باتريك كاميرت مراقبا لا حاكما
عبدالفتاح علي البنوس
وصل رئيس لجنة الأمم المتحدة المنوطة بها مهمة مراقبة وقف إطلاق النار باتريك كاميرت وذلك للشروع في تنفيذ المهام الموكلة إلى اللجنة الأممية بموجب تفاهمات مشاورات السويد وتنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2451 والذي جاء مؤيدا وداعما لمخرجات مشاورات السويد ، وصل كاميرت الحديدة الأحد قادما من عاصمة العواصم صنعاء والتي وصلها قادما من عدن حيث التقى بأعضاء لجنة إعادة الانتشار والتنسيق مع اللجنة الأممية التي تمثل القوى الوطنية والجيش واللجان الشعبية ، ونظيرتها التابعة لمرتزقة الرياض وحكومة الفنادق وفور وصوله الحديدة التقى بقيادة السلطة المحلية وقيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر واستمع من الطرفين في لقاءين منفصلين إلى معاناة أهالي الحديدة في ظل التصعيد والخروقات المستمرة التي يرتكبها مرتزقة العدوان واطلع كاميرت في زيارة ميدانية لميناء الحديدة على الأضرار التي لحقت بالكرينات والرافعات الجسرية الخاصة بالميناء والتي تعرضت للقصف الجوي من قبل طائرات تحالف العدوان واستمع من المسؤولين في الميناء إلى الإجراءات التعسفية التي تقوم بها قوى العدوان تجاه حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وما يترتب على ذلك من أزمات وكوارث إنسانية ، كون الميناء يعتبر شريان الحياة الوحيد لغالبية اليمنيين نتيجة الحظر والاحتلال الذي يطال بقية الموانئ والمنافذ البرية والبحرية والجوية ، كما قام كاميرت بجولة تفقدية لعدد من شوارع الحديدة والتي صاحبها تحليق لطيران العدوان في خرق ملحوظ ومرصود من قبل رئيس لجنة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات المتمركزة في محيط ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى وكيلو 16بحسب ما تضمنته مخرجات مشاورات ستوكهولم .
وما نحن بصدد الإشارة إليه اليوم هو التأكيد على الهولندي باتريك كاميرت جاء إلى اليمن ووصل إلى الحديدة والتي سيستقر به المقام فيها كرئيس للجنة الأمم المتحدة التي ستشرف على وقف إطلاق النار وإعادة تموضع الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان ، ومهمته محددة وتندرج في إطار المهام والمسؤوليات المنوطة بالأمم المتحدة ولا علاقة بمهمته بالسيادة الوطنية على الإطلاق ، فدوره ولجنته إشرافي رقابي بحت ، وقبول الوفد الوطني بهذا الدور يندرج في سياق التنازلات الوطنية الإنسانية المشكورة التي قدمها الوفد الوطني خلال مشاورات السويد ، فالحرص على عدم تفاقم الأزمة الإنسانية في الحديدة خاصة واليمن عامة كان الدافع والمحفز الرئيسي للوفد الوطني للقبول بإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة وهي ذات المبادرة التي سبق وأن أعلن عنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في وقت سابق لتجنيب الحديدة وأهلها الخراب والدمار ونزيف الدم وتدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية التي تمتلكها محافظة الحديدة ، ولا يوجد ما يدعو للتذمر أو الاستحياء جراء التنازل من أجل أن تبقى الحديدة آمنة مستقرة وأن ينعم سكانها بالأمن والاستقرار ويتم تجنيب منشآتها الحيوية الخراب والدمار .
وبالمختصر المفيد، باتريك كاميرت وصل الحديدة مشرفا ومراقبا لقرار وقف إطلاق النار كما نصت على ذلك مخرجات مشاورات السويد ، لا حاكما عسكريا للحديدة كما يروج لذلك أبواق العدوان من منافقي الإعلام والسياسة وفضائياتهم المتلفزة التي ترى في الرقابة الأممية على وقف إطلاق النار انتهاكا للسيادة اليمنية ، وترى في تحالف مكون من 17دولة يشن عدوانه الهمجي على دولة مستقلة وشعب مسلم مسالم منذ أربع سنوات دعما للشرعية ودفاعا عن الجمهورية ، لقد انكشف المستور وسقطت الأقنعة وتجلت الحقيقة واضحة للعيان ، ونتطلع من الهولندي باتريك كاميرت أن يتحلى بالشفافية والمصداقية والحيادية وعدم الانحياز لضمان نجاح مهمته وتحقيقها للأهداف المرجوة منها على طريق تطبيع الأوضاع في الحديدة وتحقيق السلام المنشود ووضع نهاية للعدوان الغاشم والحصار الجائر ومخططاتهما الصبيانية التي ساقت آلاف المرتزقة إلى محرقة الساحل الغربي والجبهات الحدودية مقابل المال المدنس .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .