توقعات جنيف
سارة المقطري
وكما كان متوقعاً … لم تستطع الأمم المتحدة أن تفي بتعهداتها للوفد الوطني المكون من 12 شخصية فكيف ستفي بوعودها لـ26 مليون يمني؟
كيف يبحث غريفيث عن خطوات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية وهو لم يحصل عليها اصلا من الشعب اليمني ؟
تساؤلات قد يضعها كل يمني نصب عينيه هذه الأيام وهو يرى كيف تدار القضية اليمنية امميا.
مفاوضات حاول المبعوث ان يجمع فيها ويساوي بين الجلاد والضحية , بين المعتدي والمعتدى عليه ,ولكنه لم يدرك حجم الهوة التي حفرها العدوان على مدى أكثر من ثلاثة أعوام ونصف , ربما كان عليه ان يفكر كثيرا قبل ان يجمع تلك الأطراف .
كان عليه أن يفكر بالأطفال الذين قتل هذا العدوان أهاليهم والنساء الارامل , كان عليه أن يفكر بالجرحى الذين منعوا من الانتقال والعلاج بالخارج , بالنازحين , بمرضى الكوليرا , بجرحى الحرب , بأطفال ضحيان , والصالة الكبرى , وفج عطان , وسوق مستبأ والحديدة.
كان يكفيه أن ينظر فقط الى حال الجنوب اليوم وحالة الثوران والانتفاضة التي يعيشها نتيجة العدوان أو ما يسمونه “تحالف”.
كان عليه أن يفكر بكل ذلك ويضع كل تلك المشاهد نصب عينيه قبل أن يحرج نفسه ويحرج هذه المنظمة الدولية التي حاولت أن تقف على الحياد , لكنها انحرفت عن مسارها أكثر من مرة واشتراها المال السعودي والامريكي في بعض المواقف والاحداث .
لا ننكر أن المبعوث الاممي يبذل جهوداً حثيثة لجمع الأطراف المتنافرة , ولا نستطيع تجاهل أن الدخول في عملية سياسية هو الأنسب وهذا ما يطمح اليه اليمنيون وفي مقدمتهم القوى الوطنية , ولكن وفق رؤية واضحة تحترم فيها دماء اليمنيين التي أهدرت على مدى السنوات السابقة .
عملية وطنية بامتياز بعيدة عن الاملاءات الخارجية والتدخلات الواضحة من دول كانت تسمي نفسها جارة وأصبحت هي العدو .
عملية سياسية تحاسب المعتدي وتحفظ كرامة اليمنيين .