أنصار الله بين الوعي الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية
محمـد الوجـيه
«متى ينتهي عذاب هذه الأمة البطلة الصغيرة، لقد آن الأوان لتصدر الحضارة حظراً مهيباً للتمادي. حظر التمادي في الجريمة هذا، علينا، نحن الشعوب، أن نمليه على الحكومات»
هكذا قالها فكتور هوغو وهكذا فعلها أنصار الله عندما هبطت أجسادهم على كل جبهات المواجهة بحماس الأنبياء الخائفين على القوم والمستشرفين للقادم الموجع الذي تحيك مؤامرته جارة السوء مملكة الرمال (المملكة العربية السعودية).
إن الفظائع والمجازر التي ارتكبت وما زال يرتكبها العدو السعودي تتجاوز كل حد، إنها جرائم حرب وإبادة ترفض العين النظر اليها كما يرفض الفكر تصديقها او مناقشتها.
العدو السعودي يرتكب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ ويحسب ذلك نصراً لكنه انتصار موهوم! فهم ينسون المثل الشعبي: «يضحك كثيراً من يضحك أخيراً»
كان الزعيم الشيوعي البلغاري البارز جورج ديميتروف يكرر، بلا انقطاع، إن الجبهة الموحدة ضرورة من أجل الخبز، والحياة، وحقوق الشعب الكادح، من أجل حماية العمال والإنتليجنسيا من الاستغلال الرأسمالي، وهكذا يعمل انصار الله اليوم بتواجدهم على كل المناطق اليمنية لحشد الأحرار وتوحيد الجبهة الوطنية اليمنية من أجل رفض الوصاية السعودية ومقاومة العدوان بكل صوره وأشكاله العدوانية، ولذلك نجد أن المتابع للشأن اليمني اليوم ونحن في العام الرابع من العدوان والحصار على اليمن بقيادة مملكة الرمال يندهش من هذا الصمود اليمني ومن هذه القوة والاستبسال الذي تفرد به اليمني دون غيره وألق الانتصار الذي يسطره الجيش اليمني واللجان الشعبية يبهج الوجوه الشاحبة ويكرس لدى الأجيال القادمة كرهاً وحشياً للعدو السعودي، ويبذل الأبطال في ميادين العزة والشرف دماً مقدساً لأجل الحرية والاستقلال.
لم يكن من الضروري ان يكون المقاتل مقداماً، جريئاً، فقط بل كان عليه أن يملك استعداداً نظرياً وخبرة ميدانية وثقافية واسعة عامة وسياسية، وأن يعرف بعمق حياة الخصم وهذا ظهر جلياً في مواجهة العدوان على اليمن وهذا ما تميز به المقاتل اليمني عن المقاتل السعودي حيث وان الأخير أصبح اضحوكة القرن الواحد والعشرين بل ان كبريات الصحف العالمية تصفه بالجيش الكرتوني وجيش نمر من ورق. أما المقاتل اليمني فقد أظهر الاعلام الحربي مشاهد يبرز فيها بوضوح الذهنية التكتيكية بذكاء، وكيف تم اقتحام مواقع عسكرية للعدو السعودي بطرق فريدة ستصبح دروساً تتلقاها الأجيال العسكرية القادمة.
مهما كان القناع الذي تتنكر به مملكة الرمال ومهما كان الشكل الذي تتخذه ومهما كانت الطرق التي تنتهجها في محاولة منها لسلب القرار العربي والإسلامي والتحكم به من الديوان الملكي السعودي الذي يعد مجرد مكتب للإدارة (الأمريكية – الصهيونية) فقد وقف اليوم اليمن أمامها وبقوة وازال هذا القناع للعالم أجمع وعرّفها للناس بأنها شر عدو للأمة العربية والإسلامية والشواهد على ذلك كثيرة.
لابد من القول ان حركة أنصار الله كان لها الدور الكبير في توحيد الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان على اليمن واستطاعت ان تدير المعركة السياسية والعسكرية بحنكة عالية ونجاح كبير رغم التكالب الدولي على اليمن وفشل الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية بل وتواطؤها مع العدو السعودي لأجل حفنة من المال.
وأما الأحزاب والجماعات الخائنة والعميلة لا نقول لها الا ما قاله جورج ديميتروف «الويل للأحزاب وزعماء الأحزاب الذين يريدون تمثيل الشعب البلغاري العامل ولكن، نظراً لحسابات واعتبارات شخصية وحزبية سيذهب بهم اللاتعقل إلى الحفاظ على تحالفهم مع الرأسماليين، إلى إعلان عدائهم لجبهة العمل الموحدة! إنهم بذلك سيتلون بأنفسهم حكم موتهم السياسي»
وفي الأخير ان الواجب الأسمى، في هذه اللحظة التاريخية، يقتضي من الشعب اليمني من جيشه ولجانه الشعبية ومثقفيه الوطنيين أن يتوحدوا في جبهة وطنية جبارة لخلاص اليمن من العدو التاريخي السعودي.