> بضائع محلية وصناعات تقليدية تجتاح الأسواق اليمنية
الأسرة /خاص
تعتبر الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المعتمدة في صناعتها على الأيدي باستخدام الأدوات البسيطة من ابرز ما قامت به المرأة اليمنية خلال فترة العدوان للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة والدخول إلى سوق العمل بما تصنع يداها من إبداع وذوق جمالي وعراقة وفرادة حيث دفعت الحرب النساء في اليمن لاكتساب مهن جديدة ومختلفة كصناعة العطور والبخور والحلويات والمشغولات اليدوية التي تميزت بأصالتها وبريقها عبر مئات السنين .
فعلى أرصفة الطريق وفي الأسواق يشدك جمال الصنع للاقتراب ورؤية تلك الأصناف المتنوعة من الأدوات والخزف والمشغولات اليدوية التي أنتجتها أنامل يمنيات رغم ضراوة الحرب والحصار وفي تحد حقيقي للأوضاع الصعبة لتترك المرأة اليمنية آثاراً لا يمحوها الزمن تحكي قوة وعظمة هذه المرأة التي وقفت في وجه العدوان وتحملت العبء الأكبر وهي صامدة بل وساهمت بضراوة وقوة غير عادية لحماية أسرتها والتخطيط لمستقبل أبنائها .
عرفت اليمن منذ القدم بصناعة المنتجات التقليدية وارتبط اسم اليمن السعيد بهذه المنتجات جيلا بعد جيل وعرف المنتج الحرفي اليمني قبل مئات السنين كصناعة الخناجر والجنابي وبقيت هذه المنتجات محتفظة بجودتها معبرة عن تراث اليمن الأصيل وماضيه العريق.
تقول ابتهال محمود إحدى النساء اللاتي يعملن بصناعة الحقائب : إن ما تقوم به الآن المرأة اليمنية هو تحد حقيقي للعدوان وللظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فتقوم بصناعة ما أمكنها من الأشغال اليدوية المختلفة مثل صناعة الحقائب ثم بيعها وذلك يعتبر تشجيعاً للمنتج المحلي وكذلك خلق فرص عمل للمرأة وخاصة في ظل صعوبة هذه الأوضاع .
صمود المرأة
وتضيف ابتهال : المرأة اليمنية صامدة وصابرة وهذا ما نشهده حقيقة منذ بداية العدوان فقد استطاعت أن تتحدى المستحيل وتكون امرأة مصنعه ومنتجه وتشهد الكثير من الأسواق اليمنية أصنافاً متعددة لإنتاج يمنيات مثل صناعة بكلات الشعر المختلفة وفساتين الفتيات وقد أدخلت البعض منهن ابتكارات رائعة بإدماج التراث في الصناعة واستخدام الأقمشة المحلية كالستارة الصنعانية ودمجها في الأقمشة أو في صناعة الحقائب النسائية وهذا يدل على قدرة وكفاءة المرأة اليمنية وأنها لا مثيل لها في تحمل الظروف المختلفة .
تحملت المرأة اليمنية طيلة الأعوام الماضية ولا تزال العبء الأكبر من أوزار العدوان وتصدرت القائمة الوطنية في الخسائر والآثار الناجمة عن الحرب وتداعياتها الكارثية على الحياة المعيشية وإذا بها تدفع أثمانا باهظة في مواجهة العدوان سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويشهد سوق باب اليمن كثيراً من النساء بائعات اللبن والبخور واللبان واللحوح والحلويات وغيرها.
وتقول غادة حسان : إن المرأة اليمنية هي من تعاني من الحرب فهي المسؤولة عن أطفالها وأسرتها وخاصة في حالة فقدانها معيلها أو احد أفراد أسرتها، وتضيف : إن الكثير من النساء والفتيات اضطررن للعمل وفتح مشاريع صغيرة تعيلهن وأسرهن، وتابعت غادة: إنها قد أقبلت مع إحدى صديقاتها على فتح محل صغير لبيع البخور والعطور وبعض المشغولات اليدوية التي تقوم بتصنيعها بعض الفتيات مثل الأساور والميداليات التي تصنع من الرخام وأنها تأمل أن يتوسع مشروعها مع مرور الأيام.
وتقول أم أسوان وهي أرملة وربة بيت تعيش في مديرية آزال بالعاصمة صنعاء: إنها وجدت نفسها أمام ظروف قاهرة بسبب العدوان والحصار وتضيف هذه السيدة وهي أم لسبعة أطفال بينهم 4فتيات : إن زوجها الذي كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس العاصمة صنعاء انتقل إلى جوار ربه في العام الأول من العدوان وان انقطاع راتبه أضاف المزيد من صعوبات الحياة لهذه الأسرة خاصة وان معظم أفرادها من الصغار دون العاشرة من العمر.
وتضيف أم أسوان : إنها قامت بفتح كشك صغير لبيع الكيك بعد أن كانت تصنعه للبقالات وأنها تقوم بصناعة الحلويات للمناسبات والأعراس وتقوم بصناعة الكيك والكعك في منزلها ثم تقوم ببيعه للبقالات وبعض المحال التجارية، وتضيف : إن الكثير من النساء قد لجأن إلى صناعة الحلوى وبيعها وتتنافس النساء في صناعة الحلويات وتقديم الأفضل للحصول على اكبر عائد ممكن.
وتبقى هذه الأم اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يشهده الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه اعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث
أفكار ومشاريع
وتقوم بعض الأمهات بصناعة الزينة الخاصة بالأعراس وكذلك الإكسسوارات التراثية التي تلبسها العروس ليلة حفلة الحناء او ما يسمى بيوم ” الذهب” حيث يجمعن كل ما صنعنه ثم يباع الى التجار أو المحلات التي تبيع مستلزمات العروس.
فيما تقوم سوسن اليريمي إلى بيع الإكسسوارات في كشك بأحد المولات التجارية بالعاصمة صنعاء وتظل أختها آمنة في المنزل لرعاية إخوتها الأربعة الصغار والذين توفي والداهم ولا يوجد من يكفلهم.
وتقول سوسن والتي تبلغ العشرين من العمر: إنها اختارت الذهب المقلد لبيعه لعلمها بأن النساء لا يستغنين عنه وان الفتيات يملن الى شراء الإكسسوارات والخواتم المقلدة وأنها من الأشياء الضرورية لزينة البنت اليمنية وفي حالة الحرب وارتفاع أسعار الذهب تلجأ الكثير من الفتيات لاقتناء الذهب المقلد ولبسه في الأعراس والمناسبات.
وتضيف: إنها اضطرت مع أختها إلى تحمل المسؤولية بعد وفاة والدهما في حادث سير وأنها تذهب لبيع الذهب المقلد والإكسسوارات في احد الأكشاك الصغيرة لتوفر لإخوتها لقمة العيش وترى بأن هذا المشروع الصغير جدا سيكبر مع إخوتها وأنها ستربي إخوتها على القيم النبيلة والاعتماد على النفس الذي تعلمته من أبويها .
وترى العديد من الفتيات اليمنيات أن الظروف المادية هي العائق الأكبر لعدم تنفيذ مشاريعهن وأفكارهن وأنهن على استعداد دائم لمواجهة ظروف العيش وإنشاء العديد من المشاريع إذا ما توفر الدعم اللازم وان الظروف الصعبة التي مرت بها المرأة اليمنية جعلتها تخرج وتعمل وتتحمل المسؤولية غير آبهة لثقافة المجتمع بل أصبحت كالرجل وعملت في الأسواق الشعبية وفي المحلات التجارية .
وتقول عبير الوصابي : إن لديها الكثير من الأفكار والمشاريع التي تأمل إنشاءها مستقبلا إذا ما توفر لها المال وان الكثير من الجهات التي تقوم بدعم المشاريع الصغيرة لا تلبي حاجة الشخص بل تضع عليه الكثير من الشروط والأعباء التي يعجز عن الوفاء بها وان المنتجات اليمنية تلاقي تحديا كبيرا الآن يتمثل في المنتجات الصينية المقلدة والتي تهدد المنتج الأصلي التقليدي بالزوال بسبب رخص كلفتها وقلة جودتها على عكس المنتجات اليمنية الحرفية التي تعد تراث الماضي الجميل.
وتضيف عبير : إن المنتجات المحلية قد أصبحت منتشرة في كثير من الأسواق وعلى الأرصفة المجاورة للمحلات والمولات وتعتبر مبادرة جيدة من قبل الفتيات لإنتاج وتشجيع الصناعات المحلية ومن حيث القيمة فهي الأفضل وخاصة مع الارتفاع الكبير للبضائع المستوردة.