بالمختصر المفيد.. وحوش آدمية مفترسة

 

عبدالفتاح علي البنوس

في العاصمة صنعاء أم في العشرينات من عمرها تقتلع عيني طفلها ابن الشهر الثالث بناء على نصيحة مشعوذة لتفادي زواج زوجها عليها ، فقلعت عينيه وأكلتهما وفق تعليمات المشعوذة الملعونة ورمت بالجثة على قارعة الطريق بجوار منزلهم ، وفي مدينة معبر محافظة ذمار يتم شوي طفل في شهره الثامن على فرن منزلي بعد وضع الزيت والبهارات والمقبلات على جسده وكأنه تيس مشوي من قبل مجهولين ، وفي جحانة يقتل الطفل يعقوب محمد القرهمي على يد أحد المجرمين ويرمي به في حفرة ويسطو على دراجته النارية التي يتدبر بها مصاريف أسرته اليومية ، كل ما سبق ذكره من جرائم وحشية تقشعر من هولها الأبدان وتشتعل الرؤوس شيبا ، جرائم ارتكبت في يمن الإيمان والحكمة بأياد يمنية ، صحيح نحن في ظل العدوان تعودنا على مشاهدة مجازر ومذابح أكثر فظاعة ووحشية وإجراما ضحاياها بالآلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء ، ولكن القاتل السفاح يمتلك من الوحشية والإجرام والصلف ما يدفعنا لأن نتوقع منه ما هو أبشع وأشنع ، فمن يستهدف حافلة محملة بالأطفال بقصف طائراته بكل برودة أعصاب ، ومن يقصف حيا سكنيا مليئا بالسكان ، ومن يستهدف صالة عزاء يحتشد فيها الآلاف لتقديم واجب العزاء ، ومن يرسل فريقا للاغتيالات من دولته إلى دولة أخرى ليقتل صحفيا معارضا له ويقوم بتقطيع جثته بالمنشار ومن ثم يقوم بتذويبها بحمض مذيب لا يمكن أن نستغرب عليه الإغراق في وحل الإجرام والصلف والوحشية فهذه أخلاقه وهذا سلوكه المعتاد .
لكن المخيف والمرعب أن نسمع عن أم تقتلع أعين فلذة كبدها في شهوره الأولى وتأكلها لكي لا يتزوج عليها زوجها ، هل رأيتم وحشية كهذه ؟! بالله عليكم كيف يمكن لنا أن نتقبل مثل هذه الجريمة البشعة ؟! ألا يكفي ما نلاقي جراء صلف ووحشية وإجرام قوى العدوان ومرتزقتهم ؟! أي غفلة عليها البعض ؟! هل من صلة لهؤلاء مع الله جل جلاله ؟! بالتأكيد لا صلة لهم بالله مطلقا ولذلك صدرت وتصدر منهم مثل هذه الجرائم الوحشية ، وهنا وإزاء مثل هذه القضايا الداخلية يجب الضرب بيد من حديد وتفعيل دور القضاء وحث المحاكم على سرعة الفصل في القضايا ذات الطابع الجنائي المكتملة القرائن والأدلة القطعية وتطبيق شرع الله والتعزير بالقتلة وجعلهم عبرة لمن يعتبر ، حينها فقط ستختفي كل هذه الجرائم وسيعم الأمن والاستقرار والطمأنينة في عموم أرجاء الوطن ، وبدون ذلك سنسمع المزيد والمزيد ، وسنشاهد ما هو أكثر بشاعة ووحشية فوق ما نتخيل .
بالمختصر المفيد, لا خلاص مما نحن فيه من غفلة وعسرة وقسوة في القلوب إلا بالعودة الصادقة والمخلصة إلى الله ، وخلق قنوات صلة واتصال مع الخالق جل في علاه ، وتطبيق شرع الله في حق القتلة والمجرمين والتعزير بهم دونما مماطلة وتسويف وروتين ممل وإجراءات تطويلية دائما ما تشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم ، إلى هنا ويكفي ، الله الله في العدالة ، الله الله في القضاء ، الله الله في الإنصاف ، الله الله في تطبيق شرع الله وتنفيذ حدوده وأحكامه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا