■ بعد أربع سنوات من الحرب المنسية ..
■ تصاعد الدعوات الغربية، لوقف الحرب ترافق مع “تسونامي ” يعصف بالنظام السعودي
■ محللون : دول الغرب أدركت بعد 4 سنوات انها اخطأت بتورطها في الإخفاقات السعودية
■ واشنطن لم تكتف بإنهاء الحرب والانخراط في مشاورات ،بل رسمت ملامح التسوية ومعالم الحل
■ بريطانيا تتقدم بأكثر من مشروع في مجلس الأمن لإنهاء الصراع الدائر في اليمن
الثورة../
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الحرب العدوانية الظالمة..(الحرب المنسية) التي شنها تحالف العدوان السعودي الإجرامي ، واعلنت من واشنطن .. وحظيت بدعم دولي كبير لأن السعودية استطاعت -بأموالها -تكميم أفواه العالم وشراء الانظمة الدولية المؤثرة التي تغاضت عن حريها الوحشية التي دمرت طوال تلك السنوات كل شيء في اليمن ، وسقط خلالها ولا يزال- عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء غالبيتهم من الاطفال والنساء واستفحلت الامراض في مختلف المحافظات واتسعت رقعة الفقر والجوع وباتت تعم اليمن بأكمله .. ورغم كل ذلك فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه على الأرض ، بل واصبحت السعودية غارقة في المستنقع اليمني .وبدا إن حربها في اليمن اوصلتها إلى نقطة لم تعد الرياض قادرة معها على المضي قدماً. وتريد الانسحاب من المستنقع الذي دخلت فيه.
ولا شك بأن مظلومية الشعب اليمني وتغاضي المجتمع الدولي عما يجري في اليمن جعل النظام السعودي يتمادى في طغيانه وجبروته بفعل السياسات الخاطئة لولي العهد محمد بن سلمان والتي جعلت السعودية تتعرض للكثير من العواصف ولعل منها على سبيل المثال حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت الأمراء ورجال المال والأعمال والناشطين والحقوقيين داخل البلاد .. وهو مازاد من الانتقادات الدولية ضد النظام وسياساته الخاطئة التي احرجت الكثير من الأنظمة الدولية المتواطئة معها في جرائمها ، وصولا الى اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول ، مطلع أكتوبر/ 2018، وهي الحادثة التي هزت العالم ، بما فيها الدول الكبرى التي لم تعد قادرة على السكوت عن الفضائح والجرائم التي يرتكبها النظام السعودي .. فأخذت توجه اللوم والانتقادات للسعودية وتحمل النظام المسؤولية المباشرة في اغتيال خاشقجي ، وتدعو في الوقت نفسه لوقف الحرب في اليمن ، بعد ان ادركت ان العدوان على اليمن طوال اكثر من ثلاث سنوات لم يحقق الاهداف الخفية له ، وإنما خلف دمارا هائلا في كل شيء . ومآس انسانية لم تشهدها دولة في العصر الحديث .
وأظهرت التطورات الجديدة بخصوص الأوضاع في اليمن وخصوصا خلال الربع الأخير من العام 2018م تماهيا واضحا بين المواقف الإقليمية والدولية، خاصة الموقف السعودي، الأمريكي، والغربي الأوروبي. حيث شهد الملف اليمني على المستوى الدولي تطوراً نوعياً لم يسبق أن حدث منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف على الحرب التي تشنها دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وبدعم أمريكي وبريطاني وإسرائيلي .
هذه التطور المتلاحقة والمتسارعة تمثلت في إعلان عدد من أبرز المسؤولين في الدول الغربية الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا مضيهم نحو عمل جاد لوقف الحرب في اليمن ودعوا السعودية والأطراف اليمنية إلى وقف القتال فوراً والاستعداد لمشاورات تتم خلال مدة لا تزيد عن 30 يوماً حسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين.
وترافق تصاعد الدعوات الغربية، لا سيما الأمريكية، لوقف الحرب في اليمن. مع ظروفٍ سياسية صعبة تمر بها السعودية، على إثر قضية مقتل الصحافي، جمال خاشقجي، وما تلقته من اهتمامٍ دولي، يدين في معظم جوانبه العائلة الحاكمة. إلى جانبِ ذلك، فإن إخفاق الرياض بتحقيق هدفها الأبرز من الحرب، على الرغم من قرب دخولها العام الخامس، شكّل عاملًا ضاغطًا على الدول الداعمة لها، لا سيما وأن الانتهاكات الإنسانية جرّاء القصف والحصار، الذي يعيشه اليمنيون منذ قرابة الأربع سنوات .بات من الصعب تجاهلها ، والقفز عليها .
تغير الموقف الأمريكي .. الأبعاد والدلالات
الدعوات الدولية المتسارعة لوقف الحرب في اليمن والتحول لافت في موقف الولايات المتحدة، الداعم الأبرز للسعودية، والتي لم تكتف بالتشديد على إنهاء فوري للأعمال القتالية وانخراط أطراف الصراع في مشاورات خلال 30 يوماً، بل ذهبت الى ما هو أبعد من ذلك، برسمها لملامح التسوية ومعالم الحل …لم تعد مجرد دعوات إسقاط واجب، وانصياع مخادع مؤقت، للإفلات من التقارير الحقوقية الدولية، التي تتحدث عن حجم المأساة الإنسانية المريعة في اليمن، بل أصبحت دعوات تشير الى جديّة أصحابها، بعد قرابة أربعة أعوام، من حرب مدمرة عصفت بالبلاد .
لقد ادركت واشنطن انها اصبحت في موقف صعب ان هي استمرت في التغاضي عما يحدث في اليمن ولم تتخذ موقف يتماشى مع ما يطالب به المجتمع الدولي .وفي الوقت نفسه تريد ان يكون لها يد طولى ليس حبا في اليمن وانما من اجل مصالحها بالدرجة الرئيسية ، سيما بعد ان فقدت كمّاً كبيراً من أوراق الضغط السياسي، والفشل الذريع الذي جنته في سوريا ، وغيرها .. ما أجبرها على استخدام أسلوب تعاطي جديد يتضح منه أنه سيخرج من يد السعودية لصالح الدول الغريية والولايات المتحدة. .
وربطت شبكة “ABC” تغير الموقف الأمريكي تجاه حليفتها الرياض بالضغوط الجديدة من الكونغرس وجماعات حقوقية،
وذهبت شبكة “سي إن إن” إلى أن الولايات المتحدة تحاول استغلال “ضعف” السعودية بسبب مقتل خاشقجي، وذلك من أجل إنهاء الحرب في اليمن، في وقت طالبت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة بقطع صمتها عن “الأعمال الوحشية للسعودية”.
مجلة “إيكونوميست” البريطانية قالت ان دعوة وزير الدفاع والخارجية الأمريكيين جيمس ماتيس ومايك بومبيو إلى هدنة بين أطراف القتال بأن “أمريكا فقدت صبرها في نهاية المطاف” تجاه الحرب في اليمن
واعتبرت التصريحات الأمريكية ربما تكون إشارة إلى الأمل في نهاية الحرب، وإنه حان الوقت للمحادثات، وأن الحرب نفسها أصبحت غير قابلة للدفاع عنها”
وكانت واشنطن لمحت أكثر من مرة إلى ضرورة إنهاء حرب اليمن، لكن هذه المرة جاء موقفها صريحاً بدعوة التحالف الذي تقوده السعودية بوقف ضرباته الجوية، مطالبة بإنهاء الحرب في أجل 30 يوما. هذا التطوّر الجديد الذي أعلنه كل من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو يأتي في فترة الزوبعة الكبيرة التي خلّفها مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، ممّا جعل عدداً من وسائل الإعلام يربط بين الموقف الأمريكي الجديد وبين الضغط الكبير على واشنطن لأجل ردٍ صارم على الإدارة السعودية.
ولعل تغيير ترامب لمضامين تصريحاته أكثر من مرة منذ اغتيال جمال خاشقجي . قد يعود إلى الضغط الكبير الذي تعرّضت له إدارته ، إثر اتهامها بمحاولة التستر على المسؤولين الكبار في قضية خاشقجي، لذلك حاول ترامب إبداء صرامة أكبر في ردوده الأخيرة. وقد يكون الموقف الأمريكي الجديد بخصوص حرب اليمن، واحداً من الإجراءات الممكنة التي جعلت الإدارة الأمريكية تؤمن بأن السلام في اليمن هو الحل الأنسب لوقف الحرب والصراعات
واعتبر محللون أن الموقف الأمريكي الجديد يحاول مسك العصا من الوسط في مسألة النزاع اليمني، وذلك حتى يستجيب ترامب للضغوط الداخلية في قضية خاشقجي. ينسجم الموقف الأمريكي مع دعوات دولية بإنهاء النزاع الذي تسبّب في أسوأ كارثة إنسانية في الشرق الأوسط، بعد التحذيرات المتكررة لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية،مارك لوكوك، من أن اليمن قد يشهد مجاعة كبرى لم يُعرف لها مثيل منذ زمن طويل.
وفي المقابل يذهب محللون آخرون الى أن التصريحات الأمريكية الجديدة التي جاءت بخلفيات إنسانية، بل هي تُجسّد اعتباراتٍ سياسية بالأساس، في تأكيد للسياسة البراغماتية التي ينهجها ترامب في علاقاته مع الخارج، فالأخير يضع المصالح الاقتصادية فوق كل اعتبار .ويذكرون بالصفقات الضخمة للأسلحة التي وقعها ترامب مع الأمير محمد بن سلمان قبل أشهر، والتي وصلت إلى 12,5 مليار دولار، وهي الأسلحة التي يستخدم جزء كبير منها في حرب اليمن، ممّا يطرح تساؤلات حول حقيقة نوايا الإدارة الأمريكية من موقفها الجديد، لا سيما وأن ترامب مقتنع بحاجة السعودية إلى شراء السلاح الأمريكي لأجل ضمان أمنها، على حد قوله .
واذا ماعدنا إلى بيان الخارجية الأمريكية ،بشان وقف الحرب والعودة للمفاوضات فقد بدا أنه اعتراف أمريكي بأن الحرب هي بين اليمن والسعودية عندما قال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو إن المشاورات التي ستكون تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة يجب أن تكون في بلد ثالث”. وهو ما اعتبره مصدر سياسي موال لحكومة “الشرعية” “تجاهل الإشارة إلى حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وشرعيته المعترف بها دولياً وصور الحرب في اليمن وكأنها بين الحوثيين والسعودية فقط”، ولفت المصدر إلى تخوّف “الشرعية” من تجاهل المجتمع الدولي لها من خلال تجاهل التمسك بأن يكون الحل في اليمن بناءً على المرجعيات الثلاث، مشيراً إلى أن “الدول الغربية لم تعد تذكر من قريب ولا من بعيد هذه المرجعيات كأساس للحل في اليمن بما في ذلك واشنطن”.
وفي تأكيد من واشنطن أن ما طرحه ماتيس في المنامة حول التسوية في اليمن بات رؤية تحملها أمريكا للحل، قال بومبيو إن المشاورات “يجب أن تفضي لتدابير بناء الثقة لمعالجة القضايا الأساسية للصراع القائم
ويرى محللون ان إنهاء الحرب على اليمن لا يمكن أن يتم إلّا بواحد من طريقين أساسيين ، الأول هو ممارسة واشنطن لضغوط حقيقية على الرياض حتى تنهي التدخل العسكري، ومن ذلك التهديد بوقف التسليح. وأولى خطواتها أثمرت بإعلان واشنطن وقف تزويد المقاتلات بالوقود الأميركي جواً، في خطوة تسعى معها لتقليل أعداد الضحايا المدنيين، بناء على دعوة المشرعين الامريكيين لوقف الدعم اللوجستي لمقاتلات التحالف. وانعكس ذلك بالفعل على طبيعة العمليات العسكرية، إذ أن المقاتلات الحربية لم تعد تحلّق في سماء اليمن كما في السابق، نظراً لأنها لم تعد قادرة على التزود بالوقود في الجو
أما الطريق الثاني هو انشغال السعودية والإمارات بشأنهما الداخلي، خاصة وأن السعودية تعيش أزمة اقتصادية صامتة زادت الحرب في اليمن من حجمها. ولم يستبعدوا أن يكون الموقف الأمريكي مبنياً على معلومات بأن الحرب في اليمن طالت وتضاعفت تكلفتها ولم يعد مجدياً بالنسبة للأطراف المتورطة فيها الاستمرار.
صفعة مدوية
وفي صفعة قوية ومدوية تلقتها السعودية من حليفتها واشنطن صوّت “مجلس الشيوخ الأمريكي، في 13 ديسمبر الفائت لصالح قرار ينهي المساندة العسكرية الأمريكية للتحالف العربي بقيادة السعودية في حرب اليمن”.
وحصل القرار على 60 صوتا من أعضاء المجلس بينهم 11 صوتا من أعضاء الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يمهد الطريق لنقاش وتصويت على مشاركة الولايات المتحدة في صراع طال أمده وسبب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. وهدد ترامب باستخدام حق النقض (الفيتو).
ويرى مؤيدو القرار أن هذه الخطوة تبعث برسالة مهمة مفادها أن المشرعين غير راضين عن الأزمة الإنسانية في اليمن وغاضبين من غياب رد أمريكي قوي على مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول.
وكان السيناتور الأمريكي الآخر، بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، قال إن المجلس سيصوت على مشروع قرار لفرض عقوبات على السعودية، بسبب حرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأشار كروكر إلى أن التشريع الجديد سيوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، ويفرض عقوبات على أشخاص سعوديين يعوقون وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وتسببوا تعرض المدنيين للقصف العشوائي.
وأشار كذلك السيناتور، بيرني ساندرز، والمرشح الرئاسي السابق قائلاً: “نتوقع أن يتم إجراء عشرات التعديلات على مشروع القانون، الذي سيوقف تورط الولايات المتحدة في الحرب اليمنية، كما سيعاقب السعودية على قتل خاشقجي”. وقال: “مشروع القانون الخاص بحرب اليمن، سيتم تمريره، وسيوجه توبيخا قويا إلى السعودية، أعتقد أننا سنخرج قرار يكون له أسنان فعلية توجع المملكة”.
الموقف الأوروبي
الموقف الأمريكي الأخير تجاه اليمن والداعي إلى إنهاء الحرب والعودة الى السلام قوبل بدعوات أوروبية مماثلة، تشي إلى حدٍّ ما،وفق محللين – بتنسيقٍ غربي شامل، يخفي في طياته محاولاتٍ لإنقاذ الرصيد الاستراتيجي لتلك الدول، في المنطقة، والذي بات مهددًا، بسبب فشل السعودية في الحسم العسكري والسياسي، على الرغم من التغطية السياسية والعسكرية والحقوقية، التي أمنتها الدول الغربية للرياض خلال سنوات الحرب المستمرة. لتعلوا الآن في الدول الغربية، دعوات المنظمات الحقوقية الداعية الى إيقاف الحرب، على تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي ما انفكّ يقول منذ بداية الحرب، إنه «قادر على الحسم خلال أيام».
وبحسب المهتمين والمتابعين للشأن اليمني وللتطورات الاخيرة وضعوا العديد من الاحتمالات للتوجه الغربي – الأمريكي المستجد، والداعي إلى وقف الحرب. لكن في المضمون، فإن تلك الدعوات لا ترتبط بالوضع الإنساني اليمني المتدهور كما هو معلن، والذي ساء بمجرد بدأ الحرب وازداد سوءًا تباعًا تحت أعين الدول ذاتها ودعمها للمتسبّب به، بل إن تلك الدعوات، ترتبط بالمصالح الغربية الخاصة، إذ إن الدول الداعمة للمملكة، أصبحت تنظر إلى الحرب على أنها «تورط في الإخفاقات السعودية»، من دون أي مكاسب تستحق التضحية بالرصيد الأخلاقي المزعوم، فالمنظمات الحقوقية الدولية وما يصدر عنها من تقارير تدين «التحالف»، كان من الممكن غربيًا القفز فوقها أو تمويهها على أقل تقدير، في حال قدّمت الرياض مكاسب سياسية وعسكرية يمكن استغلالها والترويج لها.
وفيما يلي رصد لأبرز المواقف الأوروبية الأخيرة المتعلقة بالملف اليمني..
*بريطانيا التي كانت الحليف والداعم الرئيسي للسعودية في عدوانها إلى جانب الولايات المتحدة دعت لوقف الحرب وطالبت شركاءها في مجلس الأمن الدولي بالتحرك للتوصل إلى حل سياسي للحرب في اليمن.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لدى لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إنه سيضغط من أجل اتخاذ إجراء جديد في مجلس الأمن الدولي، لإنهاء العمليات القتالية في اليمن والتوصل لحل سياسي للحرب الدائرة هناك.مؤكدا أن بلاده “ستستخدم كل نفوذها لتعزيز مثل هذا النهج. و أن الوقت حان لكي يقوم مجلس الأمن بعمل لتعزيز عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
و رحب بالموقف الامريكي الداعي لوقف الحرب وقال :إعلان مُرحّب به للغاية لأننا نعمل من أجل وقف القتال في اليمن لفترة طويلة”.وسبق ذلك إرسال بريطانيا وزير خارجيتها إلى الرياض وأبوظبي لبحث ملف الحرب في اليمن.
*فرنسا اكدت على لسان وزيرة الدفاع فلورانس انه “حان الوقت لتتوقف هذه الحرب وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا، أن يتحسّن الوضع الانساني وأن يتم تسهيل إيصال المساعدات الانسانية”.
وقالت بارلي “نحن نضغط من دون توقف الى جانب الأمم المتحدة، كي يتمّ التوصل إلى حلّ سياسي لأن هذا الوضع العسكري لا مخرج له (…)”، مبدية استنكارها لـ”الأزمة الإنسانية غير المسبوقة” في اليمن.
واضافت إن “هناك تحركاً فرنسياً بالتعاون مع الأمم المتحدة لوقف الحرب في اليمن والتمهيد لحل سياسي نهائي يقود إلى إنهاء الأزمة الإنسانية التي لم نر لها مثيلاً”، مشددة على ضرورة انخراط جميع الأطراف السياسية في اليمن في المفاوضات التي ترتب لها الأمم المتحدة .
وكان وزير خارجية فرنسا وصف الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات في اليمن بأنها “حرب قذرة”.
*روسيا تجدد دعوتها ، إلى وقف “الحرب المجنونة” على اليمن وإلى وقف الحصار الاقتصادي وطرح مبادرة لتحسين الوضع الإنساني.
وقالت الخارجية الروسية : “إن أهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لليمن هو وقف الحرب المجنونة ووقف الحصار”.
وحذرت من تصعيد الكارثة الإنسانية في اليمن
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة جينادي غاتيلوف إن من المهم جداً حالياً تأمين عمل ميناء الحديدة بشكل دائم لضمان وصول المساعدات إلى اليمنيين.
ألمانيا أعلنت هي الأخرى دعوتها لإنهاء معاناة اليمنيين ، وشددت مستشارتها أنجيلا ميركل على ضرورة تحرك العالم لوقف الكارثة الإنسانية في اليمن وحظر تصدير السلاح للسعودية.
* المفوضية الأوروبية جددت دعوتها لإنهاء الحرب في اليمن ووضع حد لمعاناة المدنيين.وأكدت متحدثة باسم المفوضية عن دعم جهود المبعوث الأممي، وقالت: “لقد اتسم موقفنا بالوضوح منذ البداية وعبرنا باستمرار عن دعمنا للمسلسل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، وهذا ما أعربنا عنه في تصريحاتنا وفي خلاصات قمة المجلس الأوروبي”، مذكرة بأن هناك “12 مليون شخص يواجهون مجاعة رهيبة في اليمن والحل الوحيد لإنهاء هذا الوضع هو وقف الحرب والعمل على المسار السياسي”.
*برلمان الاتحاد الأوروبي يصادق على حظر كامل لبيع الأسلحة للسعودية بسبب جرائم الحرب المرتكبة في اليمن.
* السويد تعلن أعلى لسان وزيرة حارجيتها مارغوت فالستروم أنها مستعدة لاستضافة محادثات الأطراف المتنازعة في اليمن.وقالت ان الأمم المتحدة طلبت “ما إذا كان باستطاعتنا تقديم مكان يجمع فيه مبعوث الأمم المتحدة (مارتين غريفيث) كافة أطراف الصراع اليمني”، وان السويد ستكون “سعيدة بذلك”
* هولندا وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، دعم بلاده لفكرة فرض حظر بيع السلاح للسعودية من قبل الأمم المتحدة، ما يشير إلى تواصل تقلص الدعم الأوروبي لعملية الرياض العسكرية في اليمن.
• مجلس الأمن ينعقد ويجمع الأعضاء بالكامل على تنفيذ المطالب الخمسة لوكيل الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة “مارك لوكوك” التي من بينها وقف القتال ودفع الرواتب وسحب الورقة الاقتصادية من يد السعودية وفتح مطار صنعاء. لكن تم تأجيل التصويت على مشروع القرار البريطاني في اللحظات الأخيرة
* تركيا دعت منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع في العاشر من ينايرالمقبل، بشأن اليمن .
وقال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”: “السياسات الخاطئة لدول الخليج، والخطوات الخاطئة منذ البداية، وجر تلك الخطوات الخاطئة إلى أبعاد مختلفة، أدّت مع الأسف إلى وفاة عدد كبير من الأطفال والنساء جراء الجوع والأمراض”.
وأكد “جاويش أوغلو” أن تركيا تبذل جهوداً من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، مضيفا: “مثلما دعمنا جهود المجتمع الدولي والآخرين، الآن وجهنا دعوة إلى منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع مجموعة الاتصال من أجل اليمن
* كندا دعت على لسان وزيرة خارجيتها كريستيا فريلاند، “كافة الأطراف في اليمن، إلى إنهاء النزاع المتواصل غير المقبول وذي التأثير المدمر، لا سيما على الأطفال والنساء بشكل دائم”. وأعربت الوزيرة عن قلقها تجاه عرقلة المساعدات الإنسانية للمتضررين.
الآن وبعد مفاوضات السويد والنتائج الايجابية التي خرجت بها -ولو على المستوى الأدنى – إلا أنها شكلت نقطة ضوء في الملف اليمني الذي ظل عصيا طوال اكثر من ثلاث سنوات ونصف ،إلا أنها تمثل خطوة مهمة تعكس رغبة المجتمع الدولي في وضع حد لعدوان غاشم وحرب ظالمة دمرت كل شيء ، وقبلها رغبة الأطراف اليمنية في السلام ووقف الحرب.
ولا شك ان وقف الحرب في الحديدة فقط وفتح الميناء أمام المساعدات الإنسانية وانسياب الحركة التجارية وحده لا يكفي ، لكن نجاح هذه الخطوة على الأرض مؤشر جيد لخطوات لاحقة ومفاوضات قادمة ، حيث بات الوضع في اليمن مقلق للغاية ، فاليمنيون يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تسوية نهائية وشاملة تعيد الجميع إلى السلام وخط التسوية السياسية الشاملة والانتقال السياسي على قاعدة المشاركة الوطنية الواسعة.