حقائق وعجائب في الحرب على اليمن

 

محمد علي الريدي

أعتقد بأن الحرب على اليمن هي الوحيدة بين الحروب على مستوى العالم التي يوجد فيها الكثير من العجائب والغرائب إضافة إلى المجازر والجرائم التي ترتكب من قبل دول العدوان تجاه الشعب اليمني من إبادة جماعية، كما أعتقد بأن أفضل تشبيه لهذه الحرب هي حرب طروادة التي أبيدت عن بكرتها بما فيها من بشر وشجر وحجر، فقد يقول البعض أني أبالغ في هذا التشبيه ولكن ربما تعذروني عندما أسرد لكم بعض ما يجري من الحقائق والوقائع التي تؤكد ما أقوله وهي كما يلي:
– الحرب على اليمن هي الوحيدة بين حروب العالم التي يتجاهلها المجتمع الدولي بأسره وبمنظماته الإنسانية والحقوقية وغيرها من المنظمات المعنية.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يتجاهلها الإعلام العربي والغربي والعالمي والسكوت على ما يجري من جرائم بحق الشعب اليمني.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي تجاهلتها القوانين والمواثيق الدولية بما فيها حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة والصحة… إلخ.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة على مستوى العالم التي يحارب فيها الموظف في حقوقه المشروعة من استلام راتبه لكي يقوم بواجبه تجاه أسرته لتوفير المواد الغذائية والملبس وغير ذلك مما تحتاج إليه أي أسرة من المواد الأساسية لكل بيت، وذلك بسبب نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن بموجب قرار ما يسمى شرعية عبدربه وبموافقة من قبل الأمم المتحدة مما أدى إلى توقف صرف الرواتب لجميع موظفي الدولة.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي تم فيها إغلاق منافذ البلاد البرية والبحرية والجوية وضرب المطارات والموانئ ومحاصرة الشعب اليمني حتى من استيراد المواد الضرورية من أدوية ومواد غذائية أساسية بما في ذلك المشتقات النفطية.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يمنع فيها المريض من السفر لغرض العلاج وبالذات الأمراض المستعصي علاجها في اليمن وذلك بسبب الحصار من قبل دول العدوان.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يتم فيها القصف بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وغير المحرمة دون وازع ديني أو إنساني أو أخلاقي.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي لا يفرق فيها طيران العدوان وصواريخه ومدافعة بين المعسكرات وبين المنشآت المدنية خدمية كانت أو غيرها من المنشآت الخاصة.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة في العالم التي يتم فيها قتل الأسير والتمثيل به مع أن جميع الشرائع السماوية والعرفية والأخلاقية والقوانين والمواثيق الدولية تحرم ذلك.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي لا تعترف فيها دول العدوان بأي قانون سواءً كان الهياً أو قانوناً دولياً أو إنسانياً وأخلاقياً.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي لم تقم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان بواجبها الإنساني والأخلاقي إزاءها ولو حتى بالاستنكار أو التنديد أو تشكيل لجان تحقيق دولية محايدة للتحقيق في الجرائم التي ترتكبها دول العدوان على اليمن وشعبه.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يستباح فيها الأرض والعرض من قبل قوات دول العدوان دون وازع ديني أو إنساني وأخلاقي.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي تتجاهلها الشعوب العربية والإسلامية والدولية وعدم الخروج بمظاهرات تنديد واستنكار لتلك الجرائم والمجازر التي ترتكبها دول العدوان على الشعب اليمني كما آن لهذه الشعوب أن تثور وتطالب بإيقاف هذه الحرب الهمجية على اليمن وشعبه فهذه الشعوب ليست كحكامها الذين باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم وأخلاقهم بحفنة من الدولارات وبراميل النفط.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي تقلع فيها طائرات العدوان وتقوم باستهداف الطفل والمرأة والمصنع والمزرعة ومنازل المواطنين ومجالس العزاء والأعراس والمستشفى والمدرسة والطرقات والجسور والمطارات المدنية والموانئ وخزانات مياه الشرب والسجون وكذلك دور رعاية المكفوفين والمواقع الأثرية والتاريخية…. إلخ.. وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم بأسره وكأن الشعب اليمني مجرد حشرات ضارة يجب التخلص منهم وإبادتهم بالكامل وتطهير الأرض منهم وليسوا شعباً مثل بقية الشعوب يستحقون العيش بسلام وأمان واطمئنان.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يراد منها فرض رئيس وحكومة منبوذين من قبل الشعب اليمني وهم عبارة عن خدام وعملاء لدول العدوان وليس كما يريده الشعب اليمني في اختيار من يراه مناسباً لقيادته.
– الحرب على اليمن هي الوحيدة التي تكالبت عليها سبع عشرة دولة إضافة إلى عصابات بلاك ووتر وتنظيم القاعدة وداعش وعصابات الجنجويد المطلوبة من المحاكم الدولية لكثرة جرائمها في جنوب السودان ودارفور ومع كل ذلك مازال الشعب اليمني وجيشه واللجان صامدين صمود الجبال الرواسي.
إضافة إلى كل ذلك، العملاء من الداخل للأنظمة الخليجية، وهم أخطر من العدو الأساسي كيف لا وهم من جلدتنا وإخوان لنا وهمهم الأكبر هو كرسي السلطة ومن أجله لا مانع من إبادة خمسة وعشرين مليون يمني من أجل أن يعيش مليون كما قال حاخام حزب الإصلاح عبدالله صعتر في مقابلة تلفزيونية، فلعنة الله عليه وعلى كل من هو على شاكلته وعلى كل خائن لهذه الأرض الطيبة.
– يقول البعض بأن الحرب على اليمن قامت من أجل إعادة الشرعية لعبدربه وزمرته من الحكومة القابعين في فنادق الرياض والقاهرة وتركيا ومن أجل القضاء على الانقلابيين وهم أنصار الله ومن تحالف معهم وبعذر دعم إيران لهم وخوفاً من تمدد المذهب الشيعي في اليمن، ولكن هذا غير صحيح، بل هي حرب أطماع ودمار وإبادة وتشتيت لليمن وشعبه، فمثلاً:
أ‌- السعودية وهي التي تقود دول العدوان لها مطامع في اليمن منذ قيام دولة آل سعود وهي:
1 – أهم هذه المطامع هي محافظة الجوف التي يوجد فيها أكبر مخزون نفطي في العالم.
2 – محافظة حضرموت، بسبب وجود مخزون نفطي والأهم من ذلك الحصول على ممر لمد أنابيب النفط السعودي إلى البحر العربي والمحيط الهندي.
3 – تنفيذ وصية الملعون والدهم عبدالعزيز عندما قال لهم (خيركم وشركم من اليمن) أي بمعنى يجب أن يكون اليمن وشعبه غير مستقر أمنياً واقتصادياً وسياسياً.
ب‌- مطامع الإمارات:
1 – أهم مطامع الإمارات هي السواحل اليمنية، وبالدرجة الأولى موانئ عدن التي تعتبر أول منطقة حرة قامت في العالم، وذلك أيام الاستعمار البريطاني لما تتميز به من موقع استراتيجي هام على البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والمحيط الهندي ولكن بعد خروج الاستعمار من جنوب اليمن تم إهمال المنطقة الحرة وتوقف العمل فيها بسبب العوامل السياسية آنذاك بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وغيرهم والتناحر فيما بينهم وبعد ذلك دخول الجنوب تحت مظلة الاشتراكية السوفيتية حتى قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م فبعد قيام الوحدة تم إعلان المنطقة الحرة بعدن في كالتكس وتكليف شركة سنغافورية للقيام بإنشاء وتجهيز ذلك من رافعات وأرصفة ومخازن ومبانٍ إدارية وغيرها ولكنها لم تفعل كمنطقة حرة بل تم تأجيرها لموانئ دبي والتي قامت بشلها كلياً عن العمل ودمرت بعض الرافعات الخاصة بها، فالجميع يعلم علم اليقين بأن المنطقة الحرة في عدن لو تعمل فإن دبي منتهية بالكامل مع منطقتها الحرة في جبل علي، وذلك لما تتميز به عدن من موقع استراتيجي هام، كما ذكرنا سابقاً.
2 – جزيرة سقطرى، وهي تعتبر بالدرجة الثانية بعد عدن من حيث الموقع، فهي تقع في عمق المحيط الهندي ويمكن تحويلها إلى منطقة حرة وفي نفس الوقت سياحية من الدرجة الأولى بسبب وجود النباتات والطيور النادرة فيها، وقد كان هناك توجه بعد الوحدة لتحويلها إلى منطقة حرة ولكن بسبب المماحكات السياسية وعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يعمل لمصلحة الوطن وبأن الوطن فوق كل اعتبار، بل كان العكس، كل يعمل لمصلحته الشخصية والكسب غير المشروع حتى وصل اليمن إلى ما وصل إليه الآن.
3 – يتميز اليمن بوجود أطول ساحل بحري في الشرق الأوسط تقريباً حيث يصل طوله إلى 2800 كيلو متر وتوجد فيه الثروة السمكية بجميع أنواعها وأشكالها وكذلك النادرة منها سواء في البحر الأحمر وفي البحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي، كما أنه يوجد فيه جزر وأماكن خلابة وسياحية من الدرجة الأولى من الحيود المرجانية وغيرها، ولكن للأسف الشديد لم تقم الدولة باستغلال هذه المميزات الاستغلال الأمثل، بل قامت بتوزيع البحر بمساحات معينة لأشخاص كانوا محسوبين على السلطة آنذاك وكانوا يقومون بتأجير هذه المساحات لسفن صيد هندية وصينية ومصرية وغيرها من الشركات التي كانت تقوم بالصيد عن طريق الجرف وغيره من طرق الصيد المحرمة.
– وفي الأخير الحرب على اليمن هي الوحيدة التي يقوم فيها طيران العدوان بقصف معاونيه العملاء في جميع الجبهات، وبشكل يومي تقريباً، ومع ذلك لم يعقل أولئك العملاء والمأجورون ويعودوا إلى صوابهم، ربما أن المال المدنس الذي يتقاضونه أهم وأغلى لديهم من اليمن وشعبه.

قد يعجبك ايضا