الشعوب النائمة
محمد علي علي الريدي
المعروف عن الشعب اليمني أنه شعب واحد ذو كرم وأخلاق ونخوة وحمية وشعب قبلي لا يرضى بالظلم لأي كان فكم مرات قام بنصرة الشعب الفلسطيني في محنته ضد الاحتلال الصهيوني وقام بجمع التبرعات وخروج المظاهرات حتى وهو في محنته الآن التي يمر بها وحتى استقبال المرحلين منهم وتكفلت اليمن بهم ومعاملتهم كأي مواطن يمني.
كذلك الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني أثناء غزو القوات الإسرائيلية للبنان وكان المقاتل اليمني بجانب المقاتل اللبناني في خندق واحد ضد العدو الصهيوني.
ونفس الشيء كان الجندي اليمني جنباً إلى جنب مع الجندي العراقي أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكذلك في السودان ضد الانفصاليين في جنوب السودان آنذاك.
ولا ننسى الوساطات تلو الوساطات لحل قضية الصومالية واحتضان اللاجئين الصوماليين في اليمن والذين وصل عددهم إلى أكثر من مليون لاجئ صومالي بالرغم من الوضع الاقتصادي في اليمن.
كما قام اليمن بالوقوف إلى جانب الشعب المصري أثناء حرب 73م ضد العدو الصهيوني وذلك عن طريق إغلاق مضيق باب المندب ومنع دخول أي دعم عسكري للعدو الصهيوني.
وكل ذلك بدافع الإخوة الإسلامية وإيماناً بعدالة القضايا العربية ونصرةً للحق على الباطل وأقل شيء كان يقوم به الشعب اليمني تجاه أي مظلومية لشعوب المنطقة العربية أو الإسلامية هو الخروج للتظاهرات وهذا واجب وطني وقومي وإنساني وأخلاقي ولكن حين وقع الشعب اليمني في هذه المحنة من عدوان وحرب إبادة من قبل ما يسمى التحالف العربي بقيادة مملكة آل سلول وبالرغم من تلك الجرائم والمجازر والمذابح التي ترتكب بحق الشعب اليمني من قبل دول العدوان للأسف الشديد لم نر أو نسمع أي شجب أو تنديد أو استنكار أو حتى الخروج للتظاهر والمطالبة بإيقاف هذه الحرب الهمجية والتي أكلت الأخضر واليابس.
فهل أذنب الشعب اليمني حين أراد الاستقلال بقراره والخروج من تحت الوصاية السلولية (آل سعود)؟ وهل أخطأ اليمنيون حين أرادوا اختيار من يقودهم إلى بر الأمان ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟ أليس من حق الشعب اليمني استخراج ثرواته واستغلالها في مصلحته وليس في مصلحة قلة قليلة كانت تستغلها لمصالحها الشخصية حتى وصل الحال باحتكارهم لكل شيء في البلاد وكأنها أملاك خاصة بهم لا غير وليس ملكاً للشعب.
فيا ترى أين تلك الشعوب التي كانت تخرج وتهيج ضد الظلم في أي دولة كانت عربية أو إسلامية أو حتى أجنبية؟ أم أن هذه الشعوب باعت عروبتها وإسلامها وأخلاقها وحتى إنسانيتها كما فعل حكامها؟ أم أنهم ما زالوا نياماً ولم يصحوا من سباتهم بعد.
ويا ترى أين ذهب أولئك العلماء المتشدقون الذين كانوا يتفننون بحديث المرأة والهرة وهل أصبحت الهرة أغلى من تلك الدماء التي تسفك بأيادي من كنا تعتبرهم أشقاء لنا؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام قال “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم مسلم”.
ويا ترى لو كانت هذه المجازر والمذابح وحرب الإبادة التي تحدث للشعب اليمني حدثت في أي دولة شقيقة كانت أو صديقة هل سيصمت عليها أهل اليمن كما هو الحال من الشعوب الشقيقة والصديقة؟! ومع كل ذلك نقول: لك الله يا شعب اليمن المغوار. والسلام ختام.