قائد الثورة مخاطبا الجماهير اليمنية: ” نفسي لكم الفداء”

شواهد من وحي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن (الجزء الاول)

 

ما يتعرض له اليمنيون من عدوان وحصار يتشابه مع ما تعرض له رسول الله في بداية دعوته وهو ما جعلهم أكثر استرشادا بنهجه العظيم

الثورة/ محمد الفائق

برز الايمان كله الى الكفر كله
برز اليمنيون كلهم في ثمان ساحات كبيرة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ولتعزيز الارتباط الوثيق بالمصطفى ولتجديد العهد للرسول محمد صلوات الله عليه وآله والسير على دربه ونهجه.
ويؤكد الاستعداد المسبق للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف العروة الوثقى والحب السمردي والابدي للشعب اليمني الذي يكنونه للرسول الاعظم رغم العدوان والحصار على مدى اربعة اعوام متتالية، فكانت الاستعداد تسير على قدم وساق وكانت اللجان التنظيمية واللجان الامنية والفنية تقوم بمهماتها في مختلف الساحات الثمان بأمانة العاصمة ومحافظات الحديدة وتعز واب وذمار وصعدة والجوف، واستكملت كافة الترتيبات وفقا لتصريحات رؤوسا اللجان التنظيمية التي نقلتها صحيفة “الثورة” وواكبت خطواتها اولا بأول.
لم تقتصر الاستعدادات والترتيبات في الساحات الثمان بل سبقتها احتفالات بذكرى المولد النبوي منذ اليوم الاول من شهر ربيع اول الجاري، إذ شهدت القطاعات التربوية والتعليمية والصحية والصناعية والتجارية والامنية وغيرها من القطاعات والجهات الرسمية والخاصة في العاصمة صنعاء والمحافظات فعاليات ومهرجانات احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، لتكون اليمن ورشة عمل واحده لأحياء الرسالة المحمدية.
نفسي لكم الفداء
وفي الحادي عشر من ربيع الاول من هذا العام 1440ه قبيل ذكرى المولد النبوي الشريف بيوم واحد دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أبناء الشعب للخروج الى ساحات الاحتفال لإحياء ذكرى المولد النبوي، فكانت الاستجابة الشعبية كبيرة جدا جسدت في احتفالية المولد النبوي الشريف صورة عظيمة تؤكد مدى التفاف الشعب حول قيادته وقوة ترابطه وتماسكه، وردا للجميل في استجابة دعوته قال قائد الثورة مخاطبا الجموع والجماهير الملايينية في مختلف ساحات الاحتفال قال: “نفسي لكم الفداء”.
الوفاء بالوفاء
ويثبت اليمنيون يوما بعد آخر أنه لا يمكن أن يفصلهم عن تعاليم رسول الله أي عائق ولن تهددهم آلة القتل والدمار فهذه المناسبة متأصلة في الشعب اليمني ومستمدة من صميم الدين وتعاليم القرآن.
ذلك ما يؤكده رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين قائلا: “أهل اليمن يبادلون النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوفاء بالوفاء الذي قال الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية وقوله “أتاكم أهل اليمن هم خير أهل الأرض كأنهم السحاب وقوله ” لا تسبوا أهل اليمن فإنهم مني وأنا منهم.. وكذا قوله.. إني لأجد نفس الرحمان من هاهنا وأشار إلى اليمن”.
وأضاف” لم نجد شعبا بهذا المستوى من النضج والصمود والثبات والتوكل على الله والجهاد في سبيله دون أن يخاف في الله لومة لائم، مؤكدا ان أهل اليمن هم المجاهدون الصابرون والثابتون يستحقون هذه المنزلة من رسول الله، فهنيئا لأهل اليمن وعضّوا على هذه النعمة بالنواجذ واصبروا وصابروا ورابطوا “.
إحياء للرسالة المحمدية
وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي يقول ” إن إقامة هذه الذكرى الكريمة تعني إحياء للرسالة المحمدية وإحياء لشخصية الرسول الأكرم في وجدان الأمة وفي مشاعرها وأحاسيسها حتى تحس وتشعر وكأنها تعيش عصر الرسالة وتعايش إشراقة الإسلام على دنيا الجهالة والظلم والكفران فتشرق في القلوب أنواره الزاهية فيزدهر الإيمان وتترسخ مفاهيم القرآن وتترنح شرعة الطاغوت وتتهاوى معاقل الكفر والطغيان والتسلط تماماً كما تهاوى إيوان كسرى وتهاوت رموز الكفر من أصنام الحجر والبشر يوم أشرقت الدنيا بطلعة نبي الهدى عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
وهكذا يجب أن نفهم ماذا يعني إحياء هذه المناسبة الشريفة وأنها تتطلب عملاً جاداً، وتغييراً واضحاً في سلوكنا وتعاملنا، وانطلاقنا في كل الميادين في مواجهة الطاغوت طاغوت الأهواء والنزوات الشريرة في النفوس، وطاغوت الأصنام البشرية التي جثمت على صدور أبناء الأمة المسلمة كل هذه الحقب المتطاولة.
واضاف قائلا: “هنيئاً هنيئاً أتباع الرسول محمد بهذه المناسبة الغالية، وسحقاً سحقاً للطغاة الظالمين الذين يدعون أنهم من أتباع هذا النبي الكريم وهم يسخرون كلما يملكون ويبذلون ما بوسعهم من الأموال والجهد لإطفاء نوره استجابة لتوجيهات أسيادهم من قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. والعاقبة للمتقين.
مجابهة المعتدين
وشكلت الاحتفالات بالمولد النبوي فرصة لاستلهام القيم والأخلاق النبوية الرفيعة في تعزيز روح الجهاد والثبات والصمود ليكون الشعب اليمني أكثر صلابة في مواجهة الأخطار المحدقة بالوطن، ذلك ما أكد عليه وزير الإدارة المحلية علي بن علي القيسي، مشيرا الى أن الهدف من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف هو الاقتداء بالرسول الأعظم واتباع الرسالة التي تشرف بحملها إلى البشرية جمعاء لتظل تعاليم وشريعة الإسلام حية متجددة لكل زمان ومكان.
وقال الوزير القيسي “إن المناسبة تستوجب منا كمسلمين وكيمنيين التأسي بنهج ومسلك رسول الإسلام وتجسيد مبادئه الخالدة في الثبات على الحق والصمود في مجابهة المعتدين”.
وأضاف ” إن ما يتعرض له وطننا وشعبنا الصامد من عدوان همجي أوغل في سفك دماء اليمنيين وشن حربا اقتصادية ودعائية وحصارا يتشابه في مجمله مع ما تعرض له رسولنا الأكرم في بداية دعوته ما يجعلنا أشد احتياجا للاسترشاد بنهجه العظيم”.
ولفت إلى أهمية الاستمرار في رفد الجبهات وتنفيذ توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى للوزارة بتشكيل لجان الحشد على مستوى المديريات وإلزام المكاتب التنفيذية بالاضطلاع بدورها في الحشد والتعبئة العامة في إطار العمل الجماعي.
داعيا في ختام حديثه أبناء الشعب وفي مقدمتهم قيادات وكوادر السلطة المحلية إلى تعزيز روح التكافل الاجتماعي والاقتصادي والتراحم بما يسهم في التخفيف من الآثار الكارثية للعدوان والحصار.
تعزيز الصمود والثبات
إن إحياء ذكرى المولد النبوي هو إحياء لسيرته وسنته الاقتداء بهديه ومنهجه خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء العدوان، إذ يؤكد وزير العدل القاضي أحمد عبدالله عقبات أهمية وعظمة المناسبة التي أحياها اليمنيون لاستلهام العبر والدروس في تعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان وتأكيد ارتباط اليمنيين بالرسول الأعظم.
وأشاد وزير العدل بمستوى حضور وتفاعل الشعب اليمني في مناسبة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف والذي عكس تمسك أهل اليمن وحبهم لرسول الإنسانية.
رسائل قوية
جعل الشعب اليمني من احتفالاته بالمولد النبوي رسائل قوية لقوى الاستكبار والطغيان العالمي، تؤكد في طياتها ان ابناء اليمن أولو قوة وأولو بأس شديد في ترابطهم وتلاحمهم وارتباطهم بالسيرة المحمدية، وهو ما يؤكد عليه ايضا وزير النقل زكريا الشامي قائلا ” أن الحضور الجماهيري في الفعاليات الاحتفائية بالمولد النبوي الشريف التي شهدتها العاصمة صنعاء وبقية المحافظات أربك العدوان وتحالفه الذي كان يراهن على خلخلة الجبهة الداخلية.
مضيفا ” إنها مناسبة عظيمة وفرصة لتعزيز التلاحم الشعبي في وجه العدوان”..
مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمولد النبوي يجسد عظمة المناسبة وصاحبها قائد البشرية وهاديها إلى طريق النور والرشاد، ومناسبة عظيمة لاستلهام الدروس والعبر في تعزيز الصمود والثبات في مواجهة قوى العدوان ومخططاته الهادفة إلى تركيع الشعب اليمني.
دليل قوة ارتباط
من جانبه أكد نائب وزير الاوقاف والارشاد العلامة فؤاد ناجي أن من أكبر الدلالات لإحياء المولد النبوي الشريف بهذا العظمة والحشود الكبيرة، أننا أمة نتمسك بنبينا ونعظمه ونجله ونحرص على التأسي به وأننا لا نزال نتولاه ونطيعه وبالتالي فلن يجرؤ أحد على الإساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
لافتا الى ان احياء الشعب اليمني المولد النبوي الشريف بهذه الصورة التي رآها العالم في ثمان ساحات فإن الأعداء سيحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي محاولة إساءة لمقدساتنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال ” لو سألنا واستقرأنا آراء الباحثين والعقلاء من المسلمين أو غيرهم وحتى آراء العامة وخصوصاً من غير المسلمين لو سألنا كل هؤلاء، بماذا تقيّمون الاحتفالات الجماهيرية الحاشدة عند المسلمين برسولهم، هل تدل على تعظيم المحتفلين وتمسكهم وحبهم لرسولهم أم العكس تدل على بعدهم وانقطاعهم لكن الجواب هو الجواب الأول.
مشيرا الى ان الحضور الملاييني للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في يمن الإيمان والحكمة وهو في ظل العدوان العالمي عليه يؤكد أن هذا الشعب هو شعب يمن الإيمان والحكمة فعلاً ويدل أيضاً على أنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة.
واضاف ” كل هذا الحضور ونحن في ظل العدوان السعودي الأمريكي دليل قوة ارتباط هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم حيث لم يدعوا العدوان يحول بينهم وبين الفرح برسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورغم الآلام والمآسي والجراح إلا أن فرحتهم برسول الله أكبر من كل جراحهم إضافة إلى ذلك فعندما تتزامن هذه الفعالية والمناسبة واليمنيون في جهادهم المقدس ضد أئمة الكفر والنفاق متأسين في ذلك برسولهم الكريم حين وقف في وجه الأحزاب ويهود المدينة ومنافقيها فإن ذلك يدل على مصداق ما قاله النبي الكريم عن هذا الشعب (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وكأنه ينظر بلحظ الغيب الذي أراه الله إلى هذا اليوم الذي كان قد وجده قبل مجيئه حين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) وحين قال عن نجد: (من هنا تظهر الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ثم قال: (إذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن).

قد يعجبك ايضا