح لنا بزيارته مرتين في الشهر والزيارة الواحدة لا تتجاوز 30 دقيقة
حوار/ مجدي عقبة
نبيل أحمد رجب ناشط حقوقي بحريني تحدى كل قيود الاضطهاد وأساليب القمع وكان الصوت البحريني الصادع النابع من عمق الانسانية دفاعا عن مظلومية اليمن ورفضا للحرب التي يتعرض لها اليمنيون.
يرأس مركز البحرين لحقوق الإنسان المحظور وعضو المجلس الاستشاري لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنطمة هيومن رايتس ووتش كما يشغل منصب نائب الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وهو رئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان، اعتقلته السلطات البحرينية في 2016م لانحيازة مع مظلومية اليمن، ووقوفه مع اليمنيين، واعلان موقفه الرافض لشن حرب على بلد العرب والعروبة وحكمت عليه المحكمة في نفس العام بخمس سنوات سجن ولا يزال خلف القضبان حتى يومنا هذا.
«الثورة» كسرت حاجز الحدود و أجرت لقاء مع نجله ( آدم أحمد رجب ) الذي كشف عن تفاصيل عدة عن حياة والده وانهيار صحته وغيرها من التفاصيل .. نتابع :
– بداية حدثنا عن الوضع الصحي للأستاذ أحمد رجب وهل مسموح لكم بزيارته؟!
-الاسرة تزور الوالد مرتين في الشهر وفي كل زيارة يسمح لهم بقرابه العشرين الى ثلاثين دقيقة فقط.
وضعه الصحي سيئ خصوصا وانه في بداية اعتقاله مكث في سجن انفرادي قرابة عشرة أشهر حتى ساء وضعه وتدهور بشكل كبير حتى انه نقل الى الطوارئ ونقل الى غرفة الانعاش بسبب الضيق في تنفسه وشعوره بالكتمة بعد ان ظل طوال تلك المدة في زنزانته الضيقة وحيدا دون ان يتحدث مع احد وبدون حركة وبدون ان يمارس الرياضة ويعاني ايضا من آلام في الظهر بسبب كثرة الجلوس وعدم الحركة ..الآن اخرج من سجنه الانفرادي بعد ضغط من الامم المتحدة و بعد ان تم نقله للمستشفى وضع في سجن بعيد عن جميع السجناء السياسيين البحرينيين وضع في سجن مع تسعة أغلبهم لا يتحدثون العربية وأغلبهم من المثليين والمتحولين جنسيا من تاليند وغير تايلد وأغلبهم لا يتحدث العربية والدي رجل محترم وله مكانته في البلد في البحرين والعالم وبهذه الطريقة المهينة يتم معاملته ولا يوجد هناك طريقة للتواصل معهم لأنهم لا يتحدثون نفس اللغة حتى ان طول الزنزانة ? أمتار في ? أمتار ولا يستطيع أحدهم ان يتحرك فيها لدرجة انه اذا اراد الذهاب للحمام يجب أن يقف الجميع حتى يستطيع الخروج والحركة كما انه ممنوع من قراءة الكتب ، ورغم هذا والدي يتمتع بمعنويات عالية وهو مؤمن بقضيته وهو دائما مبتسم دائما يقوي من عزمنا ومن معنوياتنا ويخبرنا أنها أزمة وتعدي وانه مستعد مهما كانت النتيجة طالما وهذا هو الدرب الذي اختاره بكل إرادة وبالتالي فهو ليس نادما ولا يمكن يتعب او يخاف مهما كانت النتائج
– ماهي التهم التي وجهت له والأدلة التي أستندت عليها المحكمة في حكمها الصادر ضده؟!
-بداية سأرسل لك بعض اوراق من ملف اتهامه وهي مجموعة تغريدات طبعا حكموا عليه بالسجن خمس سنوات
اولا نشر إشاعات والإضرار بالعمليات الحربية في اليمن هذه تهمه وهذا يتعلق بنشره أخبارا وصورا لقتلى مدنيين في اليمن
ثانيا إهانة المملكة العربية السعودية إهانة دولة شقيقة
ثالثا إهانة المؤسسات القومية في البحرين.
وبعد إعلان ما يسمى عاصفة الحزم صدر قانون في البحرين بمنع التحدث عن حرب اليمن تحدى والدي هذا القانون وكتب عن الحرب وطالب بوقفها وتم اعتقاله.
– هل مدة السجن التي قضاها محسوبة ضمن العقوبة الاخيرة؟!
-هو مسجون منذ بداية 2016 وقد تم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات في 2016 لكنه كان يقضي حكما اخر بالسجن سنتين في عقوبة اخرى تتعلق بمقابلات تلفزيونية اجراها وانتقد فيها السلطة في البحرين وقد قضى السنتين والان بعد رفض الطعن في الحكم سيبدأ تنفيذ عقوبة السجن خمس سنوات على خلفية تغريداته بخصوص الحرب على اليمن ولن يخرج الاّ بعد انقضاء الخمس سنوات.
– ماهي الخطوات التي تنوون القيام بها بعد صدور حكم غير قابل للطعن من محكمة التمييز والذي قضى بسجن والدك 5 سنوات؟!
الخطوات التي سنقوم بها كعائلته لن نسكت أمام اعتقاله في النهاية هذا والدنا وهو مظلوم والحكم لم يكن حكما عادلا خصوصا وأن والدي لم يرتكب اي جريمة هو طالب بإيقاف الحرب التي ادت الى نتائج كارثية وانتقد مشاركة البحرين في الحرب وقال ان من يملك بدء الحرب لا يملك القدرة على إنهائها وإن ضحايا الحرب هم أطفال ونساء ومدنيون من ابناء الشعب اليمني وقال ايضا إن الحكومات التي لا تمتلك شرعيات لا يمكنها ان تستعيد شرعية في مكان ما وكانت هذه تهمة ضده لأن الحكومات المشاركة في الحرب حكومات غير منتخبة وغير شرعية ولا يمكنها استرداد شرعية في مكان آخر وفاقد الشيء لا يعطيه.
كيف تنظرون إلى الإدانات العالمية والتقارير الحقوقية المنددة باعتقال والدك والمطالبة بالإفراج عنه هل تعتقد أن هذه الإدانات والتقارير قادرة على الضغط على السلطات للإفراج عن والدك ؟!
-نحن نقدر ونثمن هذا الضغط الدولي للأفراج عن الوالد ودعم نشاطه ولكن في النهاية دول الخليج دول غنية وبأمكانها احتواء اي ضغط فهي تمتلك القوة الكافية لإسكات الدول وإسكات الحكومات واذا لم يكن هناك ضغط فعلي من الدول والحكومات الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لن يفرج عن الوالد لأن كل هذه المنظمات الحقوقية لا تمتلك الأدوات الكافية للضغط على السلطات البحرينية هم فقط يصرخون ولكن لا يستطيعون التأثير على قرار الحكومة البحرينة الذي يستطيع التأثير هي الحكومات الغربية وهذه الحكومات طالما وهي مستفيدة من الأموال الخليجية ومن الحرب على اليمن فلا يوجد رغبة لديها أن يكون امثال والدي أحراراً، في النهاية الحكومات الغربية شريكة نوعا ما واذا لم يطالبوا بالإفراج عن والدي لن يتم الافراج عنه ، نحن نعول على دعم الأحرار في كل العالم الناس الشرفاء الذين تهمهم حقوق الناس وتهمهم المبادئ ولا تهمهم الأشياء الأخرى ، بعض المنظمات الغربية لها تأثير وأنا أطالبها بالضغط على الحكومات الغربية لكي تأخذ موقفا اكثر قوة من حكومة البحرين.
– ما هو دور الناشطين السياسيين والحقوقيين البحرينيين هل لهم دور وتأثير في الضغط على الحكومة للإفراج عن والدك؟!
-والدي كان من أشهر نشطاء البحرين وأكثرهم تأثيرا وكان معه علاقات مع المنظمات الخارجية والامم المتحدة نتيجة سفره الدائم وعمله مع المنظمات العالمية والحقوقية وكان له تأثير ليس في البحرين فقط بل وفي العالم وخطابه مسموع في الصحافة الغربية بخلاف كثير من الناشطين البحرينيين الذين لا يستطيعون عمل شيء ولا يملكون اي نوع من القوة رغم أن الكثير من هؤلاء الناشطين يعرفون قضية والدي ولكنهم يخشون على أنفسهم لأن الوضع فيه قمع وتسليط على رقاب الناس اذا تكلمت سيكون مصيرك السجن. لكن على الرغم من القيود نلقى تضامنا واسعا من قبل النشطاء البحرينيين في الداخل وفي المهجر.
– حدثنا عن وضع العائلة وأنشطتها خصوصا وقد دفعتم ثمنا نضاليا باهظاً في سبيل قضايا الحقوق والعدالة هل انتم راضون كاسرة بهذا الثمن وهذا الدور ؟!
-طبعا نحن راضون بما يقوم به والدي ونحن نمشي رافعين رؤوسنا رغم أن الدرب الذي سلكه درب مؤلم في آخر خمس سنوات او ست سنوات والدي دخل السجن خمس مرات وقضى إلى الآن قرابة الخمس سنوات والآن محكوم عليه بالسجن خمس سنوات بسبب نشاطه الحقوقي ومثلما قلت لك هو درب صعب ومؤلم ولكن في نفس الوقت نحن سعداء ونحن مؤمنون بنضال والدنا وهذا الشيء يعطينا قوة للاستمرار، والدي ليس بمجرم وليس بقاتل وليس بسارق إنما رجل يحاول أن يغير يحاول أن يرى بلاده في مكان أفضل يحاول ان يرى بلاده تحترم حقوق الإنسان أن يرى الانسان مصانا ومكرما في بلاده هو يناضل من أجل الإنسان من أجل الأخر وهذا الشيء يرفع راسنا ويشعرنا بالفخر رغم السجن ورغم الاذى ولكنه يرى تقدير الناس من حوله في البحرين وفي العالم الناس أمثالكم في اليمن وغيرها وهذا يعطيه قوة ودافعاً للاستمرار
-هل لديكم أنشطة سياسية وحقوقية ؟!
-نحن ندعم والدنا ولكن ليس لدينا نشاط سياسي وحقوقي واضح كل نشاطنا يتركز في دعم والدنا ودعم قضيته وإخراجه من السجن
– هل لديكم رسالة ترغبون بإيصالها من خلال صحيفة الثورة ؟!
اذا كانت هناك رسالة فهي رسالة حب وتقدير لهذا الشعب الصامد على مدى سنوات رغم المأساة والوضع المحزن الذي يعيشه الشعب اليمني واذا كان هناك رسالة أخرى فهي من أجل السلام في هذا البلد السعيد الذي كان سعيدا وتحية لأبناء هذا البلد الصابر
الشيء الآخر مضحك نوعا ما
هناك اتفاقية تمت في مشاورات السويد بخصوص تبادل أسرى الحرب الذين اشتركوا في الحرب هؤلاء سيطلق سراحهم بموجب اتفاقية السويد بينما والدي الذي كتب احرفاً على الانسانية سيبقى في السجن رغم أنه لم يشترك في الحرب ولم يدع للحرب بل كتب تغريدات مكونه من مائه وعشرين حرفا دعا فيها للسلام وايقاف الحرب ولم يدعم أي طرف من الاطراف المتحاربة
– سؤال أخير، هناك ناشطون يمنيون طالبوا بإدراج اسم والدك ضمن كشوفات الاسرى والمعتقلين بهدف الإفراج عنه باعتباره معتقلاً بسبب تغريدات انتقد فيها الحرب على اليمن، هل تؤيد هذه الفكرة ؟!
-كإبن مشتاق لأبيه سأكون سعيدا اذا رأيت والدي حرا خارج السجن باي طريقة كانت.