الثورة نت/ متابعات
الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني على منطقتين في سوريا أثارت الكثير من التساؤلات، وهذه المرة حول روسيا .
الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني يوم الخميس على جنوب الجولان المحتل وجنوب دمشق ليس بأمر جديد وكما زعم الاحتلال، فإنه لم يعلن نهايتها، ولكن كان من المتوقع ان لا يتكرر او لا يحقق اي نجاح على اقل تقدير في ظل استلام وانتشار منظومات “اس 300” في سوريا، الامر الذي اثار الكثير من التساؤلات .
محاولة الكيان الصهيوني من خلال استهدافه لجنوب الجولان بذريعة تواجد عناصر حزب الله وجنوب دمشق بذريعة تواجد القوات الايرانية ، توجيه رسالة مفادها ان سوريا يجب ان تخلو من محور المقاومة، أيضا ليس بأمر جديد . ولكن بغض النظر عن مدى صحة هذا الادعاء والرسالة وانطباقهما مع الواقع ، السؤال الذي يطرح نفسه هو، الماذا لم تعمل منظومات “اس 300” كما هو متفق عليه المنظومات الدفاعية التي كان من المقرر ان تحول بعد هذا عن انتهاك “اسرائيل” للاجواء السورية حتى بواسطة طائرات الشبح “اف 35” .
الكيان الصهيوني وقبل هذا باسقاطه للطائرة “ايل 20” الروسية كان قد اثار غضب بوتين، ولكن بعد قيام رئيس وزراء هذا الكيان بزيارة الى موسكو ولقائه مع بوتين، اصبح مطمئنا حيال عدم انتقام موسكو. ولذلك فان الكثير من المحللين يرون بانه يجب البحث عن اسباب تكرار هجمات يوم الخميس وعدم تصدي منظومة “اس 300” لها في المحادثات والمفاوضات التي جرت خلف الكواليس .
اختيار يوم الخميس للهجوم على سوريا في حين ان مؤتمر استانا كان قد انهى أعماله في هذا اليوم واصدر بيانا ختاميا من 15 بندا، وجه فيه تهديدات مباشرة الى كل من “النصرة” و “داعش” يحمل رسالة للجماعتين الارهابيتين وبالطبع سائر الجماعات الاخرى مفادها أنها ستبقى مدعومة من “اسرائيل” .
كما ان الهجوم الذي شن على المواقع المزعومة في جنوب الجولان ودمشق قد يحمل في طياته رسالة الى الدول العربية – لاسيما الدول الاقليمية التي تصر على استئناف علاقاتها مع سوريا- مفادها ان استئناف اي علاقات مع سوريا رهن بخروج هذا البلد من محور المقاومة.
ختاما ما ينبغي قوله هو ان اتفاق سوتشي لم ينفذ عمليا كما كان متوقعا ، تركيا لم تقم بواجباتها كما ينبغي ، وبالطبع فان روسيا ومن خلال تساهلها غضت الطرف عن التماطل التركي ، والان ايضا وبعد 75 يوما من انتشار منظومات اس 300 في سوريا نرى ان هذا البلد يتعرض مرة اخرى الى العدوان من قبل الصهاينة . جميع هذا الامور تأتي في حين ان التجربة اثبتت بان الكيان الصهيوني يستغل اي تهاون لصالحه ولا يألوا جهدا لتحقيق مآربه . العقل السليم يفرض على الجميع ابداء المزيد من الحساسية تجاه تحركات الكيان الصهيوني لاسيما بعد ان بات يشعر براحة بال نسبية حيال فاعلية منظومة اس 300 بعد هجمات يوم الخميس .
قد يعجبك ايضا