مصير مجهول لمحافظة المهرة
عبدالله الاحمدي
يرتفع علم الاحتلال السعودي في سماء المهرة، متحديا مشاعر أهالي المحافظة الذين يتحسسون من وجود الأجانب ويطالبون برحيل قوات الاحتلال.
ويتخوف الكثير من سكان المهرة ان يكون مصير محافظتهم كمصير نجران اليمنية بعد حرب 1934 م بين العدو السعودي وإمام اليمن يحيى حميد الدين.
كل المؤشرات تؤكد ان العدو السعودي يبيت شرا للمهريين، وانه ينوي اقتطاع هذه المحافظة من الجسد اليمني وأن أطماع العدو السعودي ليس لها حدود، فالسعودية كإسرائيل لها أطماع لا تنتهي.
منذ يناير الماضي يكابد المهريون تعسف قوات الاحتلال السعودي، فخرجوا للاعتصام مطالبين برحيل قوات الاحتلال التي حولت حياتهم إلى جحيم، فهي تمنعهم من الصيد البحري والرعي ، المهنتين الرييسيتين اللتين اعتادوا عليهما، ويعتاشون منهما أبا عن جد.
قوات الاحتلال تغلق الشواطئ، وتتحكم بمنفذي شحن وصرفيت، وتمنع التجار من إدخال السلع التجارية، وقد زاد المحافظ الموالي للاحتلال رفع الرسوم الجمركية إلى 100%. الاحتلال السعودي نكث بالاتفاق الذي ابرم بينه وبين المعتصمين قبل أكثر من شهر ونصف، والذي قضي بانسحاب هذه القوات من المطار والميناء ومنفذي شحن وصرفيت، وتسليم هذه المواقع لقوات محلية. قوات الاحتلال مستقوية بالخائن هادي الدنبوع الذي أقال الكثير من المسؤولين الذين ساندوا الاعتصام، وعين بديلا لهم موالين للاحتلال يحملون الجنسية السعودية، حتى المحافظ باكريت هو الأخر يحمل الجنسية السعودية.
السفير السعودي لدى المرتزقة لم يغير من سلوك الوصاية التي كان يمارسها في صنعاء، بل زاد فوق ذلك بتصرفاته الوقحة، فهو يتصرف وكانه الحاكم المطلق في مناطق الدواعش، فهو من يستقبل ويودع زوار المهرة ممن يسمون بالشرعية، او من تحالف العدوان، وحتى الوديعة التي قيل ان العدو السعودي ( المليارين ) دعم بها العملة الوطنية وضعت تحت تصرف السفير لشراء العملاء وبناء مراكز للسلفيين في المحافظة لنقل تجربة دماج اليها، وتجنيد مليشيا من خارج المحافظة، وإنشاء مجلس قبلي موال للعدوان، ومواز للمجلس الذي يرأسه ابن عفرار، وقد دعا أبناء المهرة كلا من محافظة لحج وابين والضالع إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المهرة.
في العام الماضي كانت قوات الاحتلال السعودي قد أزاحت العلامات الحدودية بين الخراخير وحضرموت، وتوغلت داخل حصرموت بـ 42 ألف كيلومتر، وهي بذلك تريد ان توسع حدود المهرة باتجاه الخراخير.
قبل العدوان كانت السعودية تغازل عفاش بإنشاء ميناء نفطي على سواحل حضرموت.
الآن خلالها الجو باستقطاع محافظة المهرة وإنشاء الميناء على ساحل المهرة.
قبل اقل من شهر أرسلت شركة ( هوتا) رسالة إلى سفير العدوان السعودي تشكره على الثقة التي أولاها إياها بإجراء الدراسات الفنية للميناء الذي ينوي العدو السعودي إنشاءه على البحر العربي في سواحل المهرة.
أمام صلف الاحتلال عاد أبناء المهرة إلى الاعتصام في ( 12/9/2018) مطالبين العدو السعودي بتنفيذ الاتفاق ورحيل القوات الغازية.
وكانت قوات الغزو السعودي قد أقامت أكثر من خمسين نقطة عسكرية ( 16 ) منها على طول الساحل، ومنعت الصيد كما منعت الرعي والصيد في سيحوت (منطقة دفاة).
ثلاث مديريات يتعرض سكانها وصيادوها ورعاتها للمنع هي : سيحوت والمسيلة، وحصوين، ويقف أبناء هذه المديريات لوحدهم بصدور عارية أمام الجيش السعودي، وقد هدد بعض المعتصمين باستخدام السلاح لإخراج قوات الاحتلال بالقوة باستخدام الكفاح المسلخ، ويبدو ان الأمور سوف تشهد تصعيدا في الأيام القادمة.
كل هذا الصراع يجري في المهرة دون ان تحرك ما تسمى بالشرعية لسانها، بل انها أصبحت عونا للاحتلال، ويقال ان الخائن هادي موعود بثلاثة مليارات ريال سعودي، ومرتب شهري يقدر ب36 ألف دولار في حال تمت مهمة سلخ المهرة عن التراب الوطني.
في نهاية الأسبوع الماضي سقطت مروحية لجيش الاحتلال السعودي في أجواء المحافظة، وقتل طاقمها المكون من شخصين، وقالت السلطة السعودية ان المروحية كانت في مهمة لمكافحة الإرهاب والتهريب ، لكن الإرهاب ليس موجود إلاّ في عقول الاحتلال السعودي، بل إن السعودية هي الإرهاب بذاته.