*قراءة في مذكرات الأستاذ أحمد محمد نعمان
*” فوجئنا بقيام الثورة ” وظهور عبد الرحمن البيضاني الذي خطف في ليلة كفاح الأحرار وتضحياتهم من عهد الإمام يحيى
عباس السيد
لعب الأستاذ أحمد محمد نعمان دوراٍ أساسياٍ في تاريخ اليمن الحديث فالجهد التحديثي الذي ساهم في ولادة النظام الجمهوري عام 1962م مدين للنعمان بالكثير.. لقد كان أول عمل سياسي قام به من اختار له التاريخ صفة أستاذ هو تأسيس مدرسة كأسلوب للتأكيد على أهمية التعليم في العملية الثورية وفي التنمية .
لا يمكن الحديث عن ثورة الـ 26 من سبتمبر دون التطرق إلى دور الأستاذ النعمان فاستبعاد النعمان أو التقليل من دوره النضالي والتنويري في اليمن منذ ثلاثينيات القرن الماضي هو الجحود الذي لا يصدر إلاّ من جاهل أو عاق أو أناني مريض .. لقد قيل الكثير عن النعمان وأدواره ومواقفه بينما ظل الأستاذ النعمان صامتا طوال عقود إلى أن صدرت مذكراته عام 2004م والتي جاءت لتوضح الكثير من الحقائق والملابسات في مسيرة الثورة ومحطاتها المختلفة ومن خلالها يمكن التعرف على شخصية النعمان ومواقفه الحقيقية كواحد من الطلائع الأفذاذ في تاريخ اليمن الحديث .
التعليم أولا
بدأ حياته العلمية في زبيد وبعد سبع سنوات من الدراسة أدرك أن المنهج الذي درسه جامد ولا يمكن أن يعمل على تطوير الوطن والإنسان أو الاعتماد عليه في إحداث التغيير وبدأ بالتمرد على مدرسة زبيد نفسها قبل أن يعود إلى قريته في ذبحان ويعمل على تأسيس مدرسة ومكتبة ساهمت في إحداث ثورة ثقافية في ذبحان والنواحي المجاورة لها من قضاء الحجرية.
وعندما زار الأمير القاسم نجل الإمام يحيى ذبحان ومعه الأمير علي الوزير في عام 1935م قال : ” ذبحان هذه قد تتحول إلى لبنان ـ في إشارة إلى تعدد التيارات الفكرية والثقافية في لبنان وانفصالها عن سوريا ـ وقد أحدث ذلك قلقا للنظام الإمامي الذي وجه بعدها باستبدال المدرسين وفي عام 1936م توجه النعمان للحج ومن هناك سافر إلى مصر والتحق بالأزهر الذي كان يعتبره مجرد مأوى فقط وهناك تعرف على العديد من رجال الصحافة والفكر المصريين والعرب ونمت عنده روح المعارضة للاستبداد والعزلة التي تعيشها اليمن .
وحين علم بإبعاد علي الوزير من ولاية تعز واستبداله بالأمير أحمد ” الإمام في ما بعد ” شعر النعمان بأمل في التغيير والإصلاح نظرا لقربه من الأمير أحمد الذي كانت تربطه به علاقة جيدة وكانا على تواصل مستمر أثناء دراسته بمصر وقد استمرت علاقة الود والاحترام بينهما خلال الفترات اللاحقة رغم اختلاف المواقف كان الإمام أحمد يجل النعمان ويقربه منه ويدعوه بالأستاذ وكان يقول : إذا كان البدر عيني اليمين فإن النعمان عيني اليسار بينما كانت علاقة النعمان بالأمير السابق علي الوزير سيئة على الدوام وكان النعمان يرى الأمير الوزير عقبة في سبيل الإصلاح وسببا رئيسيا في كثير من المظالم التي تحدث في تعز.
عاد النعمان إلى اليمن مطلع الأربعينيات وتولى إدارة المعارف في تعز وبعد ثلاث سنوات أيقن أن آماله لا تزال بعيدة فغادر تعز إلى عدن وهناك بدأ مع رفاقه مرحلة جديدة من المعارضة في إطار ” الجمعية اليمنية ” وجريدة صوت اليمن .
عندما قامت ثورة 1948م كان النعمان ورفيقه الزبيري قد أسسا الجمعية اليمنية في عدن وكانت على صلة بالمعارضة في الشمال تمكن الزبيري من الفرار إلى باكستان بينما اعتقل النعمان في ذمار وهو في طريقه إلى صنعاء ونقل مع آخرين إلى سجن حجة وهناك التقى عمه عبد الوهاب نعمان ” شقيق والده ووالد زوجته ” الذي كان سجينا منذ 27 سنة وبعد 4 أشهر نقل من سجن نافع إلى القاهرة ليلتقي أخاه الأكبر ” علي محمد نعمان ” الذي كان سجينا منذ أربع سنوات لأن الإمام سجن معظم أفراد عائلته عندما فر إلى عدن في 1943م.
مرحلة مراجعة
بعد عام 1948م شعر النعمان ورفيقه الزبيري بالحاجة إلى مراجعة الكثير من المفاهيم السياسية والفكرية والقومية التي كانت سائدة في تلك الفترة وقد كان التخاذل العربي لمؤازرة ثورة 48 في اليمن والنكبة التي ضاعت فيها فلسطين سببين رئيسيين كي يعيدا النظر في مواقفهما .. وقد صور الزبيري موقفه من كل ذلك في رسالة بعثها من باكستان إلى رفيقه النعمان في سجنه أواخر الأربعينيات وقد جاء فيها :
” إن تفكيرنا من أساسه كان من سوق السياسة العربية بما فيها من جمعيات وأحزاب وصحف ومحاضرات وزعماء ودجالين ممن أفسدتهم ولوثت ضمائرهم الخصومات والأغراض والمتاجرة السياسية بمصائر الشعوب لقد تقبلنا منهم كل شيء وتحمسنا له .. وحملنا أنفسنا وعائلاتنا ما لم يستطع أحد تحمله سوانا .. وقد تبين لنا في ما بعد أن تلك السوق السياسية موبوءة دنسة خبيثة ..”
ويمضي الزبيري في رسالته للنعمان قائلا :
” إن هذه السوق هي التي أضاعت فلسطين .. ولما سكنت المعركة بين العرب واليهود انقلبت إلى حرب أعصاب بين العرب أنفسهم كل يتهم الآخر ويتهمه ويتربص به وكان من أثر ذلك أن حدث في سوريا وهي من أنضج البلاد العربية ثلاثة انقلابات في أقل من عام .. ” .
رسالة الزبيري التي أوردها النعمان في مذكراته التي سجلها في بيروت عام 1969م أضاف عليها : ” وأنا اليوم أقول للإرياني ـ رئيس المجلس الجمهوري حينها ـ : هذه هي الصورة التي رسمها الزبيري قبل ” 20سنة ” ولم تتغير كثيرا إلا في أن السوق السوداء الجديدة أضاعت إلى جانب فلسطين أجزاء غالية من مصر وسوريا والأردن وهوت بالأمة العربية إلى الحضيض وجللتها بالعار كما أن الانقلابات في سوريا قد وصلت إلى 17 لا إلى ثلاثة فقط .”
تأثير الثورة المصرية
ومع قيام الثورة المصرية عام 1952م كان الزبيري قد انتقل إلى مصر وسمح له بتأسيس ” الاتحاد اليمني ” والحديث من صوت العرب وكان يحث رفيقه النعمان على الخروج .. أشعلت الثورة المصرية هواجس الإمام فتراجع حماسه عن الاستمرار في الإصلاحات التي كان قد سمح بها كما أحدثت الثورة المصرية هزة عنيفة للشارع العربي.
ويصف النعمان الوضع بقوله “: نسينا أن العرب يتاجرون بالشعوب قلنا لا شك في أن العرب الآن قد تغيروا وجاءت فلسفة الثورة لعبد الناصر لتدغدغنا وتضرب على الوتر الحساس .. ويضيف : كنت دائما ألهج بعبد الناصر وأنه الذي سيصلح العرب وكنت أفكر دائما كيف يمكنني أن ألقاه ..”
رهانات النعمان في التغيير
كان النعمان يدرك الواقع عن تجربة وخبرة ومعرفة حقيقية بمعاناة الناس وفهم لسيكلوجية الحاكم والمحكوم كما كان النعمان يستشرف المستقبل بعين المتبصر الحكيم والمسؤول .
لم يكن شكل النظام ” ملكياٍ أو جمهورياٍ ” يعنيه بقدر ما يعنيه تغيير الأوضاع التي يعيشها الناس وكان على ثقة من أن تحسين أوضاع الناس التعليمية والصحية والاقتصادية ستؤدي في النهاية إلى الأهداف المرجوة .
كان النعمان يدرك أن الشعب ـ وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها ـ ليس مهيأ لتقبل الثورة ولا يمكن الاعتماد عليه كحاضنة شعبية لحركة تعارض نظام الإمام ولذلك لم يكن يرى في محاولات اغتيال الإمام أو التمردات القبلية ولا في الانقلابات العسكرية حلا لمعاناة اليمنيين وكان الأستاذ يراهن في عملية التغيير على عاملين اثنين الأول : التغيير من الداخل عبر النظام نفسه من خلال استجابته للضغوط والنصح وقد كان ينطلق في ذلك من ثقافته الاجتماعية والدينية ” الدين النصيحة ” ويستدل بذلك على انتشار الإسلام وهداية عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وقد كانا من كبار الكفار في الجاهلية فكيف بالإمام الذي يعرف القرآن والسنة وقد كان يرى في البدر ـ الذي تتلمذ على يديه ـ أملا في التغيير المنشود .
فيما كان العامل الثاني يتمثل في نشر التعليم وزيادة وعي الناس وقد أولى النعمان هذا العامل جْل اهتمامه بداية من تأسيسه مدرسة ذبحان ثم إشرافه على التعليم في تعز بتوليه إدارة المعارف في اللواء بعد عودته من مصر مطلع الأربعينيات وإشرافه على التعليم في حجة عندما كان نزيلا في سجن القلعة والذي تم بإلحاح من شخصيات مقربة من الإمام وقد كلف بالإشراف ووضع مناهج الدراسة التي تضمنت مادة اللغة الإنجليزية والرياضة البدنية والكشافة وتم الاستعانة بمدرسين عرب ثم تأسيس كلية بلقيس في عدن مطلع الستينيات .
وخلال إقامته في عدن ـ سواء قبل 48 أو بعدها ـ كان شديد الحرص على تعليم أبناء الشمال الذين كان عددهم يتجاوز مائة ألف شخص .. وفي القاهرة لم يكن النعمان يألو جهدا في سبيل إلحاق اليمنيين في الجامعات والمعاهد المصرية والمساعدة في حصولهم على المنح الدراسية التي تكفل لهم الاستقرار أثناء دراستهم .
النعمان وتعليم المغتربين
وفي عام 1960م قام بجولة في بلدان المغرب العربي ـ تونس الجزائر ليبيا والمغرب ـ وحث الجاليات اليمنية هناك على أهمية تعليم أبنائهم ليعودوا إلى وطنهم بشيء من الثقافة والمعرفة .
وعن زيارته إلى بريطانيا يقول الأستاذ النعمان في مذكراته : وجدت اليمنيين عبارة عن عمال غير متعلمين يعملون على الآلات وهم يجهلونها ويتعرضون للأخطار والإصابات وتبتر أيدي البعض في تلك المصانع فلفتنا نظرهم إلى أهمية التعليم وقد جعلني ذلك اقتنع اقتناعا تاماٍ بأنه لا سبيل لتحرير بلادنا إلا بالعلم.
ويضيف النعمان : عدت من جولتي تلك إلى عدن وليس إلى مصر فاستقبلني اليمنيون وانتظروا مني أن أعمل على تنشيط حركة الأحرار من جديد وجدت مجموعة عندهم روح ثورية فقلت لهم دعونا من كل شيء العلم ولا سبيل غير العلم طريقنا الآن تعليم اليمنيين.
النعمان وكلية بلقيس
وقد أورد محمد عبد الواسع الأصبحي في مذكراته مقتطفات من كلمة الأستاذ النعمان التي ألقاها بعدن عام 1960م ـ بعد عودته من بريطانيا ـ بحضور عدد من رموز المعارضة الوطنية وجاء فيها : .. لا سبيل لنا إلا العلم .. عندما يتعلم هذا الشعب سوف يكون هناك تغيير أما الآن بدون تعليم ولا إدارات ولا طرقات ولا مدارس ولا مستشفيات فكيف سيحصل التغيير? وأضاف : لا فائدة .. يجب أن يتثقف هذا الشعب.. يجب أن يتثقف اليمنيون..عندنا طلبة يدرسون في الخارج ولكن هذا لا يكفي ..أما في هذه المستعمرة عدن فمحرم على طلاب اليمن من الشمال دخول كلياتها ومدارسها البريطانية .. لا بد من العلم ..لا بد من العلم.. العلم..العلم .
كان هذا الحديث بعد فشل عملية اغتيال الإمام أحمد التي كان سعيد إبليس ينوي تنفيذها في السخنة وفرار المشايخ من خولان إلى عدن بعد تمرد لقبائل خولان وقد شكل ذلك الخطاب بداية الحملة التي قادها النعمان لتأسيس كلية بلقيس في عدن التي استوعبت أكثر من 4 آلاف طالب في سنواتها الأولى مع أن ذلك الاجتماع الذي تم في عدن كان يراد له البحث في جمع التبرعات لدعم تمرد خولان .
الأستاذ والطلاب
في مطلع الستينيات نشبت الخلافات بين عبد الناصر والإمام أحمد بعد فترة من العلاقات الجيدة بين الطرفين وهي الفترة التي تلت انضمام اليمن لاتحاد الدول العربية مع الجمهورية العربية المتحدة وقد حاول المصريون توظيف معارضة النعمان والزبيري في معركتهم مع الإمام عبر برامج إذاعة صوت العرب ولكنهما رفضا أن يتم استغلالهما كأبواق يحركها الآخرون متى ما أرادوا وقد وجد المصريون في البيضاني بديلا جاهزا لتلك المهمة .
وطيلة بقائه في القاهرة حافظ النعمان على استقلالية قراراته وثبات مواقفه فيما ظل المصريون يبحثون بين ” الطلاب ” اليمنيين عن أدوات بديلة طيعة . وفي مذكراته يتحدث النعمان بمرارة عن تنكر بعض أولئك الذين ساعدهم وحفزهم على التعليم فتنكروا له لاحقا ولم يتردد بعضهم في تخوينه وقد ظل النعمان يطلق عليهم اسم ” الطلاب ” حتى بعد تخرجهم من الجامعات والكليات العسكرية وتبوئهم مناصب قيادية في حكومة الثورة.
كان النعمان شديد الاعتزاز بنفسه واثقا في قدراته وكانت نزعته الوطنية الاستقلالية تحول دون أن يكون جزءاً تابعا لسياسة هذه الدولة أو أيدلوجية سياسية فكرية محددة .. إذ لم يكن مؤمنا بالحزبية كوسيلة لحل القضايا والمشكلات اليمنية في إطارها وكان يرى من يسميهم ” الطلاب ” والذين توزعوا في أحزاب متعددة ـ ناصرية بعثية اشتراكية ـ بأنهم مفرطون في الشعارات و ” عبادة الأوثان ” على حساب القضية الوطنية اليمنية .
خلاف النعمان مع المصريين
بعد إلغاء عبد الناصر لاتحاد الدول العربية ” وهو الإتحاد الذي كان يِحْدْ من نشاط المعارضة اليمنية في مصر ” أبدى النعمان والزبيري استعدادهما للتحدث عبر صوت العرب أو إعادة إصدار صوت اليمن ولكن القيادة فضلت بقاءهما بعيدا في حين تزايد نشاط البيضاني في صوت العرب واشتدت الحملات الموجهة ضد الإمام وكان اليمنيون يتساءلون : أين الزبيري أين النعمان ؟
ويمضي النعمان في مذكراته قائلا ” أخذوا يقومون بأعمال دون إشراكنا وتمت مهاجمتنا من صوت العرب وسمونا بالأحرار القدامى الذين يدعون إلى العقل والحكمة ويرفضون حماس الشباب وجنون الشباب.. صبرنا على ذلك وإذا بنا نفاجأ بثورة 26 سبتمبر وكل ما كان للأحرار من مشاعر ومكتسبات تبناها البيضاني وكما كان عبد الناصر يقول البعثيون سرقوا شرف الكفاح والنضال العربي فإذا بعبد الرحمن البيضاني يخطف في ليلة كفاح الأحرار وتضحياتهم من عهد الإمام يحيى .. قامت الثورة فإذا بالبيضاني صدرها وأمها وأبوها.”
وبعد شهر ونصف من قيام الثورة حاول النعمان لفت نظر عبد الناصر إلى بعض المشاكل والأخطاء في التعامل مع الثورة التي قد تؤدي إلى الإضرار باليمن ومصر وسمعة عبد الناصر ـ وكان لا يزال واثقا فيه ـ عندما لاحظ أن القيادة المصرية تعتمد على ” شخصيات محددة ” وفي رسالة وجهها النعمان لعبد الناصر في 14 نوفمبر 62م وصف النعمان ” البيضاني والشلة التي تحكم اليمن باسم الجمهورية ” بأنها أسوأ من الشلة التي كان الإمام أحمد يحكم بها اليمن وأبدى النعمان في رسالته لعبد الناصر انزعاجه وعدم رضاه عن الاعتماد على السادات وعبد الحكيم عامر في إدارة ملف اليمن .. وبعد أسبوعين استدعي النعمان إلى مكتب السادات ليفاجأ برسالته التي بعثها لعبد الناصر بين يدي السادات وبعد ذلك فقد النعمان أمله في القيادة المصرية وتزايدت هوة الخلافات بينه والمصريين .
معركة مصرية ـ سعودية
ومثلما فوجئ النعمان بالثورة فوجئ أيضا بحجم الدعم والتدخل العسكري المصري الذي كان ـ بحسب النعمان ـ يتنافى مع أفكار ومبادئ عبد الناصر التي كان يعلنها في مواقفه ويلتزمها في سياساته مع الدول العربية الأخرى .. ومع تزايد أعداد القوات المصرية وتفاقم المشكلة في اليمن أدرك النعمان أن اليمن بات ساحة لمعركة مصرية ـ سعودية ولذلك قدم اقتراحه لقادة الثورة في صنعاء بالتوجه إلى السعودية وطلب اعترافها بالجمهورية مقابل انسحاب القوات المصرية من اليمن .
رفض الجمهوريون وحلفاؤهم المصريون مقترح النعمان واتهموه بمحاولة إعادة البدر وتم إبعاده إلى مصر كمندوب لليمن في الجامعة العربية .. وبعد نحو ثمان سنوات وأكثر من 200 ألف قتيل توصل الجمهوريون والسعوديون والمصريون إلى الحل الذي اقترحه النعمان قبل 8 سنوات واتهم على إثره بالخيانة والعمالة والرجعية .