*رقية: استطعت التفوق رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد
*تكريم المتفوقين دراسياً نتاج طبيعي للمجهود الحثيث الذي بذلوه
*سندس: مذاكرة الدروس أولاً بأول سبب تميُّزي
الأسرة /خاص
يعتقد الكثير أن النجاح تحصيل حاصل إلا انه في حقيقة الأمر يحتاج إلى الكثير من العزيمة والإصرار ولا يمكن أن يأتي بالصدفة أو أن يكون دون تخطيط ناجح وصحيح لكل خطوة نحو النجاح بكل عزيمة وإصرار وعمل دؤوب ولا يمكن أن يكون هنالك نجاح دون قوة العزيمة والإرادة وعلو الهمة والمثابرة والطموح ..الطالبتان رقية احمد مساعد وسندس النونو الحاصلتان على الترتيب السادس والسابع على مستوى الجمهورية استطاعتا ان تحققا المراتب المتقدمة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ترويان للأسرة قصة نجاحهما ووصولهما إلى أعلى المستويات.. إلى التفاصيل:
أقامت إدارة مدرسة سالم الصباح الأسبوع الفائت حفل تكريم لطالبتيها رقية وسندس أوائل الجمهورية اللتين تدرسان في نفس المدرسة تقديرا لتفوقهما الدراسي ووصولهما إلى التميز والمراتب المتقدمة في التحصيل النهائي للشهادة الثانوية وتزامن الاحتفال التكريمي مع مناسبة يوم الطفل العالمي حيث كرمت المديرة نجوى مالك حكومة الأطفال ممثلة برئيس حكومة الأطفال عبدالله الثور بمناسبة اليوم العالمي للطفل كما كرمت المديرة السابقة للمدرسة “نجاة النجار .”
تقول الطالبة رقية احمد مساعد والحاصلة على الترتيب السادس على مستوى الجمهورية في حفل تكريمها إن الله لم يضيع جهدها أبدا وأنها ثابرت وقامت باستذكار دروسها أولا بأول منذ بداية العام الدراسي بكل جد ونشاط حتى نهاية العام إلى أن وصلت إلى النتيجة المرجوة .
وتضيف رقية مساعد : كنت أتوقع إحراز درجة عالية لأنني اجتهدت من قبل بداية العام الدراسي بعد الصف الثاني ثانوي وحرصت بعد ذلك على عدم الغياب من المدرسة والانتظام في الحضور وذلك للاستفادة من شرح المعلم الذي كان يسهل فهم المنهج وكان اعتمادي على الكتب المدرسية لان الامتحانات لم تخرج عن إطارها ومن ثم فإن تفوقي أثمر حصيلة 12 عاماً من الاجتهاد والمثابرة والتصميم وأهم قواعد التميز عندي هو الدعاء المتواصل والتفاؤل والمعلم المتفاعل والمذاكرة المستمرة وما حصلت عليه من تفوق هو في الأول والأخير بفضل الله تعالى وما ضاع تعبي وسهري ومذاكرتي ومن ثم بفضل الوالدين اللذين وفرا لي كل ما احتاجه وكذلك فضل كبير لمعلمات مدرستي المتميزة سالم الصباح.
مثابرة واجتهاد
من جهتها تقول سندس النونو :كانت بدايتي في ثالث ثانوي قوية ولم أتقاعس عن المذاكرة مهما كانت حجم الالتزامات التي على عاتقي ، فمنذ البداية اهتممت بالمذاكرة أولاً بأول حال عودتي من المدرسة وذلك بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية ،فبرأيي أن المذاكرة أولاً بأول هي أساس نجاحي وتفوقي وكانت بمثابة اليد المساعدة التي أعانتي في نهاية المشوار ، وهي كذلك نصيحتي الذهبية التي لا أنفك أخبر الناس بها و لا تفارق لساني حين يسألني البعض ما سر نجاحك؟ ، وقد التزمت بروتين معين خلال فترة الدراسة فعند صلاة الفجر أستيقظ لأدائها وقراءة الورد اليومي لتحيط البركة بيومي ومن ثم أستذكر الدروس التي تتطلب منا الحفظ ، ففي ذلك الوقت يكون العقل في أوج نشاطه وتكون الذاكرة في قمة نشوتها وتكون هناك قدرة هائلة للاستيعاب ، ومن ثم أذهب إلى المدرسة وأحرص على ألا تنتهي الحصص إلا وقد استوعبت محتوى الدرس وسألت المعلم عما صعب عليّ فهمه.
إصرار وعزيمة
وتضيف ستدس النونو : بعد صلاة المغرب قمت بتخصيص ذلك الوقت لحفظ آيتين من سورة النور مع مراجعتها يومياً وحفظ آيتين جديدتين وبهذه الطريقة حفظت السورة بجهد أقل وفي وقت أسرع ،وفي الليل فإني أنام باكراً فأنا لست ممن لهم القدرة على السهر وأيضا فإن الجسم يحتاج ليأخذ حقه من الراحة وليس للجهد الذهني ، أما في حال وجود الاختبارات فقد كنت أستيقظ في الساعة الثانية ليلاً لتعويض ساعات الليل التي لم أذاكر فيها ، وحقيقة أنا لم أعتمد على أي ملازم خارجية من شأنها تشتيت الطالب لا أكثر فقد كان كل اعتمادي على الكتاب المدرسي وحفظه نصاً ومن ثم على الدفتر ، وكذلك لم أكن على التزام بجدول معين فأنا كأي طالب وطالبة لا أستطيع الالتزام بل وسأشعر بالملل فلذلك فقد اعتمدت على المذاكرة في حال وجود رغبة لذلك وعند إحساسي بأن هذه المادة قد تراكمت وتتطلب مني مذاكرة أكبر كالعربي والإحياء ولكني بهذا لا أقول بأن عليك أن تتكاسل وتتقاعس بل أريد أن أقول أن عليك ألا تكلف جسمك وعقلك ما لا طاقة له به بل أعط كل شيء حقه ، وبهذا الروتين استمر بي الحال إلى أن أتى رمضان ، وأنا أعلم أن المذاكرة في رمضان متعبة بل وصعبة إلا أنني تجاوزت صعوبتها بجعل روتيني هو الروتين اليومي وليس الروتين الرمضاني الذي يتسبب بهدر وقتك الثمين في ساعات نهاره بسبب النوم ، فقد كنت أمارس يومي في رمضان كأي يوم من أيام السنة العادية ، وأنا أرى حقيقة أن هذا كان له دور فعال في إتمامي لجميع الكتب مرتين قبل موعد الاختبارات ، أما في فترة الاختبارات فأنا لم أعتبره وقتاً مناسباً للمذاكرة بل كنت أقوم بمراجعة النقاط الأساسية والقوانين ومن ثم أشرع في حل التمارين الوزارية ، فهي تعتبر مذاكرة بذاتها لما فيها من أسئلة قد لا تخطر على بالك وتجعلك تنتبه إلى أهمية الهوامش التي لم تكن لتعرها أي اهتمام ، ونصيحتي لكل طالبة ولكل طالب بألا تجعل أي شيء يعيق وصولك لحلمك وطموحك بل اسعَ لذلك وابذل الجهد في سبيل تحقيقه ولا تسمح للتعليقات السلبية بالتأثير عليك ، فأنت شخص ناجح وقادر على أن تحقق مرادك مهما كانت الظروف ومهما واجهتك من مصاعب ,الحمدلله الذي وفقني وسخر لي الأسباب للوصول إلى حلمي ، وحقق لي أمنيتي واستجاب لدعائي ، فقد كان هذا بمثابة التحدي لي في ظل هذه الظروف الصعبة التي من شأنها تحطيم الطالب وزرع اليأس في قلبه ، وأشكر كل من كان داعماً ومحفزاً لي سواء بالكلمات التحفيزية أو بالتشجيع وغرس الثقة في قلبي بأنني أستطيع أن أكون من الأوائل ، فهذا النجاح ليس لي فقط بل هو لكم أيضا ، أشكر أسرتي وفي مقدمتهم والداي وإخوتي على كل ما بذلتوه لتوفير الجو المناسب لي وأشكركم لكل كلمة بذلتوها في سبيل إسعادي وتحفيزي ، وكذلك أشكر مدرستي سالم الصباح وكل كادرها الذين لهم دور كبير في وصولي إلى ما أنا عليه الآن ،ولا أنسى شكر مديرتي وأمي الغالية الأستاذة نجاة النجار وكلماتها تلك التي جعلتني أشعر بالفخر كوني طالبتها .
وتقول والدة الطالبة سندس : ابنتي صغيرتي لا أكاد أصدق نفسي أنك كبرت وأصبحت خريجة ثانوية فالسنين مرت كلمح البصر فما زلت أتذكر أول يوم لك في سنوات تعليمك الأولى وأتذكر جدائلك الصغيرة تزينها شرائط بيضاء وابتسامة جميلة تنير تلك الملامح البريئة وخطواتك السريعة نحو المدرسة بفرح وعزيمة قويه لتبدئي صغيرتي مشوارك في تحقيق حلم يراود كل طالب و أب وأم وهو التفوق والتميز واليوم حققت حلمك بفضل الله واجتهادك وعزيمتك والذي تمثل أمام ناظريّ يوم إعلان نتائج هذا العام وحصولك على هذا المركز المميز ضمن أوائل الجمهورية وبرغم الظروف والمحن التي تعصف ببلدنا الحبيب.
تقدير للتميز
من جهتها قالت مديرة مدرسة سالم الصباح “نجوى مالك ” : اهنئ طالبتي مدرسة سالم الصباح رقية وسندس على هذا التميز والنجاح المثالي وقد كرمت إدارة المدرسة الطالبتين المثاليتين رقية مساعد وسندس النونو على جهدهم الجبار الذي قامت به الطالبتان لتحقيق النجاح والوصول إلى التميز وأقول لهما بأن جهدكما الدائم وصبركما على التعليم كان نموذجا يحتذى به في النجاح والتفوق فألف مبروك لكما النجاح والتكريم .
فعندما تشد الهمة وتنوي بلوغ أعلى المراتب فإنك حتما ستصل إلى ما تريد وليس بعيدا أن تحقق أمنياتك بكثير من الجهد وشحذ الهمة والعمل بالأسباب فللنجاح طريق واحدة وواضحة وما يتغير هو القدرة على سلكها ونجاح الطالبتين يعود إلى نجاح المدرسة والإدارة وكل المناضلين داخل المدرسة من معلمين وإداريين الذين يؤدون عملهم بكل جد ومسؤولية وأشكر أولياء الأمور الذين يبذلون جهودا كبيرة لتفوق ونجاح أبنائهم وتعاونهم مع إدارة المدرسة لتخريج دفع من المتميزين على مر السنوات.