سياسيون يؤكدون لـ”الثورة”: الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية وواحديتها تأكيد على مواصلة النضال ودحر الغزاة
استطلاع / مصطفى المنتصر
لم تكن ثورتا الرابع عشر من اكتوبر والـ26 من سبتمبر حدثين عابرين، بل كانتا تعبيرا متأصلا في الذات اليمنية في عشقها للحرية ورفضها للقهر وإصرارها على مواصلة النضال في دحر قوى العدوان والاحتلال .
سياسيون اكدوا في استطلاع اجرته “الثورة” على ضرورة استلهام العبر من نضالات الأجداد وأهمية المضي على نهجهم في سبيل استعادة الأرض وحماية الوطن من العبث والاحتلال .
الى التفاصيل:
البداية كانت مع الشيخ احمد حمود جريب محافظ لحج الذي اكد ان ثورة الـ14 من أكتوبر جاءت امتداداً لنضالات آبائنا واجدادنا العظماء في الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة في القرن العشرين ضد الاستبداد والاستعمار والكيانات السلاطينية وقاد نضالها الشهيد المناضل غالب بن راجح لبوزة ورفاقه الأبطال الذين جسدوا وحدة الكفاح الوطني. ضد الاستعمار البريطاني والكيانات السلاطينية في الجنوب، وأثمرت هذه النضالات الوطنية الكفاحية ثقافة وطنية تحررية ، اسس اركانها الرواد الأوائل من قادة العمل الوطني والمثقفون والصحافيون والنقابات العمالية والأدباء والفنانون، الذين عززوا من روح الولاء للوطن والكفاح من أجل كرامته وسيادته ونشروا عالياً أفكار ومبادئ الحرية والاستقلال والوحدة وقد تعرضوا في سبيل ذلك الى كافة أشكال التعذيب والاعتقال والنفي .
واضاف : إن ما يعيشه اليوم ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من واقع مرير تحت وطأة المحتل وإجرامه يجعلنا امام تحد ضروري وواجب وطني لاستعادة الحق المسلوب والحفاظ على ما تبقى من ثروات وموارد سخرت من اجل تحقيق اهداف المحتل ومشاريعه التي تستهدف المواطن والأرض وتنال من عزة وسيادة وطننا الحبيب .
وأشار إلى أهمية ان يتحد اليمنيون في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عنه وطرد المحتل إلى غير رجعة فالوطن اليوم يمر بمنعطف خطير يتحتم علينا رفض كافة اشكال التفرقة والتشرذم والسير على خطى الثوار الذين لقنوا المحتل دروسا بالغة في مختلف العصور وعلى ضوئها سميت اليمن بمقبرة الغزاة لرفضها ورفض أبنائها كافة أشكال الاحتلال والارتهان ولاقى المحتل نتيجة ذلك القتل والتشريد والتنكيل بصورة جعلت اليمن محطة لذكريات الأجيال ومدرسة للبشرية التي علمتهم معنى حب الأرض والشرف والرجولة .
انتصار سياسي
من جانبه اكد محافظ عدن. الاستاذ طارق مصطفى سلام أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة مثلت انتصاراً سياسياً ومعنوياً وعسكرياً وحافزاً للجمهورية الوليدة في صنعاء، التي كانت لاتزال تتعرض لحرب شرسة شنها الملكيون بدعم سعودي أمريكي بريطاني من الحدود المجاورة للسعودية، والحدود الممتدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في المناطق الشرقية، والتي كانت تنشط فيها بريطانيا، وتقدم الدعم العسكري المباشر والمساعدات المالية للقبائل المرتزقة التي جندتها الملكية، وقاتلت في صفوفها ضد النظام الجمهوري في صنعاء الذي كان قد بدأ العمل العسكري ضدها من أكثر من محور.
وأضاف : إن هذه الأحداث وغيرها. التي حدثت سابقا وبدعم سعودي امريكي بريطاني تعيد إلى أذهاننا حقيقة ما يجري اليوم من تكالب وتحالف أرعن تشنه ذات الدول التي تأمرت على اليمن قبل 55 عاما ومازالت حتى اللحظة تسعى ومن خلال مشاريعها الصغيرة إلى تحقيق أطماعها وتحقيق مكاسب على حساب كرامة وعزة شعبنا وسيادة بلدنا وهو ما يرفضه اليمنيون منذ الأزل ولازالوا حتى اللحظة يناضلون انتصاراً للوطن ووحدته وسيادته .
وقال : لم تكن ثورة الرابع عشر من اكتوبر والـ26 من سبتمبر والـ21 من سبتمبر أحداثا عابرة، بل هي تعبير متأصل في الذات اليمنية في عشقها للحرية ورفضها للقهر.. واكتوبر لا تنفصل عن السياق التاريخي لسبتمبر وأسلوبه في الهبات الشعبية التي عبرت عن نفسها في التدافع المدهش لمنازلة الاستعمار وطرده.
وظلت جذوة طلب الحرية متقدة ولا تزال مهما طال ليل الاستبداد وتطاول عهده فلابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر .
و 21سبتمبر 2014م دليل مادي على أن ليل الظلم إلى زوال فهي تحققت بعد ان استيأس البعض إثر تغلب القوى الدولية المسيطرة على القرار اليمني على عدة هبات شعبية ولكن النضال التراكمي تحول لسيل جارف لم يبق ولم يذر وهو رهاننا في ذكرى أكتوبر بأن شعبنا على موعد مع ربيع يمني جديد فلا يغترن المحتل ببطشه وجرمه فالذات اليمنية جبلت على الحرية ورفض الخنوع والظلم. والارتهان..
أعادتا مكانة اليمن
إلى ذلك أكد الشيخ هاشم السقطري محافظ سقطرى أن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر أعادتا مكانة اليمن ، وشكل قيامهما حدثـا تاريخيـاً وحضاريـاً وانتصارا للإرادة الشعبية اليمنية التواقة لاستنشاق عبير الحرية والعزة والكرامة والحياة الكريمة، حيث كان للثورة السبتمبرية الأثر البالغ والفاعل في استكمال التحرر الوطني واندلاع ثورة الـ(14) من أكتوبر عام 1963م من على قمم جبال ردفان الشماء ضد الاحتلال البريطاني الغاشم فعند إعلان قيام الثورة صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م عبرت الجماهير اليمنية عن فرحتها بهذا الحدث العظيم في كل قرية ومدينة دون استثناء؛ إلا أن تعبير الجماهير في الجنوب المحتل حينها من قبل الاستعمار البريطاني كان له طابع مميز أظهر ثقل هذه الثورة وفجر طاقات الشعب الوطنية، وانتصرت الثورة بفضل التلاحم بين كل أبناء الشعب اليمني ما يؤكد واحدية الثورة اليمنية.
وأضاف : الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية وواحديتها هو احتفال بدخول اليمن عصراً وعهداً جديدين والانطلاق إلى عالم الحرية والوحدة والديمقراطية التي ناضل أبناء اليمن جميعاً بروح واحدة لسنوات طويلة من أجل الوصول إليها وضحوا بدمائهم رخيصة في سبيل تحقيقها وكان للالتفاف والتلاحم الجماهيري الشعبي الذي سجله التاريخ من جميع أبناء الوطن شمالاً وجنوباً الذين حققوا بتلاحمهم الحلم الوطني الكبير بدحر الاستعمار البريطاني ، والمضي لإعادة تحقيق الوحدة الوطنية التي ناضل في سبيلها الثوار الأحرار شمالاً وجنوباً وسطروا أروع التضحيات بدمائهم في أرجاء الوطن لإدراكهم أن الوطن وطن الجميع وأن عزة أبناء اليمن لن تكون بالتشطير والتشرذم وإنما بالقوة والتكاتف. ولهذا مثّلت ثورتا سبتمبر وأكتوبر بكل ما في الكلمة من معنى ـ معنى واحدية الخيار والاختيار بروح الوطن الواحد بكافة قواه الوطنية دون أي تمييز شطري بين أفراد الوطن الواحد، وسجل التاريخ هذه الحقيقة لكل الأجيال بكل موضوعية واحدية الثورة خيار الوحدة الإستراتيجي الذي يوازي تماماً هوية المكان والزمان والإنسان لإصلاح الحال وبناء دولة قوية تنتزع الفقر وتحقيق العدالة، والتحول إلى فضاء التنمية الشاملة ، وهذا ما لم يرق لأعداء اليمن الذين تكالبوا عليها وجاءوا باحتلال جديد وبعنوان جديد .
واشار السقطري الى ان على اليمنيين اليوم أن يعوا حقيقة المحتل الذي يسعى الى تدمير مقدرات الوطن ونهب ثرواته من أجل الوصول إلى غاياته الدنيئة التي تستهدف هوية اليمن وسيادته وحقوق شعبه ناهيك عن مدى الوحشية والجرم الذي تمارس بشكل يومي ضد أبناء المحافظات المحتلة مع اختلاف الوسائل والأساليب من خلال قتل وتعذيب واغتصاب واغتيال وغيرها من الاساليب واصناف الموت والعذاب المتعددة وهو ما يحتم علينا جميعا ان نقف بوجه هذا المحتل ونجعل من هذه المناسبة محطة لمواصلة درب النضال الذي سار عليه اباؤنا واجدادنا في سبيل دحر المحتل واستعادة الارض .
تأكيد على النضال
عن ذلك يقول اللواء الركن لقمان باراس محافظ حضرموت أن هذه الظروف وبالذات ظروف الحرب والعدوان على اليمن ظروف الهيمنة الاستعمارية والاستكبار والغطرسة ظروف الحقد والإذلال للشعوب وتدميرها، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا وفي ظل هذه الظروف التي يمارس فيها العدوان كل اشكال واساليب الضغط على اليمن وشعبه لم يزد الثورة والثوار الا حضورا في ذاكرة الشعب ووجدانه وزخما ثوريا منقطع النظير تجسد في خروج الملايين الى الشوارع منددين بهمجية العدوان ووحشيته وتوجههم إلى جبهات القتال لمواجهة قوى العدوان والاحتلال والذود عن الأرض والعرض ،فأوجه التشابه في الأهداف والأساليب المتعددة للاستعمار القديم والجديد تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عن اطماع الدول الضالعة في سيناريو الحرب العسكرية على اليمن والسيطرة على ثرواته. المكتشفة وغير المكتشفة في البحر وعلى الممرات المائية والموانئ المتحكم بها .
يضيف : غير أن هذا العدوان الذي دخل عامه الرابع ولم تستطع أن تحقق أي شيء من أهدافها. ولم تزد ثورة الرابع عشر من اكتوبر وغيرها من الثورات الوطنية التي سبقتها وتلتها إلاً حضورا بين أوساط الشعب وسيتذكر دون شك من هو على قيد الحياة من الثوار كيف بدأت الثورة من على قمم جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد المناضل راجح بن غالب لبوزة وكيف ذاع صيتها واشتهر اسمها داخل الوطن وعلى امتداد العالم. وكيف قاوم الثوار الاستعمار البريطاني القديم رغم ما يمتلك من قوة وعتاد ورغم احتلاله لأوطان عديدة ورغم كل ذلك أخرجوه الثوار الأبطال من وطننا صاغرا وإلى غير رجعة .
واليوم نؤكد لقوى الاحتلال الجديد ومشاريعهم الصغيرة وأدواتهم الرخيصة بأننا لن نتهاون أو نساوم في حقوقنا وأرضينا وسنقاوم بكل قوة حتى دحرهم إلى حيث أتوا وسيعلمون أي منقلب ينقلبون.