الثورة / وكالات
استباقاً للزيارة المقررة لولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إلى عدد من البلدان العربية في إطار مساعيه الحميمة لتمهيد عربي واسع للتطبيع مع الكيان الصهيوني شهدت عدد من الدول العربية مظاهرات شعبية واسعة لهذه الزيارة.
وعبرت الحشود الجماهيرية في كل من تونس ومصر والجزائر وفلسطين عن رفضها وإدانتها الشديدة لهذه الزيارة غير المرغوب فيها نظراً لجرائم الحرب التي ارتكبها بن سلمان في اليمن وغيرها من بلدان المنطقة فيما تقدمت منظمة هيومن رايتس ووتش بطلب رسمي إلى الحكومة الأرجنتينية توقيف ولي العهد السعودي للتحقيق معه على دوره في جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية في اليمن وكذا دوره المحتمل في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وذلك خلال حضوره المرتقب خلال الأسبوع الجاري لقمة العشرين في الأرجنتين.
ففي تونس انطلق ظهر أمس التجمع الرافض لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى تونس، أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وفي رسالة مفتوحة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، عبرت نقابة الصحفيين عن “استهجانها لزيارة ولي العهد السعودي، كونه خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوا حقيقيا لحرية التعبير”، معتبرة الزيارة “اعتداء صارخا” على مبادئ الثورة.
ونظمت جمعيات مدنية وشخصيات سياسية وقفة احتجاج للتعبير عن رفضها للزيارة والتنديد بسعي بن سلمان للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
كما تجمع تونسيون مساء أمس الأول وسط العاصمة التونسية بدعوة من عشر منظمات، بينها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات احتجاجا على الزيارة، ورفعوا لافتات كُتب عليها “بن سلمان مجرم حرب” و”قاتل أطفال اليمن”، في حين قام مهرج بتجسيد شخصية بن سلمان وهو يخرج أعضاء مضرجة بالدم من حقيبة.
كما رفعت قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على واجهة مقرها بالعاصمة التونسية صورة عملاقة لسعودي يحمل منشارا مع عبارة “لا لتدنيس تونس أرض الثورة”.
ورفعت جمعية النساء الديمقراطيات صورة على مقرها بالعاصمة التونسية تجسم سعوديا يحمل بيده سوطا مع عبارة “جلاد النساء ليس مرحبا به”.
وقال الرئيس الشرفي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، مختار الطريفي:”نطلب من حكومتنا ورئاسة الجمهورية عند اصراره على استقبال محمد بن سلمان أن يقول له مايجب أن يقال بصوت عال وهو أننا نرفض هذا العدوان على اليمن ونرفض انتهاكات حقوق الانسان في اليمن ونرفض انتهاكات حقوق الانسان في السعودية وغيرها”.
المغرب يرفض استقبال بن سلمان
أكدت مصادر مغربية رفض الرباط استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما طلب من الرياض تأجيل انعقاد القمة المشتركة التي كانت مقررة بين البلدين خلال أيام احتجاجا على جرائم بن سلمان.
وذكرت جريدة “لكم 2” نقلا عن مصدر وصفته بالمطلع رفض المغرب لإجراء قمة مشتركة مع السعودية برئاسة وزيري خارجيتي البلدين رغم إلحاح الطرف السعودي، وكان مرتقبا إجراء القمة 13 بين البلدين كما هو متفق عليه، ولكن المغرب فضّل إرجاءها في الظروف الحالية.
وقوبلت أنباء زيارة الأمير بن سلمان الى كل من تونس والجزائر وموريتانيا بالرفض حيث عبّرت منظمات نقابية ومدنية وطلابية وأحزاب سياسية تونسية عن رفضها لزيارته المرتقبة، متهمة إياه بالوقوف وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبالتزامن مع بيانات التنديد والرفض والاستنكار، أطلقت الدعوات لتنظيم وقفات احتجاجية مساء الإثنين والثلاثاء، بالعاصمة التونسية، رفضا للزيارة.
وكان محامون تونسيون أعلنوا تقديم دعاوى قضائية لمنع بن سلمان، من الزيارة، وتقول حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي بالجزائر، إن الزيارة هدفها “الستر” من فضيحة مقتل “خاشقجي”، ومسؤولية جرائم الحرب في اليمن.
وقال المدير الإقليمي للمغرب الكبير للشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان، رامي الصالحي:”طالما ان السعودية منخرطة في عملية مقتل خاشقجي وما يقع في اليمن وفي غير اليمن.. نحن نرفض هذا رفضاً مطلقاً”.
“الشعبية” تثمن رفض الجماهير العربية لزيارة بن سلمان
وثمنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الموقف الأصيل للجماهير العربية وللنقابات والاتحادات الرافض لزيارة ولي عهد مملكة آل سعود محمد بن سلمان لبعض البلدان العربية، ما يؤكد وعيها لحقيقة الدور الوظيفي والمؤامرات التي تقوم بها مشيخات الخليج بزعامة مملكة آل سعود خدمة لمخططات التقسيم والهيمنة الغربية والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني.
واعتبرت الجبهة، في بيان صحفي، أن رفض جماهير شعبنا في تونس زيارة بن سلمان ودعوتها للتظاهر قبالة قصر قرطاج الرئاسي، وكذلك فعل شعب الجزائر، والموقف المسئول لنقابة الصحافيين التونسية والمصرية يؤكد أن هناك حالة إجماع شعبية رافضة لهذه الزمرة الفاسدة من القيادات العربية، والتي باتت ممارساتها ومؤامراتها مفضوحة ومكشوفة لجماهير أمتنا وقواها الثورية.
وأضافت الجبهة بأن الشعوب العربية أثبتت من خلال موقفها من هذه الأنظمة على تمسكها بالقضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من معركة التحرر العربية وبأنها تمثل رأس الحربة في مواجهة أعداء أمتنا العربية، وهي الآن باتت أكثر وعياً بحقيقة هذا الدور الخبيث والمشبوه والمتآمر الذي تمثله هذه الأنظمة الهالكة وتحديداً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي بدأ الطوق يشتد حول عنقه بسبب الجرائم المتورط بها، حيث يسعى خلال زياراته إلى بعض البلدان العربية إلى إخراج نفسه من حالة العزلة التي فُرضت عليه في أعقاب هذه الجرائم التي ارتكبها.
ودعت الجبهة الجماهير العربية والأحزاب والقوى الثورية العربية والنقابات والاتحادات إلى ضرورة مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها الأمة العربية وإفشال محاولات التوغل الصهيونية في الجسم العربي، ومحاربة كل أشكال التطبيع ورموزه، ودعم القضية الفلسطينية على طريق تحقيق حلم أمتنا في تحرير فلسطين وتحقيق وحدتها وسيادتها.
المصريون يهتفون
وفي مصر أعرب حقوقيون ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لزيارة ابن سلمان إلى مصر ضمن الجولة الخارجية التي يقوم بها.
ودشن نشطاء وسم #زيارة_المنشار_عار، تعبيرا عن رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي لعواصم تلك الدول الثلاث، في جولته الأولى منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي.
ووصف النشطاء ابن سلمان بـ “القاتل” و”المجرم”، فيما قال آخرون إن الزيارة هدفها الحصول على “جرعة من التطبيل لرفع معنوياته” بعد الهجوم الدولي والاتهامات التي وجهت إليه بمقتل خاشقجي.
فيما أعلنت الجبهة الوطنية المصرية رفضها التام لزيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى مصر، قائلة: “لا أهلا ولا سهلا بهذا القاتل ابن سلمان في مصر، ولا عفوا أو نسيانا لجرائمه بحق الشعب المصري وشهدائه ومشرديه”.
وشدّدت – في بيان لها وصل “عربي21” نسخة منه- على أنه لم يجد القاتل المجرم محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية أمامه سوى عواصم أنظمة محور الشر والقطيعة والمؤامرة في أول جولة خارجية بعد جريمته الكبرى بقتل جمال خاشقجي ومحاولة التنصل من الجريمة وتحميلها لموظفين صغار وصفهم بالمارقين.
الى ذلك تقدم الصحفي المصري عضو نقابة الصحفيين المصريين كارم يحيى، بمسودة بيان على مجموعة بموقع “فيسبوك”، أدان فيها زيارة ولي العهد السعودي المرتقبة إلى مصر، تاركا الخيار للصحفيين المصريين بالتوقيع عليها.
وقال كارم إنه “في ظل غياب موقف إلى حينه من مجلس نقابتنا أسوة بالرسالة المحترمة لنقابة الصحفيين التونسيين إلى رئيس الجمهورية التونسية، فإن هذا اقتراح للتداول بإصدار بيان يوقع عليه من يشاء من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين “.
ولاقى البيان تفاعلا كبيرا من صحفيين مصريين، مطالبين بوضع أسمائهم ضمن الموقعين على البيان.
سياسيون جزائريون يؤكدون رفضهم لزيارة محمد بن سلمان لبلادهم
الجزائر
وفي الجزائر أكد سياسيون جزائريون رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبلادهم. وشددوا على أن هذه الزيارة تهدف الى تركيع الجزائر ومحاولة التأثير على موقفها الرافض للتطبيع الذي تعمل عليه الرياض مطالبين بتنظيم وقفة احتجاجية ضد الزيارة.
واكد نقيب المحامين السابق عمار علي لعور ان الزيارة المقبلة لولي عهد دولة تعمل من اجل التطبيع انها تهدف لتركيع الجزائر .
وقال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ان هؤلاء حكام الخليج الفارسي يريدون حماية انفسهم ببيع ضمائرهم، وما يجري في السعودية ووصل الحد فيها بقتل بالجملة في اليمن، وقتل المعارضين لها، واليوم بن سلمان يريد ان يستر نفسه بهذه الجولة في العالم العربي وسترفض النخوة الجزائرية هذه الزيارة.
هل تطيح الارجنتين بولي العهد السعودي؟!
وفي جانب آخر طلبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية من الارجنتين استغلال بند في دستورها متعلق بجرائم الحرب للتحقيق في دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جرائم محتملة ضد الإنسانية في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبشكل رسمي طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الارجنتين باستغلال بند في دستورها متعلق بجرائم الحرب للتحقيق في دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جرائم محتملة ضد الإنسانية في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي. وذلك خلال حضور بن سلمان لقمة مجموعة العشرين خلال الاسبوع الجاري.
العلاقة مع بن سلمان باتت لعنة تلاحق المرتبطين به، فقد تعرض الملك الإسباني السابق خوان كارلوس لانتقادات شرسة بعد تداول صورة له في أبوظبي مع ولي العهد السعودي. ونشرت صحيفة إل موندو الصورة تحت عنوان صورة العار. وانتقد الحزبان اليساريان بوديموس وازكيردا أونيدا اللقاء، واعتبروه اهانة لاسبانيا وانه سقوط اخلاقي لها.
اما في بريطانيا فقد طالب ناشطون حقوقيون خلال وقفة احتجاجية امام مقر وزارة الخارجية ومنظمة الدفاع والامن بوقف مبيعات الأسلحة للرياض، في ظل الجرائم المستمرةِ التي ترتكبها في اليمن وانتهاكها لحقوق الإنسان. وجمع الناشطون تواقيع لرفع عريضة للخارجية البريطانية يطالبون فيها بعدم التواطئ مع النظام السعودي ووقف مبيعات السلاح له.
وفي الولايات المتحدة يجتمع مجلس الشيوخ الاميركي ليستمع لوزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان مايك بومبيو، وجيم ماتيس، بشأن مستجدات جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والعلاقة مع السعودية. وتوقع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر أن تكون جلسة الاستماع مغلقة.