لماذا الهمجية في الحرب السعودية..؟؟
عبدالمطلب عبدالله عبدالمغني
من ينظر إلى ما يحدث في اليمن من فظائع وموبقات بسبب الحرب السعودية وما أفضت إليه من دمار وخراب يتبيَّن له مدى همجية هذه الحرب..
ولعلنا في هذه الأسطر نميط اللثام عن ثمة ما هو سبب لهذه الهمجية..
فنقول أن الملك سلمان قد بلغ من الكِبر عتيا ولا يزال جاثما على كرسي الحكم..
والإنسان ما إن يبلغ سن الشيخوخة حتى تطرأ عليه تغيرات سيكولوجية فينزع الثقة من الآخرين ويسيء الظن بهم وكذلك يكون حساسا وبطيء الفهم..
ولا مشاحة في أن هذا الشيخ العجوز يعاني من أدواء فتاكة كداء المعدة ومن المعلوم أن أعراض هذا الداء خطيرة جدًا..
فالتوتر الشديد والقلق المستمر إنما هما بسبب هذا الداء..
وأن يقطع المرء أمرًا وهو في حالة توتر أو قلق يعني أن وراء ذلك خطرًا..
وكذلك فإنه يعاني من داء السرسام والمصاب بهذا الداء يكون بالجاهل أشبه منه بالعاقل وذلك لتسلط هذا الداء على المخ..
وبالإجمال أن تكون هذه الأدواء وتلك التغيرات في الملك سلمان مجتمعةً أو مفترقة لا ريب أنها ستخل في تصرفاته..
وكذلك فإن محمد بن سلمان شاب مدلل وقد نشأ على الترفيه والدلع..
والدلال المفرط كما يقول فيلسوف الأخلاق “ابن مسكويه” يُورِث الغضب فيثور الشخص لأتفه الأسباب ويكون أنانيًا فلا يقبل إلا رأيه..
كما أن الدلال الزائد يميت مشاعر الإنسان وأحاسيسه فيرتكب الإنسان أبشع الجرائم وهو لا يبالي بفداحتها..
أضف إلى ذلك نفاق المفتيِن السعوديين وذلك بإصدارهم فتاوى كاذبة تجيز ولا تستنكر آلية الحرب..
فلا يكاد أحدهم يسمع بأن الطيران قد قصف أو أن المدفع قد قذف إلا وطفق يفتي بجواز ذلك مستدلاً بضعيف الأحاديث ومستندًا إلى تأويل الآيات..
وذلك إنما هو لأجل التزلَّف إلى الملك والأمراء رغبةً في نيل المناصب وطمعًا في جني المال..
ولا غرو أن سلوك المفتيِن بهذا المسلك الأهوج يزيد من طغيان آل سعود فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين..
على أن السبب الأكبر في هذه الحرب الهمجية هو جهل القادة العسكريين السعوديين في تسيير أمور الحرب..
بحيث أنه لم يكن خبرة سابقة في خوض الحروب وجُلّ ما يفهمونه عن الحروب هو حبر على ورق..
والإنسان المبتدئ في أي صنعة من الصنَع لا محالة أنه سيتخبط تخبط الناقة العشواء في الليلة الظلماء..
كما أن للخيال أثرا بالغا في همجية هؤلاء الأغرار الذين طمس الجهل على عقولهم..
فهم يتخيَّلون أنفسهم أبطالاً وأن الناس ترميمهم بالنظرات دهشةً وعجبًا ولا يزال نِزالهم مصفداً بأغلال القوة المتخيلة حتى يستحيل جنونًا مطبقًا..
وأخيرًا فالحرب السعودية لم تكن بهذه الهمجية إلا لأن قادتها ضعفاء ولو كانوا أقوياء لَمَا رأيناهم بهذه الوقاحة..
ذلك لأن الوقاحة كما قال الكاتب الأمريكي “إريك هوفر” هي تقليد الرجل الضعيف للقوة..