بدء أعمال المؤتمر التقييمي السنوي السادس لتفعيل أنشطة الحماية للطفل

 

الثورة/..
بدأت بصنعاء أمس أعمال المؤتمر التقييمي السنوي السادس لتنسيق وتفعيل الأنشطة الحامية للطفل تحت شعار “حماية الأطفال مسؤوليتنا جميعاً”.
يهدف المؤتمر الذي تنظمه هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل بالتعاون مع المنظمة العالمية لرعاية الأطفال ويستمر ثلاثة أيام، إلى تشخيص واقع الطفل اليمني ومناصرة قضاياه وتوحيد الجهود الحامية له ورصد الصعوبات المحتملة عند تفعيل المحاور الخمسة التي يضمها المؤتمر التقييمي.
وفي الافتتاح أكد وزير العدل القاضي أحمد عبدالله عقبات أن حقوق الطفل اليمني تعرضت للانتهاك جراء العدوان الذي لم يراع حقه في الحياة والتعليم والترفيه واستهدفه لكل مكان أمام مرأى ومسمع العالم الذي قابل هذا الانتهاك بصمت مخز كشف زيف ادعائه بحماية حقوق الطفل والإنسان في العالم.
وأوضح أهمية تضافر الجهود لتعويض الطفل اليمني بما لحق به من ضرر جراء العدوان وتقديم الدعم النفسي له .. لافتاً إلى دور منظمات المجتمع المدني في تقديم العون النفسي والتربوي والصحي والرعائي للطفل والتشبيك الفعال مع المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية بما يصب في مصلحة الطفل .
واستعرض وزير العدل واقع الطفل اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب وشحة الإمكانيات التي توفر احتياجاته .. لافتاً إلى أن وزارة العدل وفرت مراكز عدلية للأطفال بمحافظات صنعاء وإب وذمار توفر خدمات تعليمية وصحية ونفسية للطفل .
وأشار إلى سعي الوزارة لإنشاء مراكز عدلية في بقية المحافظات تهتم بالطفل، خاصة الأطفال في خلاف مع القانون الذين يحتاجون لرعاية خاصة من الدولة والمجتمع والمنظمات الحقوقية العاملة في مجال الطفولة لرعايتهم وتأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع.
وثمن الوزير عقبات دور المنظمات الدولية، خاصة اليونيسف في دعم الأنشطة والفعاليات الخاصة بالطفولة في اليمن والعمل مع مختلف المنظمات والمؤسسات لخدمة الطفل وتوفير الدعم والحماية له .
وعرج القاضي عقبات على دور المرأة اليمنية التي أثبتت للعالم قدرتها على تجاوز الصعاب ومساندة أخيها الرجل في مواجهة العدوان والحصار.
وأوضح أن الطفل في خلاف مع القانون محط اهتمام حكومي من خلال الحرص على الإجراءات القانونية في التعامل معه أثناء الاحتجاز وإجراءات التقاضي.
كما أكد الحرص على حماية الطفولة من التجنيد وعدم الزج بالطفل في الجبهات باعتبار الحياة حق كفلته له الشريعة الإسلامية وعززته المواثيق الدولية.
فيما أوضح رئيس دائرة المجتمع المدني بمكتب الرئاسة قاسم الحوثي أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت من تاريخ اليمن، له ما بعده من المتغيرات التي ستظهر في المستقبل بوعي وإدراك وتوجهات أطفال اليمن الذين يتعرضوا للانتهاك جراء العدوان والحصار.
واعتبر انعقاد المؤتمر بحضور ممثلي المنظمات العاملة في مجال حقوق الطفل، خطوة هامة لتوثيق جرائم العدوان ضد الإنسانية والطفولة في اليمن وكشفها للعالم والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها وتحميلهم كافة المسئولية القانونية المترتبة على جرائمهم.
ولفت الحوثي إلى أن الحرمان والقهر التراكمي الذي تعرض له الطفل اليمني من خلال الجرم الذي ارتكبه العدوان بحقه، يتطلب العمل بوعي وشفافية لمستقبل آمن لهذه الشريحة.. معبرا عن تطلعه في أن يخرج المؤتمر برؤية لوضع استراتيجيه وطنية لحماية الطفل وتحويلها إلى واقع ملموس تسهم فيه منظمات المجتمع المدني مع المؤسسات الرسمية.
وأعرب عن الارتياح لوجود وثيقة عهد والتزام للدفاع عن الأطفال وحمايتهم من قبل كافة المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية والدولية العاملة في مجال الأطفال بهدف تحقيق وحماية الطفولة.. مثمناً جهود العاملين في مجال الطفولة في اليمن وكل بلدان العالم وفي المقدمة هيئة التنسيق على عملها الجاد لدعم وحماية الطفل اليمني .
بدوره أوضح وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير أن العدوان أثر على حياة الطفل، حيث يوجد مليون طفل نازح وكذا مليون ونصف يعانون من الأمراض ونقص الغذاء الحاد وأكثر من مليون يعانون من أمراض فتاكة جراء العدوان الذي يستهدف الحياة بكل أشكالها.
واعتبر المجتمع الدولي شريكاً مباشراً في العدوان المستمر على اليمن بالصمت المخزي أمام انتهاكات حقوق الإنسان والطفل في اليمن ..متمنياً أن يخرج المؤتمر بتقييم واقعي للمعاناة التي يتعرض لها الأطفال المنتهكة حقوقهم في الحياة والحماية والرعاية والصحة .
من جهتها أشارت أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء الإرياني إلى أن الطفل اليمني يعيش اليوم أسوأ حالاته حيث يدفع ثمن العدوان المتواصل على اليمن بعد أن توقفت مظاهر الحياة وتلاشت حقوقه في فرص عيش كريمة توفر له التعليم والصحة والغذاء.
واعتبرت اتفاق مشاورات السويد إيجابي وبداية للتفاؤل نحو السلام … مؤكدة أهمية مناقشة المؤتمر لقضايا الطفولة وواقعها بشفافية تفضي للخروج برؤية واضحة عن واقع الطفل واحتياجاته والصعوبات التي تواجه الجهات العاملة في هذا المجال .
في حين أكد ممثل المنظمة الدولية لرعاية الأطفال هشام الحكيمي سعي المنظمة منذ إنشائها لإحداث تغيير في واقع الطفل اليمني .. مبينا أن الحرب والصراع القائم يتطلب من المنظمة التركيز على المساعدات الغذائية والمادية للطفل اليمني ومراعاة ظروفه التي يعيشها.
ولفت إلى أن إستراتيجية المنظمة حتى 2021م تهتم بتقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني والتي من خلالها يتم تقديم الدعم للطفل اليمني .. مؤكداً أن المنظمة تستوعب كافة الملاحظات والمقترحات لتطوير البرامج العملية وتحسين جودتها لرعاية الطفل.
وثمن الحكيمي دور هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل ودور تشبيك وتنسيق وتوحيد الجهود بين الجمعيات والمنظمات الأهلية والمنظمات الدولية المانحة لرصد ومتابعة قضايا الطفولة ودورها في تقديم تقارير الظل “الموازية للتقارير الحكومية” لمناقشتها أمام اللجنة الدولية لحقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة.
كما أوضح المنسق العام لهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل عبده صلاح الحرازي أن انعقاد المؤتمر بمشاركة 45 جمعية أهلية في 12 محافظة يهدف إلى تقييم ما تم انجازه في واقع الطفل وكذا تقييم الواقع الحكومي بمزيد من الشفافية والمصداقية للعمل بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والحكومي .
وأكد أن تقارير الظل الموازية للتقارير الحكومية يتم مناقشتها أمام اللجنة الدولية لحقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة .. لافتا إلى أن أهمية المؤتمر التقييمي في كونه يمثل منطلقاً تشاركياً يوفر البيانات والمعلومات لجميع الجهات العاملة في مجال الطفولة حول واقع حقوق الطفل وقضاياه الملحة سيما مع تفاقم عدد ونوع الانتهاكات الواقعة على الطفل جراء العدوان.
وبين الحرازي أن المؤتمر التقييمي السادس يعمل على حشد التأييد والمناصرة في ظل تفاقم الانتهاكات الواقعة على الطفل ويضع رؤية مشتركة حول مقتضيات التحرك العاجل لمواجهة آثارها على الأطفال .. لافتاً إلى أن المؤتمر سيحدد احتياجات الطفل الأساسية في الوضع الراهن وإعادة مجالات التنسيق وتوحيد الجهود بين الجهات العاملة في حق الطفولة.
ويناقش المؤتمر بمشاركة 60 مشاركاً من العاملين في مجال الطفولة، محاور خاصة بجهود المؤسسات التربوية والرعائية والصحية لمعالجة آثار العدوان ودور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية والحماية للطفل وكذا دور جهات الضبط القضائي في حماية الطفل والأحداث في الوضع الراهن إلى جانب دور مؤسسات الدولة العاملة في حقل الطفولة ومحور أخير يسلط الضوء على واقع الطفل اليمني .
حضر الافتتاح رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب .

قد يعجبك ايضا