رسائل الجمعة

 

عبدالفتاح علي البنوس

* من المؤلم جدا أن تشاهد وتستمع إلى بعض إخواننا من أبناء محافظة المهرة وهم يساندون قوى الغزو والاحتلال ويقفون إلى صف الغازي السعودي وهو ينتهك سيادتهم ويسعى لاحتلال محافظاتهم ، وتراهم فوق ذلك يهاجمون الشخصيات الوطنية التي تقف ضد هذه المشاريع الاستعمارية الاستيطانية ، ولهؤلاء نقول لهم : اتقوا الله في أنفسكم وفي محافظتكم ووطنكم ، المحتل قد يمنحك المال اليوم ويتودد لك من أجل مساعدته على تنفيذ مخططاته ، ولكنه عندما ينجز عمله ويدرك بأن لا حاجة له فيك سيرمي بك في سلة المهملات وقد يقدم على تصفيتك والتضحية بك ، وعليهم أن يدركوا ذلك جيدا ، ويعودوا إلى رشدهم فالمهرة أغلى وأثمن وأبقى لهم من الريالات السعودية .
* الأوطان لا تبنى بأيدي الغزاة والمحتلين ، الأوطان تبنى بسواعد أبنائها المخلصين الذين تخفق قلوبهم بحبها وينعمون بالأمن في ظلها ، ويعيشون من خيراتها ، ولكن متطلبات البناء والنهوض كثيرة وأهمها الوعي والإخلاص والعمل بضمائر حية من أجل الوطن ، ويغلبون مصلحته على ما دونها من المصالح ، بهكذا مناخ وأرضية تبنى الأوطان ، وعلينا حتى ونحن في ظل الظروف البالغة التعقيد العمل على ذلك تجسيدا لمشروع بناء الدولة الذي أعلن عنه فدائي اليمن الأول الرئيس الشهيد صالح علي الصماد طيب الله ثراه ( يد تحمي ويد تبني) .
* استمرار العبث بالثروة المائية من خلال الاستنزاف العشوائي لها ، باستخدام أساليب الري التقليدية المهدرة لهذه الثروة ، وعدم استشعار المواطنين في المناطق التي تتوفر لديهم مشاريع للمياه في المدن والقرى لأهمية الحفاظ على المياه وعدم إهدارها والإسراف والعبث بها ، كل ذلك يتطلب تكثيف برامج التوعية والتثقيف في هذا الجانب وتقدير هذه النعمة ، والنظر إلى الصعوبات والمعاناة التي يكابدها الكثير من المواطنين في المناطق التي لا تتوفر لديهم مشاريع لمياه الشرب ويضطر الأطفال والنساء إلى نقل المياه من مسافات طويلة ومرهقة ، فأزمة المياه ليست بالهينة أو السهلة ولكنها بالغة الخطورة وتستدعي تكاتف الجهود وتظافرها من أجل الحد منها ومحاصرة تداعياتها.
* ظروف البلاد صعبة ، وأوضاع المواطنين في غاية الصعوبة ، ولكن الواجب علينا جميعا أن نعرف من الذي تسبب في وصول البلاد إلى هذه الوضعية ، ومن الذي قطع المرتبات ونهب الإيرادات وأكل الأخضر واليابس ، نحن مع ثورة الجياع ، ثورة ضد المتسبب والمتورط في ذلك ، كلنا على علم من قطع المرتبات ونهب الإيرادات وحاصرنا برا وبحرا وجوا وتسبب في تهجير الملايين من منازلهم ، وهؤلاء هم من يجب أن نثور ضدهم ، إذا ما كنا ننشد نقل معاناة الجياع ، ولكن أن نستخدم الجياع كشماعة لتمرير أجندة خبيثة مدعومة وممولة من قوى العدوان فهذا ما لم ولن نقبل به على الإطلاق .
وبالمختصر المفيد, الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات والاضطرابات ، والشعب وصل إلى المخنق ، ويحتاج إلى أجواء مستقرة تمكنه من تنفس الصعداء والعبور إلى شاطئ الأمان ، وتجاوز كافة المنغصات التي تعترض مساره ، ويجب أن يعمل الجميع على تجاوز هذه المرحلة ولا داعي لصب الزيت على النار ، ففينا ما يكفينا وزيادة .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا