خالد عوض موسى
ظن أكابر المجرمين في الداخل والخارج أن أمريكا على كل شيء قدير وأن المسارعة فيها والركون عليها سيحسم المعركة وأن مكرها ودهاءها وسياستها وقراراتها ستكون الأعلى فكانت سنن الله وتدابيره وعنايته وولايته فوق ولاية أمريكا وتدبيره فوق سياستها وساستها وكان المؤمنون الواعون المتحملون لمسؤولياتهم المتوكلون على ربهم المستعينون به هم الأعلون والمنافقون هم الأسفلون والأخسرون وما ظن أكابر مجرمي آل سعود أنهم سيغرقون في الوحل وأن الدم اليمني سيجرفهم إلى مزبلة التاريخ ويعصف بهم { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وقال سبحانه { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} وقال سبحانه { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} هذه هي سنن الله الجارية والمتحركة بحركة الزمان المذلة لطاغون والماحية لكل طغيان فما على المؤمنين بالله إلا أن يكون عند مستوى المسؤولية وأن يستعينوا بالله ويتوكلوا عليه فالعاقبة لهم كما وعد سبحانه قال تعالى { وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وقال جل جلاله وصدق وعده { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}فلا وهن أبدا ولا حزن ولا قلق ولا تنازلات ولا استسلام في قاموس المؤمنين بالله المصدقين بوعوده وأنه خير الماكرين بمن يمكرون ويكيدون بل ثبات حتى النصر أو الشهادة قال الله تعالى (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}وقال أيضا{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. ومن كلام للإمام علي ( عليه السلام ) في ذات السياق يصف أصحاب رسول الله وذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح فقال: وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَأَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَانا وَتَسْلِيما وَمُضِيّا عَلَى اللَّقَمِ وَصَبْرا عَلَى مَضَضِ الْأَلَمِ وَجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالْآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الْإِسْلَامُ مُلْقِيا جِرَانَهُ وَمُتَبَوِّئا أَوْطَانَهُ وَلَعَمْرِي لَوْ كُنَّا نَأْتِي مَا أَتَيْتُمْ مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ وَلَا اخْضَرَّ لِلْإِيمَانِ عُودٌ وَايْمُ اللَّهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دما ولتتبعنها نَدَما.
*ثمرة الصدق مع الله وفاعلية التولي للإمام علي
نفهم من النص العلوي السابق أن الصدق مع الله له علاقة بنصر الله وتأييده للمؤمنين والصدق مع الله يستلزم الثقة به والتوكل عليه والإخلاص له في النية والتحرك وكذلك الصدق مع الله يستلزم منا الصدق في التولي للرسول والإمام علي التولي الحقيقي والصادق الذي تتجلى حقيقته العملية بأن ندور مع الحق حيث دار وأن نقيم العدل كما أقام ونتمثل المثل والقيم قدر جهدنا وطاقتنا وأن نستعين على ذلك (بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد) كما أرشد هو والتولي له من قبل المؤمنين يقتضي أن نزداد إيمانا بالله وتصديقا به وتسليما وانقيادا لحكمة ومضيا على ذات الدرب الذي مضى عليه الإمام علي من قتال للأقربين أو الأبعدين إرضاء لله واستجابة له وأن نقاتل اليوم من قاتلهم الإمام علي بالأمس من الناكثين للعهود والمواثيق والاتفاقيات والتفاهمات والحوارات التي قدم فيها الوفد اليمني الحر الممثل للأحرار الكثير من التنازلات إلى حد الإجحاف كما أكد الرائد الذي لا يكذب أهله السيد القائد عبد الملك يحفظه الله ونقاتل كذلك المارقين من الدين المحسوبين عليه الذين شوهوه وتاجروا به وبغضوه إلى قلوب الناس بممارساتهم الشنيعة وسلوكياتهم المقززة نقاتلهم القتال الحيدري ما داموا على ما هم عليه من تكفير وتفجير وإجرام ووحشية وعدوانية وإفساد في الأرض وقتل للأبرياء نقاتلهم طاعة لله ولرسوله القائل في المارقين وما هم عليه من انحراف وضلال وحول وسقوط(يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ، مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَاتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ) رواه مسلم .وفي رواية المسند لأحمد(يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ، يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ..َيحْقِرُ أَحَدكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» فلنكن على ثقة تامة أن إرادة الله وعون الله ونصر الله لنا ومعنا ما دمنا لله ومع الله متولين له ولرسوله وللمؤمنين التولي العملي لا النظري والكلامي فحسب بمقدار ومستوى صدقنا مع الله وتولينا له ولرسوله وللمؤمنين وفي مقدمتهم الإمام علي سيكون العون الإلهي والتوفيق لنا واللطف في المكر للمؤمنين والمكر الشديد من قبل الله بالمجرمين من دول العدوان وغيرها قال تعالى {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}