حين خذلت قريش رسول الله كانت صدور اليمنيين تٌفتح لتلقي دعوته وللذود عنه

 

*تاريخ عابق بالمفاخر والبطولات منذ 1400 عام
*اليمنيون كانوا السباقين إلى نصرة الإسلام يوم عز الناصر لدين الله

الثورة/

يؤكد اليمنيون يوما بعد يوم أنهم عروة وثقى بتمسكهم بحب النبي الكريم وتعاليمه المحمدية، لا يحيدون عنها شبرا منذ أن بعث الله محمدا نبيا فكانوا أنصار الله وأنصار رسوله وأنصار الحق أينما وجد، وهاهم اليوم امتداد لهذه المسيرة الإيمانية في نصرتهم لدين الله ورسوله ومقارعة الطواغيت والمستكبرين.. ، حيث يقول السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي إن الشعب اليمني هو يمن الإيمان والحكمة، يمن الأنصار يمن الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا وحملوا راية الإسلام عالية.. ويضيف: « كانوا سباقين إلى الإيمان والنصرة، الذين تبوأوا الدار والإيمان، يمن الفاتحين الذين حملوا رسالة الإسلام ولواء الفتوح في صدر الإسلام، وقوّضوا الإمبراطوريات الظالمة”

يوم عز الناصر لدين الله كان اليمنيون السباقين إلى النصرة، والحمية لرسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا يغيب استعراض علاقة اليمن بالإيمان، وعلاقة شعبها بنصرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الكتب الإسلامية والتاريخية، للموضوع علاقة بالمكانة العظيمة التي يكنها اليمنيون للإسلام، وبالارتباط الوثيق لأهل اليمن بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبأهل بيته، ووفق ما ينقله المؤرخون كان أهل اليمن الناصر والحامي للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم طردته عشيرته، وشكل هؤلاء القاعدة التي بُنيت على أساسها الدولة الإسلامية في المدينة، وقد سجل التاريخ أسماء كبار الصحابة الذين ارتبط اسمهم بالسيرة النبوية، منهم شهيد الإسلام الأول ياسر بن عامر العنسي.
وكان للأنصار، وهم من قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين، شرف تكوين القاعدة الصلبة للدولة الإسلامية التي أقامها النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة المنورة، بعد هجرته من مكة، كما يفخرون بأن هاتين القبيلتين ارتبطتا بنبي الإسلام حياة وموتاً، وشكلتا البيئة التي حمت ونصرت وأيّدت وآوت نبي الإسلام.
وفي مختلف المحطات يُذكِّر اليمنيون بالنصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية التي امتدحت هؤلاء، كالحديث المروي عن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عقب معركة بدر: «فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكتِ الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار».
في العام التاسع للهجرة، أوفد النبي إلى اليمن الإمام علي عليه السلام لدعوة الناس للإيمان برسالته. وعند وصول الإمام علي عليه السلام إلى صنعاء خطب في قبائل همدان التي تحلق أبناؤها حوله. وأسلمت قبيلة همدان كلها في يوم واحد، فكتب الإمام علي عليه السلام إلى رسول الله، الذي ما إن قرأ الرسالة خر ساجداً وقال: السلام على همدان. ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام.
ومنذ ذلك التاريخ، حظي اليمنيون باهتمام من رسول الله، واحتل النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإمام علي عليه السلام مكانة كبرى في قلوب اليمنيين، الذين بنوا مسجداً سُمي “مسجد علي” مكان البيت الذي نزل فيه أمير المؤمنين عليه السلام .
والى جانب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يعطيه اليمنيون جنوبا وشمالا وشرقا وغربا اهتماما كبيرا، يحتفل أبناء اليمن ايضا بعيد “جمعة رجب”، حيث تحظى هاتان المناسبتان برعاية كبيرة واهتمام كبير حيث تشهد أضخم التجمعات الشعبية الجماهيرية يشترك فيها العلماء والنخبة وعامة الشعب … كما أن مناطق كثيرة في تريم وزبيد وتعز والحديدة تشهد نفس الفعاليات بالمناسبة.”
وفي المجالس اليمنية اليوم ومنذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م ، يتكرر نقل الحديث النبوي الذي يقول: الإيمان يمان، والحكمة يمانية. ويستدلون بما نقله “البخاري” من حديث نبوي يقول: اللهم بارك لنا في يمننا، اللهم بارك لنا في شامنا، وعندما سُئل النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان.
وفي الزمن الذي تسفك فيه دماء اليمنيين باسم الإسلام والدفاع عن بلاد الحرمين، يقف العالم بصمت ليمرر كل المذابح والمجازر دون أن يهتز أي جفن للعالم الإسلامي.
على الضفة الأخرى يقف ابناء اليمن، بكل تاريخهم العابق بالمفاخر، وبحاضرهم الذي يكتنز البطولات، لا يُذكّر اليمنيون غيرهم أنه في الوقت الذي خذلت فيه قريش رسول الله، كانت صدور اليمنيين تفتح لتلقي دعوته وللذود عنه، ولا يقف اليمنيون ليعيدوا إلى أذهان غيرهم أن رسول الله اختص الدعوة في اليمن بخليفته الأحب إلى قلبه، ولا يرددون مديح النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لليمنيين والهمدانيين لشيء، إلا لمواساة أنفسهم، أن الإيمان يمني خالص وأنهم كانوا السباقين إلى الإسلام وللنصرة يوم عز الناصر للدين الذي يمتطيه كُثر اليوم لتبرير الوحشية في تحقيق المصالح، يذكر اليمنيون أنفسهم بكل هذا، وينظرون إلى أن ما يُرتكب اليوم لا يخرج عن دائرة “قرن الشيطان” الذي لا يراه اليمنيون منطبقاً إلا على أسرة قدمت من نجد لتحكم الجزيرة العربية بالدم والفتنة.

قد يعجبك ايضا