إلى وزير الصحة مع التحية
عبدالفتاح علي البنوس
جميل جدا عندما يكون الوزير في الوزارة أو المسؤول في أي مؤسسة أو دائرة حكومية من ذوي الاختصاص ومن أهل الدار ، الخبير بكل تفاصيلها والمدرك لطبيعة عملها ومهامها ، والمطلع على كل صغيرة وكبيرة فيها وفوق كل ما سبق يتوج ذلك بالنزاهة والشفافية ، حينها أنا على ثقة بأن المردود سيكون إيجابيا بامتياز وسنلمس حالة من النجاح والتقدم في الأداء يجني ثماره الوطن والمواطن على حد سواء.
وهذا ما لمسناه في شخصية الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة والسكان والذي كان اختياره لهذا المنصب موفقا لدرجة كبيرة باعتباره من ذوي الخبرة والكفاءة والتخصص ، فور توليه الوزارة شرع في اتخاذ جملة من الخطوات العملية الجادة التي من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية نحو الأفضل ، والتعاطي مع الواقع الصحي الذي يعيشه الوطن في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر والاستفادة بما هو متوفر من الإمكانيات وتوجيه الدعم الذي تقدمه المنظمات الخارجية ليصب في صالح المرضى والجرحى كخطوة ضرورية للحد من تبعات الحصار على قطاع الصحة والخدمات الطبية ، والتنسيق مع المنظمات المعنية بتقديم المساعدات في مجال الخدمات الطبية لنقل الحالات المرضية المستعصية المصابة بالسرطان والفشل الكلوي والقلب وذلك لنقلها للعلاج في الخارج ، وهذه خطوات إيجابية تحسب له ونتمنى له الاستمرارية في هذا المسار وبذات الوتيرة التي تؤتي أكلها لكل باحث عن العلاج على امتداد يمننا الحبيب .
وهنا أضع على طاولة معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل قضية هامة تتطلب تدخلا مباشرا منه لمعالجتها والقضاء عليها ، وهي قضية المستشفيات الخاصة والابتزاز الذي يتعرض له المرضى في الكثير منها والتي تصل إلى مستويات لا يمكن القبول بها ، حيث أضع على طاولته قضية أحد المرضى من محافظة ذمار والذي أسعف إلى أحد المستشفيات الخاصة بالعاصمة إثر اشتباه بإصابته بمرض إنفلونزا الطيور وخلال ما يقارب ستة أيام دفع أقارب المريض أكثر من مليون ريال بخلاف تكاليف استدعاء الاستشاريين والأدوية التي كانت تدفع من قبل أقارب المريض وللأسف الشديد أن المريض ورغم ما دفعه من مال لم تتحسن حالته ولكنها زادت تدهورا إلى أن قرر أقاربه نقله لمستشفى آخر فرارا من جشع وطمع إدارة المستشفى التي تتعامل مع المرضى كفرائس صيد أنقضت عليها بكل مخالبها وماهي إلا ساعات بعد خروجه من المستشفى ونقله لمستشفى آخر حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تم نهبه مليون ومائتين ألف ريال تقريبا كان أولاده وأولاد أخيه الذين كانوا في كنفه بعد وفاة والدهم الأحق بها من مستشفى كل ما يقدمه جباية المال وامتصاص ما تبقى من مال في جيوب أقاربه بوقاحة وقلة حياء دونما أدنى اعتبار لأي معايير وقيم إنسانية .
هذه القضية التي كنت حاضرا فيها عبارة عن قطرة من مطرة ، وواحدة من آلاف القضايا التي تشهدها المستشفيات الخاصة التي تحولت إلى مشاريع استثمارية ربحية بحتة لا أثر للجوانب الإنسانية ولا مراعاة لظروف المواطنين المعيشية والمرضية فيها ، وكم يا شكاوى وقضايا من هذا القبيل تحتاج تدخل معالي الوزير للعمل على تخفيف معاناة المرضى الذين يقصدون المستشفيات الخاصة طلبا للعلاج ، واقترح عليه عقد اجتماع مع مدراء هذه المستشفيات ووضع ضوابط لعملها ولا بأس بتحديد تسعيرة للخدمات الطبية من رقود وعمليات وغيرهما تجنب المرضى الابتزاز والاستغلال المجحف وغير المقبول ، الناس أحوالهم صعبة ولا بد من الرأفة بهم وتقدير ظروفهم ولتكن المبالغ المفروضة متناسبة مع حجم وطبيعة وجودة الخدمة الطبية الممنوحة للمرضى .
بالمختصر المفيد، المستشفيات الخاصة بحاجة إلى إستشعار للظروف التي تمر بها البلاد وتفعيل الجوانب الإنسانية في عملها ، لا نطالبهم بأن يخسروا ولكننا نطلب منهم أن يخافوا الله في حق كل من يطرق أبواب مستشفياتهم بحثا عن العلاج وطلبا للشفاء ، وأن يرفقوا بهم ويقبلوا بالربح المعقول المقبول ، ونعول على معالي الوزير المتوكل أن يلعب دورا هاما في هذه القضية للتخفيف من معاناة المواطنين فقد ضاق الناس ذرعا من جشع وطمع المستشفيات الخاصة الذي تجاوز كل الحدود .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .