بالمختصر المفيد.. الجنوب بين محتل قديم ومحتل جديد
عبدالفتاح علي البنوس
يحتفل اليمنيون من أقاصي صعدة والجوف وحجة في الشمال الغربي إلى صرفيت وشحن المهرة في الجنوب الشرقي ليمننا الحبيب اليوم بعيد الاستقلال الوطني المجيد ، العيد الـ 51 للإستقلال المجيد ودحر آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن الغالي بعد مسيرة نضال حافلة بالتضحيات الجسام والبطولات العظام التي سطرها رواد الحركة النضالية التحررية ، الذين قادوا مسيرة التحرير من المحتل البريطاني بعزيمة أمضى وإرادة لم تعرف اللين قط ، إلى أن توج راجح لبوزة ورفاقه في النضال مسيرة نضالهم التي امتدت لسنوات طويلة بإشعال ثورة الـ 14من أكتوبر 1963م والتي واصل عقبها الثوار الأحرار نضالهم إلى اللحظة الفاصلة التي تم فيها رحيل آخر جندي بريطاني في الـ30من نوفمبر 1967م هذا العيد المجيد الذي نحتفل اليوم بذكراه ال51 في الوقت الذي يحاول فيه أذناب المحتل القديم ، الهمج الرعاع ، المتطاولون في البنيان ، من الإماراتيين والسعوديين الذين يمثلون صهاينة العرب ، فرض الاحتلال من جديد على المحافظات الجنوبية والشرقية .
محتل جديد جاء لخدمة أجندة المحتل القديم الذي يمني نفسه بالعودة إلى ماضي الاحتلال البغيض ، أقزام خدام الخدام يحاولون التعملق على اليمن وادعاء العظمة ، وهم أوهن وأضعف من بيوت العناكب لولا الدعم والإسناد الأمريكي البريطاني الصهيوني الذي دفعهم إلى استعراض عضلاتهم وشن عدوانهم الهمجي والإقدام على احتلال بعض الجزر والسيطرة على بعض المحافظات الجنوبية بالاستعانة بأدوات يمنية رخيصة ومبتذلة اعتادت على أن تمارس هذا الدور المشبوه والحقير والتافه ، ويحلمون بالسيطرة على اليمن ونهب ثرواته واستغلال خيراته والهيمنة عليه ، وتقديمه على طبق من ذهب للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والفرنسي الذين يحلمون بالسيطرة على اليمن منذ قديم الزمن وحتى اليوم ، ولكنهم اليوم أمام إرادة يمنية صلبة وقوية غير قابلة بالاحتلال ومشاريعه التدميرية ، إرادة رافضة للاحتلال كما هو الحال في محافظة المهرة والتي تشهد بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الـ51 للإستقلال المجيد حراكا ثوريا قويا لمقارعة المحتل السعودي الذي أطل بقرونه للسيطرة على المهرة ومد أنبوب النفط السعودي عبر أراضي المهرة كمقدمة للاحتلال والهيمنة حيث يقود المناضل علي سالم الحريزي هذا الحراك الثوري المهري اليمني بكل شجاعة وإقدام .
وفي شبوة بدأ الحراك الثوري يتحرك بفاعلية ضد المحتل الإماراتي البغيض الطامع في غاز بلحاف ، والمؤمل صحوة ثورية في عدن وحضرموت وسقطرى وفي بقية المحافظات اليمنية التي باتت خاضعة لسلطة الحاكم السعودي أو الإماراتي أو من يمثلهما من المرتزقة ، فلا خير في المحتل ولا في أذنابه ، وقد جرب وعانى أبناء الجنوب من ويلات المحتل البريطاني وذاق الأمرين إلى أن تحقق الاستقلال وتطهرت البلاد من رجسه ، وينبغي أن يجعل أبناء الجنوب من ذكرى الـ30من نوفمبر محطة تعبوية ينطلقوا من خلالها لتطهير وتحرير كافة الأراضي اليمنية من دنس المحتلين الجدد من السعوديين والإماراتيين أذناب المحتل القديم ، لا أن يتجندوا في صفوفهم ويقاتلوا تحت رايتهم ، فهذا والله هو الخذلان الذي يقود أصحابه إلى الهلاك والخسران .
بالمختصر المفيد، يخوض أبطال الجيش واللجان الشعبية معركة النفس الطويل في مواجهة قوى الشر والطاغوت في ما يقارب 35جبهة داخلية وخارجية ولولا ذلك لكانوا في مقدمة الصفوف لدحر الغزاة والمحتلين وأذنابهم من المحافظات الجنوبية ، وحتى يتم دحر الغزاة والمرتزقة من قبل الجيش واللجان على أحرار الجنوب أن يتحركوا لدحر الغزاة والمحتلين وأذنابهم ومناهضة تواجدهم على أراضيهم وجزرهم وسواحلهم ، لا مجال للفرجة والانتظار ، فالمحتل يتمادى في غيه وإجرامه ، وعندما ينتهك الأرض ، سيذهب لانتهاك العرض ، فالله الله في الصحوة واليقظة والتحرك الثوري الجاد لدحر الغزاة والمحتلين وأدواتهم قبل أن يقع الفأس على الرأس .
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار، الشفاء للجرحى ، والخلاص والحرية للأسرى والمفقودين ، والنصر والتحرر والتمكين لليمن واليمنيين ، والعار والهزيمة والخزي والذل والدحر للغزاة والمحتلين وأذنابهم من المرتزقة المنافقين ، وكل عام والوطن والشعب بألف ألف خير .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .