بالمختصر المفيد.. ثورة الجياع في وجه قوى الغزو والاحتلال
عبدالفتاح علي البنوس
بعد صمت طال قرابة الثلاث سنوات ونيف على ممارسات المحتل الإماراتي والسعودي وأذنابهما وأدواتهما في المحافظات الجنوبية ، هاهو الجنوب يغلي ويثور أحراره في وجه الغزاة والمحتلين وأدواتهم ومرتزقتهم مشعلا ثورة الجياع بعد أن بلغ السيل الزبى ، ووصلت الأوضاع المعيشية إلى حالة مزرية جدا نتيجة سياسة الأعداء وحكومة الفنادق التي تستهدف العملة المحلية الأمر الذي انعكس سلبا على أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية والمشتقات النفطية والتي عملت قوى العدوان وحكومة الفنادق على تأزيمها للتضييق على المواطنين ، حيث خرج أبناء عدن والضالع ولحج وحضرموت والمهرة في مسيرات غضب عارمة ضد هذه السياسة القذرة التي تهدد حياة الملايين من اليمنيين في مختلف المحافظات اليمنية بما في ذلك المحافظات الخاضعة لسلطات الاحتلال، قادة وأعضاء المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بزعامة المناضل حسن باعوم مزقوا صوراً عملاقة لحكام الإمارات والسعودية التي تم رفعها من قبل مرتزقة وقباقيب المحتل الإماراتي في شوارع المكلا مكتوب عليها ( امتثالا لقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، أهالي حضرموت يتقدمون بجزيل الشكر وخالص الامتنان إلى قيادة وشعب دولة الإمارات على دعمهم اللامحدود في حضرموت ، حملة ما قصرتوا يا عيال زايد) وعليها صور خليفة بن زايد ومحمد بن راشد والشيخ زايد آل نهيان ، وهتفوا : برع يا استعمار من أرض الأحرار ، وبرع يا عملاء الأمريكان ، هتافات السخط على الإمارات والسعودية وحكومة الفنادق ، تم الرد عليها من قبل ما يسمى بقوات النخبة الموالية للإمارات برعونة حيث أقدمت على إطلاق النار على المحتجين بتوجيهات من الحاكم العسكري لسلطة الاحتلال الإماراتي في حضرموت مخلفة قتلى وجرحى بالإضافة إلى اقتياد مجاميع من المحتجين لمراكز الإعتقال والسجون التابعة للمحتل الإماراتي .
ورغم العنف الذي قوبلت به هذه الاحتجاجات إلا أنها ما تزال مشتعلة وبوتيرة عالية حيث عمد نشطاء من أحرار حضرموت إلى طباعة وكتابة عبارات مناهضة لقوى الغزو والاحتلال تخاطب المواطنين بالتأكيد على أن السيطرة على مطاراتنا وموانئنا احتلال وليس تحالفاً ، حيث أطلق على هذه الفعاليات الاحتجاجية اسم ثورة الجياع ، المنددة بتدهور الخدمات وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والمضاربة بالدولار بصورة جنونية لا تحتمل ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف ، فما بالكم بمحافظات قالوا عنها بأنها محررة ووعدوا سكانها بالغد المشرق والمستقبل الأفضل ، وإذا بهم يقبعون تحت وطأة الغلاء والأزمات والاغتيالات والصراعات والاشتباكات المسلحة والتي حولت المحافظات الجنوبية إلى مسرح للفوضى والانفلات الأمني والأزمات التموينية المختلفة ، وهو ما دفع أحرار الجنوب للخروج عن صمتهم والإعلان عن ثورة الجياع لردع سياسة التجويع والتجريع التي تنتهجها قوى العدوان وحكومة الفنادق وهي بداية الانتفاضة المنتظرة على الغزاة والمحتلين وأذنابهم من مرتزقة الخارج والداخل والكفيلة بإنهاء الاحتلال وإفشال كافة رهاناتهم ومخططاتهم .
بالمختصر المفيد، يقال بأن الجوع كافر ، ولذا فعلى قوى الغزو والاحتلال وحكومة الفنادق أن يدركوا جيدا بأن الشعب اليمني من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، لن يقبلوا على أنفسهم بأن يحاصروا ويحاربوا في لقمة عيشهم والقبول بأن يموتوا جوعا ، وعليهم أن يواجهوا حصاد سياستهم الرعناء وحروبهم الاقتصادية القذرة التي تمارس ضد ما يزيد على ثلاثين مليون نسمة ، ونحن إذ نشيد هنا بانتفاضة أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة ضد سياسة التجريع والتجويع فإننا نأمل مواصلة هذا الزخم الثوري حتى يرعوي المحتل وأذنابه ويكفوا أيديهم عن اليمن واليمنيين ويغادروا البلاد ، فلا حاجة لها فيهم ولا مقام لهم فيها ، فقد ضاق الناس ذرعا من ممارسات الغزاة والمحتلين وحكومة الفنادق وأدواتهم من مرتزقة الداخل والخارج ، فاليمن لا يقبل بالغازي والمحتل ، ولا يرضى بحياة الذل والوصاية والعبودية والتبعية العمياء من أي طرف كان ، إنه اليمن الموحد الحر المستقل الذي نفاخر به جميعا ولن نرتضي دونه بديلا مهما أرجف المرجفون وتقوَّل المتقولون .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.