لاشك في أن مختلف الشعوب تسعى للنماء والتطور وتطمح دائما للتقدم ومواكبة العصرنة والوصول للرفاة الاجتماعي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي لكل أبناء المجتمع.
ويتوقف ذلك على قدرة البلد حكومة وأفرادا◌ٍ على إدارة مؤسساتها بمهنية عالية تقوم على أسس علمية ممنهجة ومنظمة بعيدا عن العشوائىة.
ويعود سبب تخلف الكثير من البلدان وتقهقرها وبقاؤها في دائرة الفقر ليس لانعدام مواردها وانما لسوء إدارة الموارد وعدم قدرتها على استغلالها الاستغلال الأمثل¡ فالتنمية لا تقتصر على زيادة الدخل فقط بل هي شاملة لكل نواحي الحياة فالتنمية الحقيقية التي تشمل كل اطر المجتمع ومجالاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجيا والسياسية بشكل متساو¡ وهذا يتطلب وجود ادارة واعية قادرة على احداث التغير الإيجابي في كل الأبنية ولن يتحقق ذلك في ظل ادارة ضعيفة متهالكة معقدة البنيان لا تمتلك الكفاءة ولا يتوفر فيها كوادر بشرية ذات قدرات عالية تؤهلها لتحمل اعباء التنمية وهذا هو حال اغلب البلدان المتخلفة التي لم تستطع الخروج من شرنقة التخلف والتبعية الاقتصادية.
والتنمية الادارية لها جوانب متعددة ومتداخلة مع بعضها البعض كالجوانب الإنسانية والاجتماعية والتنظيمية والفنية وتعتبر الكفاءة الإدارية للمديرين شرطا◌ٍ هاما◌ٍ لنجاح الإدارة فإن نقص مهارات المديرين يؤثر على اجراءات العمل وكفاءته وكذلك بالنسبة للعاملين يتطلب وجود درجة معقولة من المهارة والكفاءة لتسيير العمل بنجاح ومن المؤكد ان كفاءة الجهاز الإداري تتلاشى إن كانت اللوائح وإجراءات العمل غير مناسبة.
لذلك فتغيير التنمية الإدارية عنصر من أهم عناصر التنمية فالتنمية المحلية يتم تحقيقها من خلال توفر أجهزة إدارية على قدر كبير من الكفاءة والقدرة على إدارة المؤسسات لتحقيق أهداف التنمية وخاصة الاقتصادية التي تهدف إلى زيادة حجم الانتاج لزيادة معدل الدخل القومي وبالتالي الوصول إلى الرفاهية فالاقتصاد يحتاج إلى ادارة واعية مسؤولة قادرة على ادارة واستثمار مشاريع التنمية.
إن دفع عجلة التنمية يتطلب ضرورة توفر أساليب عمل جديدة وموارد بشرية ملائمة والعمل على تطوير الانظمة والهياكل الإدارية ومراجعة الهيكل التنظيمي وعدد المستويات الإدارية ومراعاة عنصر المرونة بما يساهم في سرعة الإنجاز بعيدا عن التعقيدات الإدارية التي قد تكون عاملا◌ٍ من عوامل الفساد الإداري والاهتمام بإجراء الدراسات والبحوث اللازمة للتعرف على المشاكل والمعوقات التي تواجه المؤسسات والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.
إن الإدارة تعتبر سلوكا◌ٍ انسانيا◌ٍ بالدرجة الأولى لأن العنصر البشري هو المحرك الأساسي لها لذلك فإن الموارد البشرية تعتبر العنصر الأكثر اهمية للعمليات الإنتاجية لذلك يجب أن تولى اهتماما◌ٍ كبيرا◌ٍ من خلال اختيار ذوي الكفاءة والقدرات والمهارات والعمل على تطويرها باستمرار من خلال تنمية الأفراد وتدريبهم والتركيز على السياسات التعليمية وربطها بالاحتياجات التسويقية والعمل الجاد على توفير المناخ التنظيمي الملائم وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية الضرورية لإشباع حاجات العاملين¡ وتفعيل دور الرقابة الإدارية ومبدأ الثواب والعقاب يعتبر عاملا◌ٍ مهما◌ٍ في انضباط العملية الإدارية وتنظيم سلوك العاملين مع التركيز على مبدأ الحوافز المادية والمعنوية لهم لتحقيق الرضا الوظيفي وتكوين اتجاهات ايجابية لدى الأفراد العاملين حول التنظيم أو المؤسسة التي يعملون بها.
باختصار الإدارة مجموعة عناصر متكاملة قائمة على التخطيط العلمي والتنظيم السليم والرقابة الفعالة لتنفيذ اهداف التنمية فإذا ما وجدت وتوفرت في البيئة الإدارية وخاصة في المؤسسات الحكومية بالتأكيد ستكون الطريق نحو التنمية الحقيقية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
