معوقات الحل السياسي في اليمن
محمد صالح حاتم
منذ ما يقرب من اربعة اعوام واليمن يتعرض للقتل والدمار بسبب الحرب والعدوان الذي يشنه تحالف العدوان السعوصهيواماريكي بقيادة امريكا وبريطانيا واسرائيل واذنابهم مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وبقية أدواتهم في المنطقة، وهو ما خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ودمر البنية التحتية لليمن التي كافح وناضل على بنائها طيلة نصف قرن من الزمن، وترافق مع هذا العدوان حصار اقتصادي بري وبحري وجوي وهو ما زاد من معاناة الشعب اليمني بحيث اصبح ملايين اليمنيين تحت خط الفقر ،آلاف الأطفال يموتون جوعاً بسبب سوء التغذية، بحيث أصبح الوضع في اليمن ينذر بحدوث اسوأ كارثة انسانية في العالم، ومع تعالي الاصوات المنادية والداعية الى ضرورة وقف الحرب والعدوان على اليمن ووجوب احلال السلام، لدواع ٍانسانية، خاصة بعد فشل تحالف العدوان في تحقيق اهداف عدوانه على اليمن بالحرب العسكرية والاقتصادية، وهي احتلال اليمن واخضاع شعبه واستسلامهم لمشاريعه الصهيونية الرامية التي تقسيم اليمن الى كانتونات صغيرة ودويلات متناحرة طائفيا ًومذهبيا ً،وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود واستبسال ووعي ابناء شعبنا اليمني وتضحيات ابطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية ،الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية اليومية وهو ما كشف زيف وبطلان اهداف العدو الذي كان يدعي انه جاء من اجلها وهي اعادة الشرعية وحماية الامن القومي للخليج والمنطقة من الخطر الإيراني ،فلا شرعية عادت ولا خطر ايراني وجد في اليمن وبعد الفشل العسكري الذي مني به تحالف العدوان في اليمن اصبح الكل مجمعاً على ان الحل في اليمن ليس عسكريا ًبل سيكون سياسيا ًمن خلال الحوار. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتحقق السلام في اليمن وماهي معوقات الحل السياسي في اليمن ؟
السلام في اليمن ليس صعب المنال بل انه في متناول الجميع، وان تحقيقه مسؤولية جماعية اممية ودولية واقليمية ويمنية،وهي ان تكون هنالك جدية وقناعة تامة في وقف العدوان والحرب على اليمن، وكذا ان يتم تشخيص ما يحدث في اليمن وهو ان هنالك عدواناً خارجياً يشن على اليمن ،وليس حربا ًاهلية كما يصورها تحالف العدوان والمجتمع الدولي، وكذا ان الحل السياسي في اليمن تقف في طريقه معوقات منها ما سميت بالمرجعيات الثلاث، وهي( المبادرة الخليجية ومخرجات الخوار الوطني الشامل والقرار الاممي رقم 2216) فهذه ليست مرجعيات الحل السياسي في اليمن بل انها معوقات تقف حجر عثرة امام أي حل سياسي يحقق السلام في اليمن.
فكما نعلم ان المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة هي اتفاقية سياسية اعلنتها دول الخليج العربية في ابريل 2011م وانتهت باختيار هادي رئيسا توافقيا ًلمدة عامين، وتشكيل حكومة توافقية بين الاطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، ولكن اصرار تحالف العدوان على ان تكون مرجعية لأي حل سياسي لأنها تجعل من دول الخليج وأمريكا شهوداً على الاتفاق والحل السياسي،وليست طرفاً في الحرب والعدوان على اليمن.
اما مخرجات مؤتمر الحوار الوطني،رغم انه يعتبر عقد اتفاق بين الاطراف اليمنية ومخرجاً للخلاف الذي بينهم ،إلا ان مخرجات الحوار ليس بالضرورة ان تكون مرجعاً لأي حل سياسي قادم لأن هنالك قضايا لم يتم التوافق عليها بين الاطراف اليمنية ومنها مسودة الدستور ،والأقاليم وهي جوهر الخلاف الذي بسببه قام العدو بشن عدوانه على اليمن لأنه احس بفشل مشروعه الرامي الى تقسيم اليمن الى اقاليم صغيرة على اساس طائفي ومناطقي ، عندما تم رفض الاقاليم ومسودة الدستور من قبل مكوني انصار الله والمؤتمر الشعبي العام، فكيف يتم اعتماد مرجعية حل سياسي ،كانت هي جوهر الخلاف بين الاطراف الداخلية والذي بموجبه شن العدوان على اليمن.
اما القرار 2216 فهذا القرار تم اعلانه في 14ابريل 2015م أي بعد العدوان على اليمن بما يقارب عشرين يوما ً،وكذا فإن بنود القرار لا يمكن ان يتم القبول بها ومنها انسحاب انصار الله من المدن وتسليم السلاح، وهو ما تم رفضه من قبل انصار الله في حينه ولا يمكن القبول به الآن وان تم القبول به من باب إسقاط الحجة، فلن يتم تطبيقه على ارض الواقع ،فهذه المرجعيات الثلاث لن تأتي بحل سياسي ولن تحقق السلام في اليمن.
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.