نائب وزير الأوقاف لـ«الثورة»: إحياء المولد النبوي الشريف من المسلَّمات ومن يشكك أو يسيِّس المناسبة فليراجع نفسه

 

*نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي لـ«الثورة»:
* إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف محطة لتجديد الولاء والارتباط برسول الله عليه وآله الصلاة والسلام
حوار/ أحمد المالكي

أكد نائب وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ فؤاد ناجي أن إحياء المولد النبوي الشريف يمثل بالنسبة لليمنيين محطة لتجديد الولاء والارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاملا من عوامل الوحدة التي يمكن تحويلها إلى ملتقى للتوحد والاعتصام وراء الرسول الأعظم ومنهجه المتمثل في القرآن الكريم إضافة إلى أنها مناسبة للعودة إلى هويتنا الإسلامية الجامعة التي لا يمكن أن تذوب في بوتقة العولمة والغزو الثقافي المعادي للأمة.
وأشار إلى أن أهمية إحياء هذه المناسبة تأتي من أهمية الظرف المصاحب المتمثل في العدوان والحصار وينبغي أن نجعل من هذه المناسبة فرصة ومدرسة لاستلهام الدروس والعبر في الصمود والثبات كما كان رسول الله في مثل هذه المواقف.
وقال ناجي إن على أولئك الذين يشككون في نوايا الشعب اليمني المؤمن الذي يحتفل بنبيه ورسول العالمين أن يراجعوا حساباتهم ومواقفهم من الرسول والإسلام حينما يطبعون مع اليهود ويستقبلون ترامب ونتنياهو ويحتفلون بعيد الحب بينما يقولون أن الاحتفال بمولد الرسول الأعظم بدعة، مؤكدا أن الشعب اليمني عندما يحتفل ويحيي ذكرى المولد النبوي الأعظم فليس له هدف سوى تعظيم الرسول والارتباط به ومن يسيس الفعالية أو يشكك في نوايا المحتفلين بالرسول فعليه أن يراجع موقفه ويصحح خطأه.
نائب وزير الأوقاف والإرشاد تحدث عن أهمية إحياء المناسبة وضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في مواجهة العدوان والتحشيد لإحياء المولد الشريف بالشكل المشرف.. المزيد من التفاصيل تقرأونه في سياق الحوار التالي الذي أجرته «الثورة» معه، فإلى التفاصيل:
• هذه الأيام يحتفل اليمنيون بإحياء المولد النبوي المعظم، برأيكم ماذا تمثل هذه المناسبة بالنسبة لعامة المسلمين وللشعب اليمني خاصة؟
– مناسبة المولد النبوي الشريف تمثل للشعب اليمني الكثير والكثير فهي محطة لتجديد الولاء والارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي أيضا فرصة لتقييم الواقع على ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كما انها تمثل للشعب اليمني خصوصا مناسبة عزيزة لمبادلة الرسول الوفاء بالوفاء، فاليمنيون لا يزالون يحتفظون بالوسام النبوي الخالد الذي سيظل تاجا على رؤوسهم حينما أثنى عليهم في كثير من أيام حياته عندما قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) أو عندما دعا لهم وللشاميين قائلا:» اللهم بارك في يمننا وشامنا) وعندما سلم عليهم حينما بلغه إسلام أهل اليمن «السلام على همدان ، ثلاثا» وغيرها من المواضع التي ميز فيها اليمنيين عن غيرهم، ومن اللازم أن يبادلوا رسولهم الوفاء بالوفاء وأن يكونوا عند حسن ظنه بهم «والشعب اليمني ليس غريبا عليه أن يتميز من بين شعوب الأمة الإسلامية في إحياء هذه المناسبة التي يعتبرها أم المناسبات، فإلى اليمن ينحدر الأنصار الذين كانوا أول من استقبل الرسول الأكرم على أطراف المدينة المنورة عند ثنيات الوداع مرددين «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .. وجب الشكر علينا مرحبا يا خير داع.. ما دعا لله داع إلى آخر القصيدة.
• ما أهمية الاحتفال بهذه المناسبة في اليمن، في ظل مساعي التطبيع الذي نلاحظه من قبل الأعراب هذه الأيام؟
– أهمية الاحتفال بهذه المناسبة أنها تمثل عاملا من عوامل الوحدة التي يمكن أن نجعل منها ملتقى للتوحد والاعتصام وراء الرسول الكريم ومنهجه القرآن العظيم إضافة إلى أنها مناسبة للعودة إلى هويتنا الإسلامية الجامعة فنحن حينما نحتفل بهذه المناسبة نحن في نفس الوقت نعمق الارتباط بهويتنا وثقافتنا وخصوصيتنا ونؤكد على أننا أمة لها منهجها ولها خصوصيتها ولها قادتها ورموزها ولا يمكن أن تذوب في بوتقة العولمة والثقافة الغازية، كما أنها تكتسب أهميتها أيضا من أهمية الظرف المصاحب وهو العدوان حيث ينبغي أن نجعل من هذه المناسبة مدرسة لاستلهام الدروس والعبر في الصمود والثبات كما كان الرسول الأعظم، فنحن نجاهد كما جاهد الرسول ونحاصر كما حوصر الرسول، ونقدم التضحيات كما قدم عليه الصلاة والسلام وإن شاء الله سننتصر كما انتصر، لأن الله سبحانه وتعالى يقول « إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد» صدق الله العظيم، إضافة إلى أن مثل هذه المناسبة حينما تنعقد في ظل التطبيع المتصاعد من قبل العملاء والخونة من حكام العرب، فإن إحياءها بالشكل المشرف والحاشد يمثل صفعة لهم حينما يستقبلون نتانياهو بينما يستقبل اليمانيون رسول الله في يوم مولده وحينما يقوون علاقتهم مع اليهود فيما يقوي اليمنيون والشعب اليمني ارتباطه برسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان كل إناء بالذي فيه ينضح فقد نضحت آنية الشعب اليمني حبا وولاء لرسول الله وتعظيما ومدحا وثناء لرسول الله صلى الله عليه وآله في الوقت الذي تنضح فيه آنية دول العدوان عمالة وخيانة وإجراما.
ومن الأهمية أيضا لإحياء هذه المناسبة أن تكون فرصة لتصحيح نظرتنا نحو الرسول الكريم فهو صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن مجرد واعظ ومسكين أو مجرد خطيب لا يملك إلا إلقاء الخطب والبيانات بل كان قائدا حكيما ومجاهدا شجاعا بمقدار رحمته بالمؤمنين يتعامل بالشدة والغلظة على الكافرين والمنافقين وقد جاهد وجرح وحمل السيف ولبس لامة الحرب والدرع ولو كان اليوم حاضرا لكان هو الذي يقود يمن الإيمان في مواجهة الشيطان وقرن الشيطان ولو كان موجودا للبس الجعبة وحمل البندق وخاض المعارك وجاهد كما جاهد في بدر وأحد والأحزاب، والشعب اليمني اليوم يجسد مبادئ الإسلام ورسوله ويحيي الجهاد كما أحياه صلى الله عليه وآله وسلم.
• ما هي الاستعدادات الجارية لوزارة الأوقاف لإحياء واستقبال هذه المناسبة العظيمة؟
– وزارة الأوقاف هي الوزارة الدينية وقد عقدت أول اجتماع تحضيري للاستعداد للمولد النبوي الشريف ووضعت خطة لمكاتب الأوقاف بالمحافظات تنفذ على مستوى المديريات إضافة إلى أنها ومنذ أواخر صفر وهي تعمم خطب الجمعة الخاصة بالحديث عن مولد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد عقدت اللقاءات الموسعة بخطباء المحافظات وجرى التأكيد على ضرورة إحياء المناسبة والتحشيد للفعاليات المركزية من خلال المسجد والمحاضرات في المناسبات.
• يأتي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واليمن تتعرض لعدوان عالمي غاشم وللعام الرابع على التوالي، ماذا يعني الاحتفال بهذه المناسبة في ظل العدوان والحصار؟
– الاحتفال في ظل العدوان والحصار هو رسالة صمود وتحد لأولئك المعتدين ورسالة حب وإخاء وسلام لباقي أمتنا الإسلامية وهو يشكل فضيحة مدوية لدول العدوان حينما تقتل وتحاصر شعباً لا جرم له إلا أنه يوالي رسول الله ويرفض موالاة اليهود وأيضاً إحياء مولد الرسول رغم الحصار والعدوان يدل على أصالة ووفاء هذا الشعب الذي يقول من خلال احتفاله لدول العدوان لن تستطيعوا أن تحولوا بيننا وبين رسولنا مهما عملتم إضافة إلى أن الشعب يعبئ طاقاته ويشحذ عزائمه من صاحب المناسبة الذي كان هو المجاهد الأول فيتأسى الشعب به في جهاده وصموده.
• هناك من يأخذ على اليمنيين أنهم يعظمون الرسول ويحتفلون بمولد النبي الأعظم، بل البعض يقول أنها بدعة، ما تعليقكم؟
– أعتقد أننا تجاوزنا تلك الأصوات المشبوهة التي تشكك في نوايا المحتفلين برسول الله وأصبح الحديث في مشروعيتها من المسلمات ما عدا أولئك الذين عميت قلوبهم لأننا رأينا كيف أن أولئك الذين يعتبرون المولد بدعة رأيناهم يحيون عيد الحب ويشرعنون لاستقبال ترامب ويصمتون عن استقبال نتنياهو ويبتلعون ألسنتهم عن حركات وعمليات التطبيع المتسارعة مع الصهاينة، فلماذا صمتوا دهراً ونطقوا فُجراً حينما عظمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم تحدث عن مولد عيسى ومولد مريم ومولد موسى وأيضاً شرع الله الفرح والثناء والحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال سبحانه وتعالى «ورفعنا لك ذكرك» « وأما بنعمة ربك فحدث» «قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا هو خير مما يجمعون» صدق الله العظيم.
• كمسلمين مؤمنين، ماذا يجب علينا لتعظيم هذه المناسبة؟ وكيف يجب استغلال المناسبة للتزود بالدروس والعبر منها؟
– مناسبة المولد النبوي الشريف هي مناسبة عظيمة مليئة بالدروس والعبر والحديث عن الرسول هو حديث عن الإسلام وحديث عن الأخلاق وحديث عن القيم والمبادئ وينبغي أن تكون هذه المناسبة فرصة للعودة الجادة إلى الرسول والرسالة لنصحح واقعنا على ضوء ما جاء به الرسول من الله سبحانه .
• هذه المناسبة تأتي علينا في اليمن في ظل تصعيد كبير في الساحل الغربي وبقية الجبهات من قبل الغزاة والمعتدين الأمريكان والصهاينة وأذنابهم من الأعراب الإماراتيين والسعوديين ومرتزقتهم، كيف يجب استغلال هذه الذكرى للتحشيد وما هي رسالتكم للشعب اليمني وللمجاهدين في الجبهات؟
– حينما نعود إلى الرسول المجاهد والله سبحانه يقول لنا « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر» فإننا يجب أن نجسد هذا التأسي في جهاد أولئك الغزاة وأذنابهم والله سبحانه يقول « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني» والإسلام هو حزمة ومجموعة متكاملة لا يمكن تجزئتها فلا إسلام إلا بكل فرائضه من جهاد وصلاة وصيام وإنفاق وقد أصبح الجهاد فرض عين على كل قادر على حمل السلاح ولا عذر للجميع أمام الله وقد شاهدنا جرائم العدوان بحق النساء والأطفال.
• علمنا أنكم في زيارة ميدانية بمدينة الحديدة، هل بالإمكان أن تنقلوا لنا صورة عن أوضاع الناس هناك؟ وما هي رسالتكم لأهلنا في تهامة ولليمن من الحديدة؟
– الحياة في محافظة الحديدة تسير بشكل طبيعي رغم التصعيد والإجرام إلا أن أبناء الحديدة أظهرتهم المواقف أشداء أقوياء لا يقبلون الذل والهوان والظلم والاحتلال ورسالتنا لأهل تهامة أن يصمدوا فكما انتصرت غزة على اليهود سينتصر اليمن على عملاء اليهود بإذن الله وإمكانيات الشعب اليمني أكثر من إمكانيات أبناء غزة وأيضاً كلما ظن العدوان أنه قد أحكم الخناق وكلما اشتدت المعاناة فإننا نكون إلى النصر أقرب كما قال سبحانه « حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه، متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب» ولم ينتصر موسى وقومه إلا في اللحظات التي كان فيها فرعون يظن أنه على مشارف النصر من موسى ومن معه، وهكذا نصر الله نبيه إبراهيم على النمرود، فما على شعبنا إلا الصمود والثبات ورفد الجبهات ومن لم يتحرك اليوم وقد شاهد كل الجرائم فإنه متبلد المشاعر وميت الضمير.
• كلمة أو رسالة أخيرة تود إرسالها، ما هي ولمن عبر صحيفة الثورة؟
– رسالتي الأخيرة هي أنه يجب على الجميع القيام بمسؤولياتهم في مواجهة العدوان والحصار فالوطن وطن الجميع والمسؤولية على كل رجاله وأبنائه وأن من واجبنا التفاعل والتحشيد لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف بالشكل المشرف واللائق، فالرسول يجمعنا ولا تلتفتوا إلى أولئك المشككين في نوايا المؤمنين فلا يوجد أي هدف أو غرض إلا تعظيم رسول الله والارتباط به ومن يسيس الفعالية أو يشكك في نوايا المحتفلين بالرسول فعليه أن يراجع موقفه وأن يصحح خطأه وتوهمه والله المستعان.

قد يعجبك ايضا