*في الذكرى الـ 55 لثورة الرابع عشر من أكتوبر
*باعوم : جنوب اليمن يرزح تحت احتلال سعودي إمارتي ويتعرض لجوع وإرهاب سياسي
الثورة / محمد شرف الروحاني
نعيش اليوم الذكرى الـ55 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد ذكرى طرد المحتل البريطاني من الجنوب اليمني ثورة 14 أكتوبر 1963م هذا الحدث الأبرز في تاريخ اليمن الحديث, لم يكن يوماً عادياً, لأن ما نتج عنه ثمرة لنضال وتضحيات عشرات الآلاف من أبناء اليمن الذين عانوا وضحوا من أجل نيل الاستقلال وطرد المستعمر الذي استولى على الأرض وخيراتها واستباح دماء الشعب من تاريخ (19 يناير 1839م) إلى 30 نوفمبر 1967م تاريخ رحيل آخر مستعمر لجزء غالٍ من أرض اليمن الحبيب ،وفي هذه الذكرى ، تزوح المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال من جديد، احتلال سعودي إمارتي…
فالإمارات والسعودية باتتا اليوم تسيطران على معظم أراضي المحافظات الجنوبية وتسيطران على مؤانئها ومطاراتها وتستغل ثرواتها ، وها هي المحافظات الجنوبية تعيش موجة من المظاهرات والمسيرات التي تدعو إلى طرد المحتل الإماراتي والسعودي وتحرير المحافظات الجنوبية ورغم القمع الذي يتعرض له المتظاهرون إلا أن المظاهرات والمسيرات تزداد يوماً بعد آخر وهذا مؤشر على قرب خروج المحتلين من المحافظات الجنوبية التي احتلوها بدعوى التحرير ثم سرعان ما انكشفت أقنعتهم ومشروعهم الاستعماري الذي يسعى إلى تقسيم المحافظات الجنوبية فيما بينهم .
احتلال كامل
الجنوب تحت احتلال سعودي إمارتي بالكامل، هذا ما أكده رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي فادي باعوم حيث يقول: إن جنوب اليمن يرزح تحت احتلال سعودي إماراتي “متخلّف” ويتعرّض لجوع ولإرهاب فكريّ وسياسي، وأنّ التحالف السعودي يفرض حصاراً على كل اليمنيين ، فالسعوديون والإماراتيون يتفقون في الخطوط العريضة ويختلفون في التفاصيل ويتّهم باعوم الإمارات “بالعمل على استغلال جنوب اليمن لبسط نفوذها على بحر العرب” محملاً حكومة هادي المسؤولية ،باعتبارها من استدعت هذا الاحتلال “.
ويضيف باعوم “ليس لدينا أيّ مشكلة مع من يحترم قرارنا وسيادتنا، ورفضنا أن نكون مرتزقة عند السعودية والإمارات أو القتال بالوكالة”، مؤكداً أنّه “لا تواجد لإيران في اليمن شمالاً وجنوباً، ونحن نريد إقامة علاقات مع الجميع” وعما إذا كانت تشير المتغيرات التي تسعى إليها السعودية والإمارات في اليمن إلى أن هذا الاحتلال كان مشروعاً منذ البداية بذريعة دعم الشرعية ، أوضح باعوم أنه “من المعروف أن أي دعم من أي دولة نحو دولة أخرى والذي يكون غالباً في الجانب العسكري أو السياسي، وخاصة عندما تسيطر تلك الدول على القرار السيادي داخل تلك الدول يعتبر احتلالاً”وتابع، أنه “عندما تشكل لجنة ثلاثية من السعوديين والإماراتيين وأتباع هادي وتتدخل حتى في توظيف وتعيين المحافظين ومدراء العموم وما إلى هنالك من الأمور.. وعندما تسيطر على المطارات والموانئ وترفع علم السعودية والإمارات على مقرات وإدارات سيادية كوزارة الداخلية والخارجية، فذلك يعتبر احتلالاً بالتأكيد”.
مندوب سامي في كل المحافظات
كما أشار باعوم إلى وجود مندوب سامي للسعوديين في كل المحافظات المحتلة، حيث يقول “السعوديون والإماراتيون دخلوا إلى جنوب اليمن بمسافة 1500 كيلومتر تمتد من النهر إلى باب المندب وهم يسيطرون على كافة المطارات والموانئ، ولديهم في كل محافظة جنوبية مندوب سامي سعودي وإماراتي، كما أنهم يديرون كل تلك المحافظات”، مشدداً “أنا مسؤول عن كلامي هذا”.
وتناول باعوم ” مسألة الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن، معتبراً أنّهما “متفقتان في الخطوط العامة، وخلافهما يكمن في بعض التفاصيل”، فقال “مثلاً فإن ساحل حضرموت مع الإمارات ووادي حضرموت مع السعودية، فيما أنهما يتقاسمان عدن فيما بينهما، معتبراً أن “هذا نوع من التقاسم غير أخلاقي تماماً”.
اغتيالات وفوضى
مسلسل الاغتيالات والفوضى وسيطرة الجماعات الإرهابية على كثير من الأراضي في الجنوب بات هو المسيطر على الساحة الجنوبية اليوم وهذا هو ما جلبه الاحتلال وهذا ما يريد إغراق اليمن فيه، مزيد من الفوضى ليتسنى له تنفيذ أجندته وإكمال مشروعه الاستعماري، وبحسب الإحصائيات فقد بلغت جرائم الاغتيالات والقتل التي شهدتها المحافظات الجنوبية المحتلة خلال الثلاثة الشهور الماضية ثلاثاً وخمسين عملية اغتيال وقتل ، منها 24عملية طالت قيادات أمنية وعسكرية و حزبية وأئمة مساجد فيما تم الإعلان عن اختطاف أربع فتيات واغتصابهن من قبل مليشيات الاحتلال في عدن ، وبالرغم من أن الاغتيالات مستمرة منذ دخول قوات الاحتلال الإماراتي السعودي إلى المحافظات الجنوبية إلا ان ارتفاعها يؤكد مستوى التدهور الأمني الكبير الذي وصلت إليه تلك المحافظات والصراعات المحتدمة بين مليشيات الاحتلال ، فلم يكتف الاحتلال الإماراتي بالتخلص من أبناء الجنوب عبر الزج بهم في معارك الموت التي قضت على أكثر من ثلاثة آلاف منهم خلال الأشهر الماضية ، بل يعمد إلى تصفيتهم بالاغتيالات ، بالإضافة إلى ارتكابه جرائم اختطاف النساء واغتصابهن واغتصاب السجناء في سجونه السرية ، وتفتيش مؤخرات قيادات المرتزقة كأسلوب يعتمده لإذلالهم واستعبادهم وأهانتهم واحتقارهم كما حدث مؤخرا لناصر النوبة قائد الشرطة العسكرية بعدن …ليكشف بعد ثلاثة أعوام من الاحتلال مفهوم التحرر لكن بالطريقة الإماراتية السعودية الأمريكية.
دعوات لطرد المحتل
الوجود السعودي والإماراتي تحول إلى كابوس مزعج لكل أبناء الجنوب ولأبناء عدن خاصة ، وأصبح اليوم مرفوضاً شعبياً من قبل فئات المجتمع الجنوبي ، باستثناء من ارتموا في أحضان السعودية و الإمارات وتحولوا إلى أدوات تحركها أبو ظبي والرياض كيفما تشاء لتحقيق أجندتها ومطامعها في عدن والجنوب .
فالإمارات التي وعدت الجنوبيين بالعيش الرغيد والأمن والاستقرار ، أصبحت تدير عدن بالرعب والإرهاب ، وأوكلت الأمر لمليشياتها بطريقة مستفزة لكل أبناء الجنوب، والمظاهرات والمسيرات التي تدعو إلى طرد المحتل الإماراتي والسعودي من ارض الجنوب باتت اليوم تتصدر عناوين الأخبار وإحراق علم الإمارات والسعودية وصور هادي وبن زايد وبن سلمان أصبحت تتكرر كل يوم وفي كل يوم تتزايد هذه الأصوات الرافضة للاحتلال رغم القمع الذي يتعرض له المتظاهرون، آخر هذه التحركات ما حدث في محافظة المهرة التي اعتقل فيها الكثير من أبنائها ووكيل محافظتها الشيخ علي الحريزي من قبل الاحتلال بعد رفضهم للوجود في محافظة المهرة فالسعودية والإمارات باتتا تتعاملان مع المحافظات اليمنية الجنوبية على أنها مستعمرات تابعة لهما .