عام جديد وشعب مجيد

عبدالفتاح علي البنوس

مضى عام ويأتي اليوم عام ، رويدك أيها البيت الحرام ، هكذا استهل شاعر الثورة وأيقونتها الشعرية المبدع معاذ الجنيد قصيدته التي ألقاها بمرور عام على العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على بلادنا ، وأعتقد جازما بأن شاعرنا الجنيد لم يكن يتوقع أنه سيأتي اليوم الذي تمضي فيه أربعة أعوام دفعة كاملة وندلف في العام الخامس من عمر هذا العدوان الوحشي الإجرامي الذي تجاوز كل الحدود ، وانتهك كافة الأعراف والمواثيق والقرارات والمعاهدات واللوائح الدولية والأممية.
مضى العام 2018م بكل مآسيه ومنغصاته ومكدراته التي أدمت القلوب ، فكان بالنسبة لنا كيمنيين هو عام الحزن ، حيث خسرت اليمن فيه كوكبة من خيرة أبنائها وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ، الذي كان خبر استشهاده فاجعة كل اليمنيين في العام المنصرم الذي كرهناه وشاهدنا فيه من الكوارث والنوازل والمصائب الكثير ، عام مشبع بالمنغصات والآلام والمتاعب والصعاب والنكبات والعراقيل ومدلهمات الأحداث ولم يغادرنا إلا وقد نال منا وأخذ منا رئيسنا الصماد الذي كنا نتطلع معه وتحت قيادته لليوم الذي يتحقق فيه النصر ونبني الدولة المدنية الحديثة ، دولة المؤسسات التي يفاخر بها كل اليمنيين الأحرار من حوف إلى تخوم صعدة.
مضى عام الحزن غير مأسوف عليه ، رغم أنه أخذ من أعمارنا سنة كاملة ، وهذه سنة الحياة فيها الحلو وفيها المر ، ولكن العام 2018م كانت مرارته متفردة على سابقاتها من الأعوام والسنوات ، واليوم ندلف في رحاب عام جديد ، يحدونا الأمل فيه أن يكون عام النصر والتمكيين لوطننا وشعبنا ، عام يغاث فيه الناس ، وتنقشع عنهم فيه سحابة العدوان الغاشم والحصار الجائر ، ويتنفس الشعب اليمني فيه الصعداء ، وتعود لهم الحياة ، ويسود الأمن والاستقرار في عموم ربوعه ، بعد أربع سنوات عجاف ظل الشعب اليمني بجيشه ولجانه صابرا صامدا ثابتا متماسكا مرابطا محتسبا في مواجهة قوى الإجرام والوحشية والتطرف والاستبداد بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا وقرنها اللعين آل سعود ، شعب ظل وما يزال عصيا على المؤامرات والمخططات الشيطانية السلولية التي تهدف إلى احتلال اليمن والسيطرة على ثرواته ومقدراته والعودة به إلى نظام الوصاية والتبعية للسعودية والإمارات والأمريكان.
شعب مجيد عانق المجد والشموخ والعزة بصموده الأسطوري وبطولات أبطال جيشه ولجانه المغاوير التي باتت مضرب المثل في البطولة والشجاعة والإقدام والاستبسال ، شعب يلتف حول قيادته الثورية والسياسية التي ما فتئت تنافح وتدافع وتواجه وتناضل وتقارع قوى العدوان والطاغوت والإجرام التي اجتمعت عليها من أجل إخضاعها وتركيعها لهم وتسليمها بولاية ترامب ونتنياهو والمهفوف محمد بن سلمان والغر محمد بن زايد ، شعب ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والولاء للوطن والتضحية من أجله وفي سبيله ، شعب يأمل بأن يكون العام الجديد 2019م فاتحة خير عليه وعلى الوطن ، ينكسر فيه قرن الشيطان وأذنابه وتسقط عروشهم وتتهاوى ممالكهم وينكس الله راياتهم ويخذلهم فيه ويحيط فيه بمكرهم وإجرامهم ووحشيتهم.
بالمختصر المفيد، 2018كان عام الحزن وقد ولَّى وانقضى ، وحل علينا 2019م والذي نأمل أن يكون عام الفرح والانتصار والأمن والاستقرار والطمأنينة ، عام تنفرج فيه الأزمات ، وتتلاشى المكدرات والمنغصات ، ويعود اليمن كما كان سعيدا موحدا مستقلا مستقرا متحررا بمنأى عن أي تدخلات أو مؤثرات خارجية من هنا وهناك.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا