ترامب: ابن سلمان ربما كان على علم بمقتل خاشقجي:
عواصم/ وكالات
أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن بلاده تمتلك أدلة تثبت مسؤولية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
وقال أكار، في مقابلة مع شبكة “BBC” الإعلامية البريطانية أجريت خلال زيارته إلى كندا ونشرت مساء الاثنين الماضي، تعليقا على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (“CIA”)، الذي جاء فيه، حسب تسريبات إعلامية، أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي: “كما تعلمون، هناك 18 شخصا متورطون في هذه العملية، وهم حاليا قيد الاحتجاز في السعودية، وطالب المدعي التركي بإعادتهم إلى تركيا لمحاكمتهم هناك، وكما تعلمون أيضا أن لدينا بعض الأدلة، وشاركناها مع بعض دول حلف الناتو، بما في ذلك بريطانيا وأمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا”.
ورداً على سؤال من المقابلة حول ما إذا كان يقصد بالأدلة التسجيلات الصوتية، أوضح أكار “لدينا تسجيلات صوتية، وأدلة أخرى”.
وأكد أكار أن السلطات التركية لن تنشر هذه التسجيلات في الوقت الحالي، لكن من الممكن أنها ستقوم بذلك لاحقا حال اتخاذ المدعي التركي قرارا مناسبا، وهذا الأمر يتوقف على سير تطورات الأحداث.
وتعليقا على مدى ارتياح تركيا من التحقيق الذي تجريه السعودية، قال أكار “طلبنا إعادة الأشخاص الـ18 المشتبه فيهم، وسيكون من الأفضل بكثير أن تتم محاكمتهم في تركيا، حيث وقعت هذه الجريمة”.
وتابع وزير الدفاع التركي “لم نتلق حتى هذا اليوم جواباً على طلبنا”.
وأكد أكار، في رده على سؤال حول ما إذا كانت تركيا توجه أصابع الاتهام بمقتل خاشقجي لولي العهد السعودي “لدينا الآن بعض الأدلة على ذلك، وشاركناها مع كثير من الدول. ونائبنا يدرس هذا الأمر من كل الزوايا والوجهات”.
وحول التساؤلات بشأن تنصت السلطات التركية على القنصلية السعودية، قال وزير الدفاع “لا يوجد شيء مثل هذا بالتأكيد، لكننا لن نصرح الآن عن مصدر هذه التسجيلات. هذا تعليقكم أنتم… التسجيلات لدى المخابرات التركية”.
وفي رده على اتهام المذيعة لتركيا بأنها تسجن صحافيين في الوقت الذي تقول إنها تسعى للعدالة في قضية خاشقجي، قال أكار “لا صحافيين مسجونين في قضايا يمكن مقارنتها مع قضية خاشقجي، وكل هؤلاء الأشخاص لديهم سجلات إجرامية… وهؤلاء ليسوا صحفيين”.
وتواجه السعودية ضغوطا دولية واسعة على خلفية مقتل خاشقجي، الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية والذي تم اغتياله على يد فريق أمني من السعودية في مقر قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية يوم 2 أكتوبر وكان معروفا بانتقاداته لسياسات الرياض في مجالات عدة.
وأعلنت النيابة العامة السعودية لاحقا أنه قتل في البعثة الدبلوماسية على يد فريق أمني كانت مهمته إقناع الصحفي بالعودة لبلاده أو اغتياله حال رفضه، ووجهت اتهامات لـ11 شخصا وطالبت بإعدام 5 منهم.
لكن السلطات التركية وجهت انتقادات واسعة للسعودية بسبب أسلوب تعاملها مع القضية، داعية إلى إجراء تحقيق دولي فيها، واتهم بعض المسؤولين الأتراك سلطات السعودية بالتستر على المسؤولين الحقيقيين عن مقتل خاشقجي.
والجمعة الماضي ذكرت مصادر عدة لوسائل إعلام غربية، على رأسها “واشنطن بوست” ووكالة “رويترز”، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي يوم 2 أكتوبر في قنصلية بلاده باسطنبول التركية.
من جانب آخر اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول تحييد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبرا أن الرئيس يؤدي دور “شركة علاقات عامة” تعمل لحساب ولي العهد.
وأضاف الناتور كوركر في تغريدة على تويتر “ما كنت أظنني سأحيا إلى يوم أرى فيه البيت الأبيض يعمل كشركة علاقات عامة لولي عهد السعودية”.
بدوره قال السناتور راند بول إن “هذا البيان يضع السعودية أولا وليس أمريكا أولا”، في إشارة إلى الشعار الذي لا يكف ترامب عن ترديده وهو أمريكا أولا”.
بدوره قال السناتور جيف فليك: الشديد الانتقاد لترامبفي تغريدة على تويتر إن “الحلفاء الوثيقين لا يخططون لقتل صحافي، الحلفاء الوثيقون لا يوقعون بأحد مواطنيهم في فخ لقتله”.
وكان السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من ترامب قال الأحد إنه “يستحيل تصديق” أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن يعلم بما فعله الفريق السعودي الذي أرسل إلى تركيا لقتل جمال خاشقجي.
وكان ترامب قد قال للصحافيين في وقت سابق أمس الأول: إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لم تتوصل إلى أي شيء قاطع يدل على أن ولي العهد السعودي أمر بقتل خاشقجي، مناقضاً بذلك ما أوردته تقارير إعلامية من أن الوكالة استنتجت أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل الصحافي السعودي، كما أكد ترامب في بيان الثلاثاء أن أمريكا تعتزم “البقاء شريكا راسخا للسعودية.
إلى ذلك اكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية اطلع على تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أصدر أوامر القتل.
وقال المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- لشبكة “آي بي سي” الأمريكية إن ضلوع محمد بن سلمان في اغتيال خاشقجي واضح بشكل صارخ، مؤكداً أن ثمة إجماعاً على أن القيادة السعودية متورطة في عملية الاغتيال.
وأكد المسؤول أن التقرير الاستخباراتي لوكالة الاستخبارات المركزية يستند إلى اعتراض المكالمات الهاتفية بين فريق الاغتيال ومساعدين لمحمد بن سلمان، كما أكد أن من بين الأدلة المذكورة في التقرير العلاقة بين أعضاء فريق القتل وولي العهد.
ويضيف هذا التصريح الجديد المزيد من الضغوط على البيت الأبيض، كون المتحدث من داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، واطلاعه على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية يؤكد أنه مسؤول رفيع المستوى. فليس بمقدور أي أحد أن يطلع على تقرير بالغ السرية، وأن هذا الأمر يضاف إلى التوقعات والتحليلات التي تشير إلى وجود فريق ضاغط على الرئيس ترامب داخل الإدارة الأمريكية،الأمر الذي يذكر باستقالة مسؤولة قسم الشؤون الخليجية بالبيت الأبيض من منصبها، والتي كانت تدفع باتجاه موقف متشدد باتجاه السعودية، وهي التي أصرت على إضافة اسم سعود القحطاني المقرب من ولي العهد إلى لائحة المسؤولين السعوديين الذين فُرضت عقوبات عليهم.
من جهة أخرى قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على علم مسبق بقتل خاشقجي، معتبرا أن الجريمة المرتكبة بحق جمال خاشقجي مروعة وواشنطن لا تبررها.
ونشر البيت الأبيض أمس الأول بيانا صادرا عن الرئيس الأمريكي تطرق فيه إلى قضية مقتل خاشقجي، زعم فيه “إن العالم مكان خطير للغاية! وهناك، على سبيل المثال، إيران”.
وتابع ترامب “من جهة أخرى، هناك السعودية، التي ستنسحب من اليمن بسعادة في حال موافقة الإيرانيين على مغادرته، إن السعوديين سيمنحون في هذه الحال بشكل فوري وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن بصورة ماسة، وبالإضافة إلى ذلك وافقت السعودية على إنفاق مليارات الدولارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب”.
وأضاف ترامب في بيانه “بعد زيارتي الطويلة إلى السعودية في العام الماضي وافقت السعودية على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في أمريكا، وهذا المبلغ المالي قياسي وسيخلق مئات آلاف فرص العمل ويوفر نموا اقتصاديا عظيما، بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى للولايات المتحدة. وسيتم إنفاق 110 مليارات دولار من أصل 450 لشراء المعدات العسكرية من شركات Boeing وLockheed Martin وRaytheon وكثير من الشركات العسكرية الكبرى الأخرى المتعاقدة في أمريكا”.
وقال ترامب “إن إلغاءنا هذه الصفقات بصورة متهورة سيعود بمنفعة ضخمة لروسيا والصين، اللتين سيسرهما خوض هذه الأعمال الجديدة. وسيمثل ذلك هدية ممتازة لهما مباشرة من أمريكا”.
واعتبر ترامب “. وبالعكس اتخذنا إجراءات قوية ضد هؤلاء الأشخاص الذين تبين أنهم شاركوا في عملية القتل هذه. ونعلم الآن، بعد تحقيق واسع ومستقل، تفاصيل كثيرة حول هذه الجريمة الفظيعة. إننا فرضنا عقوبات على 17 سعوديا من المعروف أنهم شاركوا في عملية قتل السيد خاشقجي والتخلص من جثته”.
وتابع الرئيس الأمريكي “يقول ممثلو السعودية إن جمال خاشقجي كان عدوا للدولة وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكن قراري لا يعتمد على ذلك على الإطلاق، فهذه الجريمة المروعة لا مبرر لها”.
وأكد ترامب أن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، محمد بن سلمان، “ينفيان بحزم أي علم لهما بالتخطيط لقتل السيد خاشقجي أو تنفيذ هذه العملية”. وأوضح “أن وكالاتنا الاستخباراتية تواصل تقييم كل المعلومات، لكن من المحتمل جدا أن ولي العهد كان لديه معرفة بهذا الحادث المأساوي. من الممكن أنه على علم أو لم يعلم”.
واستطرد الرئيس الأمريكي بالقول “من الممكن أننا لن نكشف أبدا كل الحقائق المتعلقة بمقتل السيد جمال خاشقجي”.
وشدد مع ذلك على أن أمريكا، في أي حال من الأحوال، تقيم علاقاتها مع السعودية وليس مع أشخاص منفردين، إلا أنه أضاف قائلا “إن السعودية حليف عظيم بالنسبة إلينا في كفاحنا المهم جدا ضد إيران. تعتزم أمريكا أن تبقى شريكا ثابتا للسعودية من أجل حماية مصالح بلادنا وإسرائيل وكل شركائنا الآخرين في المنطقة”.
وأضاف ترامب “تعتبر السعودية ثاني أكبر دولة منتجة للنفط عالميا بعد أمريكا، إنهم عملوا بصورة وثيقة معنا وأبدوا استجابة كثيرة لطلبي إبقاء أسعار النفط عند مستويات معقولة، الأمر الذي يشكل بالغ الأهمية بالنسبة للعالم”.