على المعلم ان يحاول اتباع طرق تربوية صحيحة لجعل الطلبة يحسنون التصرف فالعقاب ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو إجراء الهدف منه ترسيخ سلوك إيجابي لدى الطلاب، والمعلم ليس حارسًا في سجن، ولا قاضيًا على منصة، بل هو تربوي، ينظر إلى الخطأ الذي وقع فيه الطالب بصورة شاملة، يعرف أن الشاب في سن المراهقة، يريد اختبار قوته في الوسط المحيط به، ويريد أن يثبت لزملائه أنه لا يخاف من الآخرين الأكبر منه سنًا. كما يتذكر المعلم دومًا أن العقاب يجب أن يتناسب مع الخطأ، فالطالب الذي أحضر جوالاً، ليس مثل الطالب الذي أحضر معه سكينًا.
وما يجب أن يتأكد منه المعلم، هو أن الطلاب عندهم قدرة فائقة على استشراف رد فعل كل معلم، يعرفون المعلم الذي يهدد ويتوعد، ثم لا يفعل شيئًا، ويعرفون أن الملحوظة التي يكتبها المعلم في دفتر الدرجات، لا تغير من الأمر شيئًا، لأنه في كل مرة يتسامح، ويقسم أنها آخر مرة، ويعرفون المعلم الغاضب الثائر الذي يوزع شرر غضبه على الجميع، ولذلك فلا مبرر للالتزام بالأنظمة، مادامت النتيجة واحدة، كما يعرفون المعلم الذي يتصرف بصورة صبيانية مثلهم، ويشاركهم عبثهم، ويعرفون المعلم الذي يخاف منهم، لأنه يعلم أنهم قادرون على إهانته أمام الجميع.
ومن يتابع التقارير الصحفية، يقرأ عن طلاب يحطمون سيارة معلم، وبعد أن يثور الجميع، ويتأسفوا على زمن كان للمعلم هيبته واحترامه، يلجأ أولياء الأمور لكل السبل لتبرئة أبنائهم، ولا يتورعون عن توزيع الاتهامات على المعلم، حتى يبدأ في التراجع عن مطالبه بفصل الطلاب من المدرسة، ويقبل بإصلاح سيارته، حتى دون اعتذار من الطلاب، ويتعلم الطلاب أن آباءهم سيخرجونهم من أي موقف مشابه، ولا عجب أن نراهم يكررون فعلتهم، وأن يقتدي بهم غيرهم.